كانساس سيتي.. الفائز الأكبر في سباق استضافة كأس العالم 2026

مشجعو المنتخب الوطني الأميركي لكرة القدم للسيدات، شيكاغو.
مشجعو المنتخب الوطني الأميركي لكرة القدم للسيدات، شيكاغو. المصدر: بلومبرغ
Conor Sen
Conor Sen

Columnist for @bopinion . Founder of Peachtree Creek Investments. Fintwit, demographics/elections, Atlanta.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شملت قائمة المدن الأميركية التّي تم اختيارها لاستضافة مباريات كأس العالم 2026 -في أميركا الشمالية- معظم أسماء المدن القوية عالمياً، الأكثر توقّعاً: لوس أنجلس ونيويورك وسان فرانسيسكو.

لتأتي بعدها: مدينة "كانساس سيتي".

برزت كانساس سيتي كممثل وحيد للغرب الأوسط الأميركي، بعد استبعاد كلّ من مدينة شيكاغو وديترويت – سبق أن استضافتا المباريات عام 1994 - في وقت سابقٍ خلال عملية الاختيار، كما غابت سينسيناتي عن المرحلة النهائية. من المثير للإعجاب تقَدُّم كانساس سيتي على مدنٍ أكبر وأكثر شهرةً مثل واشنطن ودنفر وناشفيل. فإنّ إقامة المباريات في كانساس سيتي سيكون أيضاً محفّزاً لاقتصاد المدينة، في وقت تتجّه فيه موجات الهجرة في أميركا نحو الداخل، وفي غضون عقد من الزمان، يشهد سباق كبير للعثور على مساكن بأسعارٍ معقولة أكثر من أي سواحل أخرى.

تعرف على المدن التي ستستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم 2026

وعلى غرار ما حدث في دورة الألعاب الأولمبية في صيف 1996 في أتلانتا، ينبغي أن يكون دور استضافة كأس العالم في كانساس سيتي محركاً للنّمو الذي يصبّ في مصلحة المدينة الممتدّة بين ميزوري وكانساس، فضلاً عن أنّها واقعة في قلب البلاد.

الهجرة بحثاً عن السكن الرخيص

كانت هجرة السكان الأميركيين على مدى العقد الماضي عبارة عن انتقال السكان بعيداً عن المدن باهظة التكلفة الممتدّة على طول السواحل للحصول على مساكن أرخص. وكانت تعني في السابق مغادرة المواطنين كاليفورنيا متجهين نحو مدنٍ مثل بورتلاند وأوريغون ودنفر وأوستن. كما انتقل بعضهم من الشمال الشرقي إلى أماكن مثل ناشفيل ورالي وشارلوت وأتلانتا وميامي.

أمّا اليوم وبعد ما شهدته هذه المدن من موجات هجرةٍ كبيرة، أصبحت بدورها باهظة الثمن أيضاً. كما أن الارتفاع الكبير في معدلات الرهن العقاري هذا العام زاد من ضغط مسألة القدرة على تحمّل تكاليف السكن. إن دفع دفعة أولى بنسبة 20% على منزل متوسط السعر في كاليفورنيا بمعدل رهن عقاري 6.25% يعني دفعة شهرية بقيمة 5000 دولار، وقد يفوق هذا المبلغ قدرة معظم العائلات على دفعه.

لهذا السبب كنت أفكر وأكتب عن أماكن أخرى من شأنها أن تستفيد في بلد أصبح فيه السكن غير ميسور التكلفة في عدد كبير من مجتمعاته. لقد لاحظت مدى جذب شمال غرب أركنساس السّكان الذين جذبتهم سابقاً كلّ من أوستن وبولدر، وكولورادو. كما أن العمل عن بعد جاء نعمةً للمدن الجامعية التّي تعتبر أماكن رائعة للعيش فيها لكنّها كانت تفتقر في السابق إلى أسواق عمل قوية.

كانساس سيتي عاصمة كرة القدم

في هذا السياق، ستكون استضافة كأس العالم حافزاً قوياً لمدينة كانساس سيتي، والتي بحدِّ ذاتها ليس لديها نمو شمال غرب أركنساس و ضجة أوستن. بل تتمتّع بالامتيازات الرياضية الرئيسية للمحترفين في البيسبول وكرة القدم والـ"سوكر" التّي توفّر دعماً يتجاوز حدود المدينة والولاية. يعتبر المشجعون المنتشرون في ست ولايات "كانساس سيتي تشيفز" و"سوكر كانساس سيتي" فرقهم المفضلة. وهذا ما يجعل من كانساس سيتي عاصمةً رياضية لولاية أوماها ودي موين وشمال غرب أركنساس، وهي مدن أسرع نمواً وتبعد ثلاث ساعات فقط بالسيارة.

تَعتبر كانساس سيتي نفسها بالفعل عاصمة كرة القدم في أميركا، حيث أقامت "سبورتنغ كانساس سيتي" سلسلة من 125 مباراة في عام 2010. كما أعلن امتياز الدوري الوطني لكرة القدم للسيدات في المدينة عن خطط العام الماضي لأول ملعب يتم بناؤه لهذه المناسبة.

فإنّ تنقل السكان إلى وسط هذه المدينة بحثاً عن مساكن أقل تكلفة، إلى جانب نمو كرة القدم في أميركا، و سمعة كانساس سيتي كمركز رياضي إقليمي ونقطة ساخنة لكرة القدم جعلها مدينة جذب واستقطاب حتى قبل الإعلان عن كأس العالم. والآن رفع كأس العالم سقف الممكن.

اقتصاد المدينة

أرى إمكانات هذه المدينة مباشرةً كمقيم في أتلانتا، حيث لا يزال السكان الأصليون والجدد منهم على حد سواء يتحدثون عن التأثير الملحوظ لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1996 على المدينة. فهي لم تجلب البنية التحتية والتنمية الجديدة فحسب، بل أحضرت معها موجة من المهاجرين أسّست لنموّ المستقبل. أشكّ أنني كنت سأنتقل إلى هنا لو لم تستضف المدينة الألعاب الأولمبية- التغييرات التي حدثت بعد عام 1996 جعلتها منطقة جذب بما يكفي حيث فضّلتها على الأماكن الأخرى التي كنت قد أفكّر بالانتقال إليها.

أصبحت كانساس سيتي الآن مدينة كأس العالم. فهي المدينة الأقرب بالنسبة إلى سكان 15 ولاية تقريباً. فضلاً عن ذلك، تتوفّر فيها مساكن أرخص بكثيرٍ من المدن الأميركية الـ11 الأخرى المضيفة لكأس العالم. من الصعب وضع أهمية كبيرة لذلك، لكنّه مهمّاً. وبالنسبة للمدن الـ10 الأخرى، سيكون كأس العالم بمثابة حفل لمدة شهر لا أكثر. أمّا بالنسبة إلى مدينة كانساس سيتي، إنها فرصة لا تُعوّض للاستفادة من نمو قلب المدينة الجديد ودعم المطالبة بها كمركز ثقافي للمنطقة.