الفجوات الاقتصادية في أميركا تضيق لأول مرة منذ جيل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تبدو أحداث عامنا هذا كثيفة بين حرب وتضخم وتخارجات المستثمرين ومخاوف من الركود الاقتصادي والإغلاقات لكبح تفشي الفيروس في الصين ونسبة تشاؤم قياسية لدى المستهلكين في الولايات المتحدة. أضف إلى ذلك كله كتاباً جديداً لخبير شؤون انعدام المساواة توماس بيكيتي يبين غياب العدالة في كلّ ما يجري.

تراجع تحت هذه السماء الملبّدة انعدام المساواة في أكثر اقتصادات العالم المتقدمة تعرضاً لهذه المشكلة بعض الشيء، فقد أصبح النصف الأفقر من الأميركيين، الذين غالباً ما يكونون موضع النقاش وينتمون في الأغلب للطبقة العاملة الضعيفة، في أقوى مكانة مالية لهم منذ نحو جيل.

فترة "متعة" التضخم تأتي وجيزة جداً

تشير تقديرات الاحتياطي الفدرالي إلى أن النصف الأفقر من السكان، أي عموماً الأسر التي كان صافي أصولها يبلغ 166 ألف دولار أو أقل قبل الوباء، ارتفعت حصتها من الثروة الوطنية لأعلى مستوياتها في عقدين. فقد تضاعفت تقريباً الثروة الصافية الجماعية البالغة 3.73 تريليون دولار لهذه الفئة خلال سنتين، وهي تزيد اليوم عن عشرة أضعاف ما كانت عليه في 2011 حين هبطت لأدنى مستوى بعد الركود الأخير.

هذا التحسن هو ثمرة تريليونات الدولارات التي ضخّتها الحكومة خلال وباء كورونا وقوة سوق العمل التي تسجل الازدهار الأكبر في فئة الوظائف منخفضة الأجر. يرتبط هذان التطوران ببعضهما، فقد بات بإمكان أشخاص مثل مينغوس دانيالز- تايلر، 28 عاماً، أن يدخروا إعانات البطالة والتحفيز التي حصلوا عليها، فيما يسعون لتحسين أوضاعهم المالية على المدى الطويل.

تقلب الأحوال

حين خسرت دانيالز- تايلر وظيفتها كجليسة أطفال في مارس 2020، كانت مفلسة لدرجة أنها اضطرت للجوء إلى صندوق رعاية أطلقه التحالف الوطني لعمّال الخدمة المنزلية لتتمكن من العودة إلى مسقط رأسها في بوفالو وتسكن مع والدتها. استندت خلال فترة بحثها عن عمل على المساعدات الفيدرالية التي أتاحت لها أيضاً تسديد بعض ديونها وادخار بعض المال. ثمّ حصلت في سبتمبر 2021 على وظيفة في مجال خدمة الزبائن من المنزل لصالح شركة تقنية براتب يبلغ ضعفيّ راتبها كجليسة أطفال، وهي تدخر المال الآن لشراء منزل في بوفالو.

نمو الوظائف الأمريكية يفوق التوقعات في مايو

قال أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا سوريش نايدو: "للمرّة الأولى منذ نهاية التسعينيات، يكتسب العمّال منخفضو الأجر زخماً مقارنة مع العمّال الآخرين... إذا بقيت سوق العمل ضيقة لسنة إضافية أو أكثر قليلاً، يمكن أن نتخيل بأن كثير من العمّال منخفضي الأجر الذي كانوا يشغلون وظائف بلا أفق سابقاً سيتمكنون من تحقيق اختراق نحو أبعاد جديدة، مثل الادخار أو الانتقال إلى مسكن جديد أو الالتحاق بالجامعة، وفتح مسار لهم نحو الطبقة الوسطى".

