"إياتا": الطلب "المكبوت" يعيد التفاؤل للطيران رغم الرياح المعاكسة

تحسن ملموس في الطلب على السفر
تحسن ملموس في الطلب على السفر المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تزايد تفاؤل الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، بعودة الانتعاش والطلب لقطاع الطيران العالمي، رغم التحديات والرياح المعاكسة، وذلك بدعم من قوة الطلب المكبوت، ورفع القيود المفروضة على السفر وتراجع البطالة وازدياد المدخرات الشخصية، مع توقعات بتسليم أكثر من 1200 طائرة خلال عام 2022.

طالع المزيد: "إياتا" يتوقع تعافي قطاع الطيران في عام 2023

توقع الاتحاد وصول أعداد المسافرين في العام 2022 إلى 83% من المستويات المُسجلة قبل بدء جائحة كورونا، وتسجيل أحجام الشحن لأرقامٍ قياسية جديدة عند 68.4 مليون طن خلال عام 2022، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يُواجهها العالم، وفقاً لأحدث توقعاته الصادرة اليوم.

شركات الطيران تستطيع مواصلة تعافي أعمالها من أزمة فيروس كورونا حتى في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي، بحسب ويلي والش، مدير عام "إياتا"، الذي قال لتلفزيون "بلومبرغ" إنه يجب استمرار تعافي الطلب نتيجة إزالة قيود السفر، بغض النظر عن الضغوط المالية على المستهلكين.

رياح معاكسة

أضاف والش، عشية الاجتماع السنوي لرؤساء شركات الطيران في الدوحة: "هناك رياح معاكسة، لن أتجاهل حقيقة أننا نواجه بعض التحديات، لكن في الواقع، لا تزال التوقعات إيجابية للغاية، حيث تؤكد كافة الأبحاث التي نجريها رغبة الناس في العودة للسفر بالطائرة".

طالع المزيد: نقص موظفي شركات الطيران يهدد بإفساد إجازات الصيف للملايين

كما تشير تقديرات الاتحاد إلى تراجع صافي خسائر قطاع الطيران، في منطقة الشرق الأوسط إلى 1.9 مليار دولار، في العام 2022، مقارنة بخسائر مسجلة بلغت 4.7 مليار دولار في العام الماضي.

الاتحاد رجح ضمن توقعاته بشأن الأداء المالي لشركات الطيران لعام 2022، وصول الطلب في المنطقة- الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر- إلى 79.1% من مستويات ما قبل جائحة كورونا في 2019، كذلك وصول السعة إلى 80.5%، مشيرة إلى أن إعادة افتتاح مسارات الطيران الدولية، وخاصة الرحلات الجوية الطويلة، تشكل مؤشراً إيجابياً بالنسبة للكثيرين خلال العام الجاري.

قال رئيس اتحاد النقل الجوي الدولي، إن مصدر قلقه الأكبر في الوقت الحالي يتمثل في ازدياد الأعباء التنظيمية على الصناعة مرة أخرى، مع تجاوز شركات الطيران أزمة كورونا، وإزالة آخر قيود السفر المتبقية.

تراجع الخسائر

رصد الاتحاد تراجع خسائر القطاع عالمياً إلى 9.7 مليار دولار -في تحسُّن عن التوقعات المسجلة في أكتوبر 2021 بوصول الخسائر إلى 11.6 مليار دولار، ويُعد هذا تحسناً كبيراً عن الخسائر بقيمة 137.7 مليار دولار بهامش خسارة صافي عند 36.0% في العام 2020 و42.1 مليار دولار بهامش خسارة صافي عند 8.3% في عام 2021.

والش، قال في البيان الصادر اليوم: "يُمثل تراجع الخسائر ثمرة العمل الجاد لضبط التكاليف، بينما يواصل القطاع انتعاشه، ويرتبط التحسُّن في التوقعات المالية بإبقاء التكاليف ضمن زيادة لا تتجاوز 44% بينما ترتفع الإيرادات بما يصل إلى 55%. وترتبط إمكانية تحقيق الأرباح بالقدرة على مواصلة ضبط التكاليف، وخاصة مع عودة القطاع لمستويات الإنتاج الطبيعية وتوقعات بمواصلة تكاليف الوقود اتخاذ منحنى تصاعدي لفترة".

