كيف أصبح مؤسس "IOTA" دومينيك شاينر مليارديراً في عمر الـ 22؟

دومينيك شاينر رائد العملة الرقمية IOTA
دومينيك شاينر رائد العملة الرقمية IOTA المصدر: رويترز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كان لدى الشاب الألماني دومينيك شاينر Dominik Schiener أكثر من سبب يدعوه إلى اليأس من الاستثمار في العملات الرقمية، ولم تكن هذه الأسباب سوى الأوراق النقدية من عملة اليورو التي خسرها بين عامَي 2013 و2014، عند محاولته إنشاء منصة للتداول بالعملات الرقمية.

لكن إصرار شاينر مكنه من تحقيق ما يطمح إليه بالإسهام في إنشاء "مؤسسة آيوتا" (IOTA Foundation) عام 2015، التي أصبحت عملتها في المرتبة 11 على مستوى العملات الرقمية في عام 2018، بقيمة سوقية بلغت حوالي 5 مليارات دولار أمريكي.

وأشار هذا الشاب البالغ من العمر 22 عامًا، في مقابلة مع "بلومبرغ"، إلى أنّ مؤسسة "آيوتا" بدأت مرحلة أخرى من النمو، وذلك بعد الإعلان عن دخولها في شراكات مع بعض الشركات الألمانية، مثل "فولكس فاجن إيه جي" (Volkswagen AG)، موضحًا أن الشركة تعمل على التوسع من خلال إنشاء فروع أخرى لها خارج برلين، وتحديدًا في تورونتو وطوكيو وأوسلو وتايوان، إذ "لا يزال الكثيرون يعتبرون "آيوتا" عملة رقمية ألمانية، ونحن نريد تغيير ذلك".

ويبدو أن ّشركة "آيوتا" مالكة العملة الرقمية، والتي تعمل على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، قادرة على اتخاذ هذه الخطوة، حيث أكّد "شاينر" أنّ المؤسسة تمتلك ميزانية كافية في خزينتها تقدر بنحو 300 مليون يورو، في صورة "عملة آيوتا الرقمية"، تبرّع بها مستخدمو العملة. كما يعمل في المؤسسة 50 شخصًا، بينهم 8 علماء رياضيات، "يتقاضون جميعًا رواتبهم بعملة آيوتا الرقمية وليس باليورو".

يعيش "شاينر" في برلين؛ منذ صيف 2016، حيث اختارها دون غيرها، قائلًا: "لدينا هنا بيئة مناسبة للعملات الرقمية". كما مكّنه وجوده في العاصمة الألمانية من الاتصال بالعديد من الشركات التي تعمل الآن على تطوير عملة "آيوتا" والتكنولوجيا الخاصة بها، لجعلها مناسبة لعمليات الدفع التلقائي للمبالغ القليلة بشكل رقمي.

إستراتيجيات واعدة

وانضم إلى مجلس إدارة المؤسسة مؤخرًا "يوهان يونجفيرث" (Johann Jungwirth)، رئيس المعلومات الرقمية في مجموعة فولكس واجن، لكي يشرف على الخطة السنوية للمؤسسة، لأن "يونجفيرث" مقتنع بفكرة "آيوتا" والتكنولوجيا الخاصة بها وإمكانية تطبيقها في العديد من المجالات المتصلة بالتنقل" وذلك وفقًا للمتحدث باسم المجموعة.

وتستثمر شركة رأس مال المخاطر التابعة لمجموعة "بوش" (Bosch Group)- "آر بي في سي" (RBVC) مع "آيوتا" . وقال "هونجكيان جيانج" (Hongquan Jiang)، الشريك الاستثماري لشركة "آر بي في سي": "ترى شركة "بوش" العديد من الاستراتيجيات الواعدة في الطريقة التي تدير "آيوتا" بها عملها، خاصة فيما يتعلق بإنترنت الأشياء". ولم ترغب أي من الشركتين؛ "فولكس واجن" أو "بوش" في الحديث عن أي مشاريع معينة تعمل عليها مع شركة "آيوتا".

وتعتبر العملات الرقمية في قسم إدارة الثروات في "دويتشه بنك" (Deutsche Bank) مثيرة للاهتمام بشكل عام، إذ قال ماركوس مولر (Markus Mueller)، رئيس مكتب الاستثمار للأفراد ذوي الدخل المرتفع: إن "العملات الرقمية تجعل عمليات التحويل أسهل وأقل تكلفة"، كما يرى أن هناك إمكانية إحداث تغيير ثوري في بعض القطاعات والنهوض بها.

ومع ذلك، لم تحظ العملات الرقمية باهتمام كبير من معظم الشركات، حتى الآن، وذكر يوغن شواب (Jochen Schwabe) الشريك في شركة شواب، لي آند جراينر" (Schwabe, Ley & Greiner) في مدينة فيينا أنه "لا داعي للتحاور مع الشركات الكبرى عندما يتعلق الأمر بالعملات الرقمية، فلا يزال بعض العملاء يختبرون عمليات التحويل بالعملات الرقمية، لكن لسبب واحد وهو الاستعداد للحالات الطارئة مثل الابتزاز".

وتتجاوز ثقة "شاينر" بالعملة الرقمية فكرة الاستثمار، حيث يحتفظ بأصوله في صورة "عملة آيوتا الرقمية" (IOTA Tokens)، قائلًا: "لم أكن أرغب في أن أكون من أولئك الذين يصبحون أثرياء بسرعة بعد بيع شركاتهم بمبالغ طائلة".

البداية من سويسرا

أشار شاينر إلى أن السبب في فشل شركته الرقمية الأولى التي أسسها عندما كان يبلغ من العمر 17 عامًا في سويسرا، يعود إلى البيئة التي أنشأ فيها الشركة في ذلك الوقت، حيث قال: "لم تكن العملات الرقمية وتقنية البلوك تشاين معروفين بشكل كاف في ذلك الحين، حيث ربطها الكثيرون بتجارة المخدرات وغيرها من معاملات السوق السوداء، ولم يقبل أي بنك أن أفتح لديه حسابًا للشركة".

وعاد "شاينر" بعد مغامرته الريادية في سويسرا، إلى المقاطعة الإيطالية ساوث تيرول، مسقط رأسه، حيث كان يبلغ من العمر 18 عاما ليقيم مع والديه. ثمّ أكمل دراسته الثانوية، لكنه لم يفقد الأمل، وعلق قائلًا: "مع أنني خسرت جميع ما أملك، فأنا لا أزال مقتنعًا بالعملات الرقمية".

أنشأ "شاينر" في بدايات عام 2015، مؤسسة "آيوتا" مع ديفيد سونستيبو (David Sønstebø) وسيرجي إيفانتشيجلو (Sergey Ivancheglo) وسيبرجوي بوبوف (Serguei Popov)، وأطلق بالشراكة معهم العملة الرقمية الجديدة، ولأنه كان يعلم أن ساوث تيرول ليست المكان المثالي للتقدم بهذا المشروع الطموح انتقل بشركته إلى برلين.

ولم تكن العاصمة الألمانية بالنسبة لـ"شاينر" بيئة مناسبة لازدهار العملات الرقمية وإمكانية الاتصال بالعديد من الشركات فقط، إذ يرى أن "برلين مدينة رائعة للعيش أيضا، فلن تفقد كل مالك لشراء مشروب في إحدى النوادي الليلية".