هل هذا تحسن مؤقت متصل بالوباء أو بداية توجه جديد؟ من السابق لأوانه معرفة ذلك. يدرك العمال منخفضو الأجر جيداً كيف يمكن أن تتبخر مكاسبهم بسرعة، فهم معتادون على التعامل مع مداخيل غير ثابتة ونفقات غير متوقعة. قد بدأت بالفعل زيادات الأجور التي حصلوا عليها تتآكل نتيجة التضخم، كما جعلت هذه المكاسب واشنطن أقل حماسة لتقديم مزيد من الدعم للأميركيين الأكثر فقراً.

نمو الثروة

لكن ثمّة بصيص أمل في أن تكون الاستجابة الحكومية الاستثنائية للركود الناجم عن وباء كورونا والتعافي السريع الملحوظ على صعيد التوظيف قد أسهما بتضييق الفجوة الاقتصادية بين الأميركيين الأكثر فقراً ومن سواهم. يظهر تحليل للبيانات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي أن متوسط الثروة الصافية للأسر التي تنتمي إلى فئة النصف الأفقر من الأميركيين ارتفعت إلى 57،346 دولاراً في نهاية 2021 من 30،378 دولاراً في نهاية 2019. لكن ما يزال الرقم أقل بكثير من متوسط الثروة البالغ 745 ألف دولار لعائلات الطبقة الوسطى أو الفئة التي تحتل الدرجات من الخامسة إلى التاسعة في سلم ثراء قمته الدرجة العاشرة.

تضمّ الولايات المتحدة طبقة دنيا كبيرة بشكل استثنائي مقارنة بالدولة المتقدمة الأخرى، حيث يتنقل أفرادها بين وظائف مسدودة الأفق ومنخفضة الأجر ونادراً ما يتمكنون من الادخار. تظهر البيانات التي تعود حتى فترة التسعينيات تصنيف نحو ربع العمّال الأميركيين على أنهم يتقاضون أجوراً منخفضة، أي وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن أجورهم أقل من ثلثّي المستوى الأوسط. تفوق هذه النسبة تلك المسجلة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وفي الاتحاد الأوروبي بنحو 10 نقاط مئوية.

اقتصادي حائز على "نوبل" يرى "احتمالية كبيرة" لركود اقتصادي في أميركا

حصل عديد من الأميركيين خلال الوباء على فرصة لتحسين أحوالهم المالية. قالت إيميلي بيراجين، 29 عاماً، التي فقدت وظيفتها كنادلة في مطعم في نيويورك في 2020 أن حصولها على إعانة البطالة "كانت المرّة الأولى في حياتي التي أشعر فيها بأمان مالي... بتّ قادرة على التنفس". ما أن بدأت المساعدات الحكومية تتلاشى، حتى تحسنت سوق العمل. فقد رفع أصحاب العمل الذين باتوا في حاجة ماسّة للعمال وحسّنوا الامتيازات وخففوا معايير التوظيفي وبدؤوا يعيدون دراسة الوظائف غير المرغوبة التي لم يكن الموظفون يبقون فيها لوقت طويل.

تساءل فيليب وينببرغ، رئيس منظمة "سترايف" (Strive) وهي منظمة غير ربحية متخصصة في التدريب الوظيفي مقرّها نيويورك: "هل هناك نقص في اليد العاملة أم نقص بالوظائف الجيدة؟... الناس تترك وظائف لا تعتبرها جيدة"، والأمر لا يتعلق بالأجور فحسب، "فهم يريدون فعلاً بناء مسيرة مهنية".

بناء للمستقبل

أمضى فيليب سانتياغو، 42 عاماً، عدّة سنوات يبحث عن أي وظيفة تمكّنه من دفع فواتيره، فاشتغل كعامل بناء وناقل أثاث وبواب ومسؤول عن كشوفات الرواتب. بدأت هذه الدوامة حين فقد وظيفته كحارس أمن التي يشغلها منذ زمن طويل عقب إدانته بجريمة. ألقي القبض عليه للمرّة الأولى في حياته 2018 حين افتعل رجل شرس إشكالاً معه في قطار الأنفاق في نيويورك. وصف الرجل بحثه عن عمل "بالمشقة" وقال: "كنت أخطو إلى الأمام فأحصل على فرصة جيدة ثمّ أخسرها بسبب سجلي الجنائي".