تشير توقعات الاتحاد إلى قدرة القطاع على تحقيق أرباحٍ أكبر خلال عام 2023، مع توقعات بإمكانية تحقيق أميركا الشمالية لأرباح بقيمة 8.8 مليار دولار خلال عام 2022.

حدد الاتحاد عدداً من العوامل تساهم في تحقيق الأرباح، مثل المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة وتحسُّن العائدات، التي تساعد شركات الطيران على الحد من خسائرها حتى في ضوء ارتفاع تكاليف اليد العاملة والوقود.

تفاؤل بتراجع خسائر قطاع الطيران في العام الجاري رغم التحديات
تفاؤل بتراجع خسائر قطاع الطيران في العام الجاري رغم التحديات المصدر: غيتي إيمجز

تكلفة الوقود

يُعد الوقود أكثر المواد تكلفة في القطاع خلال عام 2022 بقيمة وصلت إلى 192 مليار دولار، ما يُشكل 24% من إجمالي التكاليف، لتتجاوز بذلك نسبة 19% المسجلة في عام 2021، ويستند هذا إلى السعر الوسطي المتوقع لخام برنت عند 101.2 دولار للبرميل و125.5 دولار لوقود الطائرات.

أضاف والش في مقابلته مع "بلومبرغ" أن الركاب يتوقعون ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة أسعار الوقود، خاصة خارج الولايات المتحدة، حيث يكون التأثير فورياً في ظل غياب التحوط، بينما أشار إلى أن ذلك التأثير قد يكون "طفيفاً" ولن يحدث ضرر كبير للطلب.

اقرأ أيضاً: أسعار تذاكر الطيران تحلِّق من جديد مع ارتفاع تكاليف الوقود

من المتوقع أن تستهلك شركات الطيران 321 مليار لتر من الوقود خلال عام 2022، مقارنة مع 359 مليار لتر استهلكتها في عام 2019.

ارتفعت تكاليف الوقود نتيجة ارتفاع بنسبة 40% في أسعار النفط العالمية وفجوة آخذة بالاتساع ما بين سعر النفط الخام وسعر الوقود هذا العام.

اقرأ أيضاً: "إياتا": ارتفاع أسعار النفط قد يُعيق تعافي شركات الطيران

نفط

الحرب الروسية الأوكرانية

ستُواصل الحرب الروسية الأوكرانية التأثير على توجهات السفر ضمن القارة الأوروبية وبين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومع ذلك، فليس من المتوقع أن تؤثر الحرب على مسار تعافي قطاع السفر، لا سيما مع اقتراب المنطقة من تحقيق الأرباح في عام 2022، وتوقعات بوصول صافي خسائرها إلى 3.9 مليار دولار.

شكّلت السوق الدولية الروسية إلى جانب أوكرانيا وبيلاروسيا ومولدوفا نسبة 2.3% من حركة النقل الجوي عالمياً خلال عام 2021.

"إياتا": خطر النزاع الروسي الأوكراني على انتعاش الطيران حتمي

يرى والش أن الحرب في أوكرانيا لا تزال تمثل تحدياً طويل الأجل أمام شركات الطيران، رغم أن التأثير على معظم الشركات كان "محدوداً بشكل كبير"، باستثناء بعض الشركات مثل، "فينير أويغ"، التي قضى الصراع على شبكتها المتجهة شرقاً بشكل كبير.

تحمل تكاليف السفر

تابع والش: "قد يتلخص الأمر في أن بعض الناس لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف السفر، بينما لا تملك شركات الطيران القدرة على استيعاب تلك التكلفة الإضافية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الأضرار المالية التي لحقت بها على مدار عامين من الإغلاق".

لا تزال شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ متخلفة عن مستويات التعافي الذي يُحققه القطاع، وهذا يُعزى بشكل رئيس إلى القيود الصارمة المفروضة على حركة السفر (خصوصاً في الصين) والتوزيع غير المتكافئ للقاحات. ومن المتوقع أن يزداد الطلب على السفر بشكل متسارع بمجرد تخفيف هذه القيود.

السفر بين أوروبا وآسيا يمثل حالة خاصة - لا يزال منخفضاً للغاية بنحو 20% فقط مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، وسط إغلاق الصين وتباطؤ الطلب على الأعمال التجارية في الأجل الطويل بالقدر الكافي لتحقيق التعافي، حسبما قال والش.