الأسهم الأميركية تنهي الأسبوع بارتفاع قوي بدعم من انحسار مخاوف الركود

بعض المارة أمام مقر بورصة ناسداك في نيويورك، يوم 15 يونيو 2022. ارتفعت الأسهم، وتراجعت عوائد السندات الأميركية، وانخفض الدولار الأميركي في نهاية هذا الأسبوع، بعد إشارات على انحسار المخاوف بشأن الركود الاقتصادي
بعض المارة أمام مقر بورصة ناسداك في نيويورك، يوم 15 يونيو 2022. ارتفعت الأسهم، وتراجعت عوائد السندات الأميركية، وانخفض الدولار الأميركي في نهاية هذا الأسبوع، بعد إشارات على انحسار المخاوف بشأن الركود الاقتصادي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت الأسهم الأميركية، وهدأ ارتفاع السندات في تعاملات نهاية الأسبوع، بعد قراءة مطمئنة بشأن توقُّعات التضخم، وبعد حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، جيمس بولارد، عن أنَّ المخاوف بشأن الركود مبالغ فيها.

قفز "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" بأكثر من 3%، مما يضعه على المسار الصحيح بعد انخفاض لثلاثة أسابيع، فيما ارتفع "مؤشر داو جونز الصناعي" بنحو 2.7% و"مؤشر ناسداك المركب" بأكثر من 3.30%. جاء ذلك مع تحسن المعنويات بفضل القراءة النهائية لمؤشر جامعة ميشيغان لتوقُّعات تضخم أسعار المستهلكين على المدى الطويل، والتي جاءت أقل من القراءة الأولية التي سجلت أعلى مستوى في 14 عاماً، الأمر الذي قد يقلل من الحاجة الملحة إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر. وقد تزامن ذلك مع تصريح بولارد، رئيس بنك سانت لويس الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتبر من أكبر الصقور بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بأن المخاوف بشأن دخول الاقتصاد الأميركي في ركود مبالغ فيها.

اقرأ أيضاً: "جيه بي مورغان": السيولة لدى المتداولين تسجل أعلى مستوياتها في عِقد

بدأ المتداولون في استبعاد أي إجراء من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة بعد اجتماع ديسمبر، مقللين من احتمالات التشديد الإضافي الذي يتوقَّعونه، على حساب احتمال العودة إلى تخفيض الفائدة في 2023. لكنَّهم مازالوا قلقين بشأن ما سيحدث بعد ذلك، في حال حدوث ركود اقتصادي.

قالت إميلي رولاند، المديرة المشتركة لاستراتيجية الاستثمار في "جون هانكوك إنفستمنت مانجمنت" (John Hancock Investment Management): "هذا شد حبال إلى حد ما، بين المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي والركود من جهة، واحتمال أن تكون الأسعار في السوق قد أخذت في الاعتبار أصلاً كل تلك العوامل، من جهة أخرى". وأضافت: "يبحث المستثمرون فيما إذا كانت السوق قد بلغت ذروة البيع في هذه المرحلة، أم لا".

اقرأ المزيد: المستثمرون يتخارجون من صناديق الأسهم بسبب مخاوف الركود

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، كان قد جدّد التزامه بتهدئة التضخم خلال شهادته أمام المشرعين هذا الأسبوع، وذلك بعد الاعتراف بأنَّ الركود قد يكون الثمن الذي يجب دفعه.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعدما ظلت تبحث عن اتجاه في وقت سابق من جلسة تعاملات الجمعة، ليصل عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.12%.

تقلبات كبيرة

من جهته، قال جون فلاهايف، رئيس استثمارات الدخل الثابت في "بنك نيويورك ميلون ويلث مانجمنت" (BNY Mellon Wealth Management): "كان التقلب في سوق الدخل الثابت أعلى منه في سوق الأسهم عندما تتحرك عكس مؤشر التقلب (VIX)". وأضاف: "كان هذا حقاً الأساس لكل حالة عدم اليقين التي تطغى على كل أسواق رأس المال. وأحد المحفزات اللازمة لدينا لتهدئة سوق الأسهم إلى حد ما، هو الحصول على قدر من الاستقرار تهدأ معه أسواق السندات".

واصل المستثمرون سحب السيولة من صناديق الأسهم التي سجلت أكبر حجم تدفقات خارجة في تسعة أسابيع، في ظل تزايد المخاوف من مخاطر الركود. وقال "بنك أوف أمريكا" نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global)، إنَّ حوالي 16.8 مليار دولار خرجت من صناديق الأسهم العالمية في الأسبوع المنتهي في 22 يونيو، مع أول تدفقات خارجة في سبعة أسابيع من الأسهم الأميركية، بلغت 17.4 مليار دولار.

أسعار النفط

في أسواق النفط، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بعد تراجعه خلال الجلستين السابقتين، فقد أسهم هبوط أسعار المواد الخام في اعتدال المؤشرات السوقية لتوقُّعات التضخم.

كتب لويس غرانت، كبير مديري المحافظ في "فيديرايتد هيرميس" (Federated Hermes)، في مذكرة للعملاء: "يبدو أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي قد نجح مؤقتاً على الأقل"، في مهمته لتهدئة الاقتصاد المحموم. وأضاف: "تراجعت أسعار السلع الأساسية من أعلى مستوياتها مع تنامي مخاوف الركود".

مبيعات المنازل

قفزت مبيعات المنازل الأميركية الجديدة في مايو بدعم من المبيعات في الغرب والجنوب الأميركيين، مما يضع حداً للتراجع الذي استمر عدة أشهر، تكيّفت خلالها سوق العقارات السكنية مع ارتفاع تكاليف الاقتراض والأسعار التي ما تزال مرتفعة. ربما يعكس انتعاش المبيعات إقدام بعض المشترين في هذه الفترة على تحديد أسعار فائدة ثابتة على قروض الرهن العقاري، تحسباً لاحتمال ارتفاعها في الفترة المقبلة.

العملات الرقمية

في أسواق العملات الرقمية، ارتفعت عملة "بتكوين" لتحوم حول 21,000 دولار. ويستمر الأداء الضعيف لأكبر الأصول الرقمية هذه مقارنة مع عملات رقمية أخرى أصغر وأقل شهرة، مثل إكس آر بي" (XRP) و"سولانا" (Solana) و"أفالانش" (Avalanche) و"بوليغون" (Polygon)، التي ارتفعت جميعها بأكثر من 5% الجمعة، مقابل انخفاض سعر الدولار.