تمكّن سانتياغو أخيراً عبر "سترايف" من العثور على عمل يحبّه في قسم خدمات بيئية في مستشفى ضخم. ربما مهامه التي تشتمل تنظيف الغرف ليست باهرة تماماً لكنه يحبّ التعامل مع المرضى ويرى أنه قادر على التقدم. أضاف "بدأت من القاع لكنني في موقع يمكّنني من تحسين نفسي وارتقاء السلم".

روبوتات الشحن قد تحل محل 500 ألف وظيفة أمريكية

ازداد عدد إعلانات الوظائف الشاغرة التي تتطلب "حدّاً أدنى" من المؤهلات بنسبة 53% منذ بداية 2020، أي بأكثر من 12 نقطة مئوية مقارنة بإجمالي إعلانات الوظائف الشاغرة، حسب نظام تتبع آني من إعداد مؤسسة "أوبورتينيتي إنسايت" (Opportunity Insights) في جامعة هارفرد. تسارعت هذه الوتيرة خلال الأشهر الأولى من 2022، فقد أسهمت المنافسة المحمومة على العمالة غير الماهرة بزيادة الأجور، حيث سُجِّل الارتفاع الأكبر في الربع الأقل أجراً من اليد العاملة، بواقع 6.4% في 12 شهر حتى أبريل، حسب الاحتياطي الفدرالي في أتلنتا، أي أعلى بنحو ثلاث نقاط من الربع الأعلى أجراً.

تآكل كثير من هذه المكاسب نتيجة ازدياد التضخم إثر غزو أوكرانيا. إلا أن رواتب الأشخاص في أسفل سلّم الأجور سجلت ارتفاعاً أسرع من زيادة الأسعار. لقد أظهر أحد مقاييس الدخل المعدلة وفقاً للتضخم المعتمدة من قبل موقع "انعدام المساواة الآني" التابع لجامعة كاليفورنيا–بيركلي أن أجر النصف الأدنى ارتفع بمعدل سنوي يبلغ 3.4% في الربع الأول من 2022 رغم أن الفئات الأخرى خسرت بعضاً من زخمها.

العقارات والمدخرات

ما يزال التضخم موجعاً بالأخص على صعيد النفقات الأساسية مثل الطعام والوقود والإيجارات. كذلك، أصبح من الأصعب على المستأجرين شراء منازل عقب ارتفاع أسعار البيوت في ظلّ الوباء وما تبعه من ارتفاع الفائدة على الرهون العقارية.

تظهر تقديرات الاحتياطي الفدرالي أن نحو نصف ثروة فئة الـ50% الدنيا تتمركز في العقارات، حيث ارتفعت قيمة أصولهم العقارية بأكثر من تريليون دولار في السنتين الماضيتين. كما ازدادت النقود في الحسابات الجارية، وهي أهم من العقارات من حيث تلبية إصلاح سيارة مفاجئ أو علاج أسنان، من أقل من 100 مليار دولار في نهاية 2019 إلى أكثر من 260 مليار دولار في 2022. قالت نسبة قياسية من الراشدين بلغت 68% في نهاية 2021 أنه بإمكانهم تغطية نفقات طارئة بقيمة 400 دولار، بارتفاع بواقع خمس نقاط مئوية بالمقارنة مع فترة ما قبل الوباء، حسب تقرير مسح اقتصاديات الأسر وصناعة قراراتها الذي أجراه الاحتياطي الفدرالي في مايو.

