أسعار المنازل في كندا تنخفض للشهر الثاني مع ارتفاع أسعار الفائدة

منازل قيد الإنشاء في منطقة لاسال، جنوب مدينة مونتريال، بمقاطعة كيبك الكندية. انخفضت أسعار المنازل في كندا خلال مايو بنسبة 0.8% في مايو على أساس شهري، فيما سجلت مدن مقاطقة أونتاريو أكبر معدلات الانخفاض
منازل قيد الإنشاء في منطقة لاسال، جنوب مدينة مونتريال، بمقاطعة كيبك الكندية. انخفضت أسعار المنازل في كندا خلال مايو بنسبة 0.8% في مايو على أساس شهري، فيما سجلت مدن مقاطقة أونتاريو أكبر معدلات الانخفاض المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أسعار العقارات السكنية في كندا للشهر الثاني على التوالي، متأثرة بارتفاع تكاليف الاقتراض، في ما كان يعتبر أحد أكثر أسواق الإسكان سخونة في العالم.

كشفت بيانات جمعية العقارات الكندية الصادرة الأربعاء، عن انخفاض متوسط أسعار المنازل في كندا بنسبة 0.8% في مايو، مقارنة بشهر أبريل، إلى 822,900 دولار كندي (نحو 635 ألف دولار)، فيما سجلت مدن مقاطعة أونتاريو أكبر معدل انخفاض.

اقرأ أيضاً: بنك كندا يرفع الفائدة بأكبر نسبة منذ أكثر من 20 عاماً

أشارت الجمعية إلى أن المبيعات تراجعت أيضاً بشكل حاد، مسجلة نسبة انخفاض بلغت 8.6% في مايو عما كانت عليه في الشهر السابق.

جاء هذا الانخفاض بعد ارتفاع أسعار المنازل في كندا بأكثر من 50% على مدى العامين الماضيين، حيث أدت أسعار الفائدة المنخفضة للغاية، والطلب على مساحات سكنية أكبر، إلى اشتعال المزايدات لشراء العقارات.

اقرأ المزيد: كندا تستعدّ لمنع الأجانب من شراء المنازل وسط ارتفاع الأسعار

أما اليوم، وفيما يحاول بنك كندا المركزي خفض معدل التضخم البالغ نحو 7%، ترتفع معدلات الفائدة على قروض الرهن العقاري بشكل سريع. وفي هذا السياق، حدد صُناع السياسة، كلاً من ارتفاع أسعار المنازل، ومُلاك المنازل المثقلين بالديون، باعتبارهم نقاط ضعف رئيسية في الاقتصاد. وكان البنك المركزي قد رفع سعر الفائدة الرئيسي من 0.25% إلى 1.5% منذ بداية مارس، وهو يلمّح إلى إمكانية رفعها بشكل أكثر حدة الشهر المقبل.

قال جيل أوديل، رئيس جمعية العقارات الكندية، في بيان: "بدأنا شهر مايو من حيث توقفنا في أبريل، مع استمرار تباطؤ المبيعات وتراجع الأسعار في أجزاء كثيرة من البلاد". وأضاف: "نمر بفترة تغير سريع، لكن ينبغي أن تستقر الأمور لتصبح سوق الإسكان أكثر توازناً في الوقت المناسب".

أكبر الخاسرين

في مراجعته السنوية للنظام المالي خلال الأسبوع الماضي، قال بنك كندا المركزي إن أولئك الذين اشتروا منازل أثناء الجائحة، قد يتأثرون أكثر بارتفاع أسعار الفائدة، كونهم حصلوا على مستويات ديون أعلى للقيام بعمليات الشراء، وقد تتلاشى الزيادة التي حققوها حتى الآن في قيمة الأصل العقاري، في ظل انخفاض الأسعار.

أما الأسواق التي تقود انخفاض الأسعار على مستوى البلاد ككل، فتتمثل في المدن الصغيرة في مقاطعة أونتاريو، والتي شهدت أكبر المكاسب خلال طفرة الوباء، حيث ينتقل المشترون الذين وجدوا أن السوق أصبحت مكلفة للغاية بالنسبة إليهم، إلى مناطق أبعد خارج حدود مدينة تورنتو.

أظهرت البيانات أن متوسط الأسعار في كامبريدج بمقاطعة أونتاريو، الواقعة على بعد ساعة تقريباً من تورنتو، انخفض بنسبة 4.6% في مايو عن الشهر السابق، بينما انخفضت أسعار منازل نورث باي التي تقع على بعد أربع ساعات تقريباً من تورنتو، بنسبة 4%.

في إشارة إلى الأنباء المتزايدة الآخذة في الانتشار، ساد النمط ذاته في المنطقة المحيطة بمدينة فانكوفر، حيث سجّلت تلك الأسواق أكبر الخسائر. فعلى سبيل المثال، سجلت أسعار المنازل في مدينة تشيليواك بمقاطعة كولومبيا البريطانية، انخفاضاً بنسبة 3%.

تباطؤ السوق

مع ذلك، فإن تهدئة السوق في كندا ككل، لم تعيد النشاط سوى إلى مستويات تتماشى بشكل أكثر مع المعايير التاريخية. فعلى سبيل المثال، كان حجم المبيعات في مايو أعلى قليلاً من متوسط 10 أعوام خلال هذا الشهر.

أظهرت بيانات جمعية العقارات الكندية، أن نسبة المبيعات إلى المعروض الجديد من المنازل الذي يُطرح في السوق، والتي تعتبر مقياساً لأداء السوق، انخفضت إلى 57.5%، وهي أدنى نسبة في ثلاثة أعوام، وتقترب من متوسطها على المدى الطويل.

أظهرت البيانات أنه حتى مع التحوّلات التي تشهدها السوق، وارتفاع عدد المنازل المعروضة للبيع، ظل لدى كندا من وحدات الإسكان المتاحة في السوق، ما يكفي لـ2.7 شهر فقط، كما في نهاية مايو، أي حوالي نصف المتوسط على المدى الطويل.

أظهر تقرير منفصل صدر الأربعاء عن مؤسسة الرهن العقاري والإسكان الكندية، وجود زيادة في المعروض. ارتفعت أعداد المنازل الجديدة بنسبة 8% في مايو إلى 287,300 وحدة، متجاوزة توقعات الاقتصاديين.