1.5 تريليون دولار خسائر أغنى 1% في أميركا من الأسهم قبل موجة الهبوط الأخيرة

لدى التمعن في بيانات الاحتياطي الفدرالي، يظهر أن الادخار كان أسهل لبعض أفراد الطبقة العاملة في الولايات المتحدة أكثر من غيرهم. فالخمس الأكثر فقراً من الأسر ما يزال يستنزف مالياً ببطء منذ نهاية 2020، رغم أنها أفضل حالاً مقارنة بما قبل الوباء، فيمل واصل ما تبقى من النصف الأدنى مراكمة المدخرات رغم زيادة التضخم. كما انخفض التأخر عن سداد ديون البطاقات الائتمانية بأكثر من 40% في السنتين الماضيتين، ليصل إلى أدنى مستوياته، فيما عاد التأخر بسداد الرهون العقارية إلى مستويات ما قبل الوباء.

كان التخارج من أسواق الأسهم هو التطوّر الوحيد الذي كان أثره لا يكاد يُذكر على الطبقة العاملة في أميركا لأن 3% فقط من الثروة الصافية لفئة النصف الأدنى مستثمراً بالأسهم أو الصناديق المشتركة، مقابل نصف ثروة فئة الـ1% الأثرى.

تغيير السياسات

حذّر توماس بيكيتي من أنه لا يمكن توقع أن يبني النصف الأفقر من المجتمع ثروات كبرى بغياب تغييرات جذرية على صعيد السياسات، وقال: "في المحصلة، لم تملك فئة الـ50% الدنيا قطّ أي شيء عالي القيمة... يقول بعض الناس إن علينا الانتظار لتحقيق النموّ لتوزيع الثروة، لكن هذا ليس منطقياً في ضوء الأدلة التاريخية. كنّا نحقق النموّ على امتداد القرنين الماضيين إلا أن حصة الـ50% الدنيا ظلّت دون الـ5% على الدوام. هذا ظلم هائل لأطفال فئة الـ50% الدنيا، ويشكل أيضاً خسارة كبيرة على صعيد المبادرة والحركة الاقتصادية".

اقترح بيكيتي، الأستاذ في كلية باريس للاقتصاد بعض الحلول في كتابة الجديد "تاريخ موجز لانعدام المساواة" (Brief History of Equality)، الذي لا يتجاوز حجمه ربع كتابه الذي حقق مبيعات عالية "رأس المال في القرن الواحد والعشرين" (Capital in the Twenty-First Century) الصادر في 2014. تتضمن الحلول المقترحة في كتابه الجديد "ميراث حدّ أدنى" يبلغ 15 ألف دولار لكلّ طفل، وهي فكرة أكثر طموحاً وتكلفة من فكرة "سندات الأطفال" التي تختبرها حالياً بعض الولايات الأميركية. قال بيكيتي "سيتطلب ذلك قتالاً طويلاً"، مشبّهاً الأمر بالنضال من أجل انتزاع حق التصويت الشامل ونهاية الفصل العنصري القانوني.

الركود إن حصل.. لن يكون مرعباً كما يبدو

ما هو أفضل ما يمكن أن تطمح إليه الطبقة العاملة في الولايات المتحدة على المدى القريب؟ أن تتغير هيكلية سوق العمل في الولايات المتحدة لتصبح أقرب للدول المتقدمة التي تضمّ عدداً أقل من العمال الذين يتقاضون أجوراً منخفضة جداً. ثمّة إشارات إلى أن ذلك بدأ يحصل بالفعل، فالفجوة تتقلّص بين أجور فئة الـ25% الأدنى من العمال وموظفي الطبقة الوسطى بين المرتبتين الخامسة والسابعة على سلم الثراء، حسب تحليل من بلومبرغ نيوز.

يشكل الضعف النسبي للعمالة المنظمة في الولايات المتحدة مقارنة مع الدول المتطورة الأخرى، إلى جانب انخفاض الحدّ الأدنى للأجور أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الولايات المتحدة تضمّ عدداً كبيراً من العمّال منخفضي الأجر في الأصل، بحسب جانيت غورنيك، مديرة مركز "ستون" المتخصص بشؤون انعدام المساواة الاجتماعية–الاقتصادية في جامعة "سيتي" في نيويورك. قالت: "كان لذلك تأثير كبير على تآكل الإيرادات في الطبقات الدنيا". بدأت النقابات تحقق انتصارات لدى بعض الشركات الخاصة مثل "أمازون" و"ستاربكس".

تقدم هش

أقل ما يقال عن هذا التقدم هو أنه هشّ، إذ يمكن للتضخم أن يقضي على كلّ المكاسب المحققة على صعيد الأجر والثروة. كما أن كثيراً من الوظائف الجديدة قد تزول إن دفع ارتفاع معدلات الفائدة الاقتصاد للركود، أو إن أدى ارتفاع تكلفة اليد العاملة لتسريع الاستثمار في التشغيل الآلي الذي سيحلّ مكان كثير من الوظائف.

لا يبدو أن العامين الماضيين كان لهما أي تأثير يذكر على الفجوة الكبيرة والراسخة في الثروة على الصعيد العرقي، حيث تظهر تقديرات الاحتياطي الفدرالي أن الأسر السوداء ملكت 4.4% فقط من الثروة الأميركية في بداية 2022، بارتفاع طفيف بالمقارنة مع 4% في بداية 2020. وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة بون وجامعة بنسلفانيا شملت تحاليل بيانات 160 عام أن الأميركيين السود كانوا يملكون سدس ثروة البيض للفرد في الولايات المتحدة في 2019، وهي أقل ممّا كانت في الثمانينيات.

أميركا تواجه ركوداً بفعل الاحتياطي الفيدرالي.. ورئاسة بايدن قد لا تنجو من آثاره

بات من المستبعد فعلياً أن تقدم الحكومة مزيداً من المساعدات المباشرة للأميركيين من الطبقة العاملة. فقد سمح المشرّعون بانتهاء صلاحية الائتمان الضريبي المحسّن للأطفال في يناير، إلا أن هذا الائتمان الضريبي قد يُلغى كلياً إن فقد الديمقراطيون الأكثرية في الكونغرس كما هو مرجح في انتخابات التجديد النصفي. لن يساعد ارتفاع صافي ثروة فئة النصف الأدنى الديمقراطيين كثيراً في صناديق الاقتراع، لأن حصة الثروة لدى الطبقة الوسطى بين الدرجتين الخامسة والتاسعة على سلم الثراء، التي تلعب دوراً أساسيا في الحياة السياسة، تراجعت لأدنى مستوياتها، وفقاً لتقديرات الاحتياطي الفدرالي التي تعود حتى 1989. قال نايدو من جامعة كولومبيا: "إنه لأمر محبط أن تأتي مكاسب الطبقة الدنيا من الأشخاص في الطبقة الوسطى وليس الطبقة العليا". هو يرى أن مثل هذا الأمر "كارثة سياسية" بالنسبة للرئيس جو بايدن والديمقراطيين.

أولئك الذين عانوا في الماضي لا يعتبرون أي أمر من المسلمات. قالت بيراجين، التي عادت اليوم للعمل في المطعم الذي طردت منه في 2020: "نحن جميعنا مصدومون قليلاً... الأمر أشبه بتدافع جنوني لتحكم قبضتك على كلّ ما تقدر عليه قبل أن ينهار كلّ شيء مجدداً". تخطط بيراجين لتنتقل مع شريكها من نيويورك إلى لوس أنجلس "لأسباب مهنية ومالية".

قالت دانيالز تايلر التي استقرت في بوفالو أنها كوّنت "عقلية جديدة" حيال المخاطر بعد أحداث الأعوام الأخيرة الجامحة، وأضافت: "لم أعد أستطيع العيش بانتظار راتبي آخر الشهر... يجب أن أجد طريقة لأدخر بعض المال كشبكة أمان لأن ما جرى قد يتكرر".