نمو دون التوقعات لإيرادات سيتي غروب من السندات

العلامة التجارية لـ"سيتي بنك" خارج أحد الفروع في العاصمة الهنغارية بودابست
العلامة التجارية لـ"سيتي بنك" خارج أحد الفروع في العاصمة الهنغارية بودابست المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تباطأ نمو إيرادات سيتي غروب من تداولات أدوات الدخل الثابت خلال الربع الرابع من العام 2020 لتسجل معدلا أقل من تقديرات المحللين، رغم تفوقها في الإيرادات خلال ذروة الجائحة في النصف الأول، ليشير إلى احتمالية تباطؤ الزخم الذي شهدته استثمارات الدخل الثابت على غير المتوقع خلال الفترة المقبلة.

وسجلت إيرادات البنك من أنشطة تداول السندات والعملات والسلع أقل معدل نمو منذ بدأ انتشار جائحة كورونا وتأثيراتها على الأسواق بنسبة 7% خلال الربع الرابع مقارنة بالربع الثالث من نفس العام لتبلغ 3.09 مليار دولار بانخفاض ملحوظ عن توقعات المحللين عند 3.2 مليار دولار.

وعلق مارك ماسون المدير المالي للبنك في مؤتمر صحفي عبر الهاتف يوم الجمعة قائلاً: "يبدو واضحاً أننا شهدنا عاماً قوياً للغاية". وأضاف ماسون "نتوقع أن يعود نشاط المحافظ الاستثمارية في العام 2021 لما كان عليه، وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً لتقييم الأداء خلال الربع الأول، إلا أننا نلاحظ استمرار الأداء القوي في أولى أيام شهر يناير".

ومع تباطؤ أداء النشاط الرئيسي للبنك المتمثل في أدوات الدخل الثابت، أظهرت أنشطة أعمال أخرى مثل الإقراض تحسناً ملحوظاً.

وشهد سهم البنك أسوأ أداء بين أسهم البنوك الأربعة والعشرين المكونة لمؤشر KBW المعياري للقطاع المالي في بورصة ناسداك رغم تفوق الأرباح على توقعات المحللين، إذ أنها جاءت نتيجة رد مخصصات خسائر ائتمان بقيمة 1.5 مليار دولار.

وتراجع سهم البنك 4.5% ليصل إلى 65.9 دولار في التداولات الصباحية ليوم الجمعة، حتى الساعة 10.07 في بورصة نيويورك.

إستراتيجية جديدة

وتعكس النتائج المالية للبنك تصريحات مايكل كوربات الرئيس التنفيذي الذي تنتهي ولايته الشهر المقبل دون تسجيل نمو ملحوظ في أرباح البنك بسبب التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، ما أعلنه من قبل، أن مهمته الرئيسية خلال تلك الفترة أن يجعل أداء البنك "مملاً".

وتتولى غين فريزر المسؤولية بعد كوربات، حيث تسعى إلى تنفيذ إستراتيجية تركز على أنشطة التداول وإدارة الثروات والتي دعمت نتائج البنك في الأشهر الأخيرة من العام الماضي.

وقال كوربات في البيان الصحافي الخاص بالإعلان عن النتائج المالية: "لقد أنهينا عاماً مليئاً بالاضطرابات بأداء قوي خلال الربع الرابع". وأضاف: "نجاحنا في تحقيق إيرادات تعادل مستويات العام 2019 على الرغم من التداعيات الاقتصادية الهائلة لجائحة كورونا، دليل على قوة وتنوع أعمالنا".

إعادة شراء الأسهم

وأعلن كوربات عن خطة سيتي لاستئناف إعادة شراء الأسهم خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث أشار إلى أن البنك يسعى للحصول على موافقة مجلس الإدارة لإعادة شراء أسهم بقيمة 1.8 مليار دولار.

وسجل سيتي غروب تراجعا في صافي الأرباح بنسبة 7% لتبلغ 4.63 مليار دولار كما سجلت ربحية السهم 2.08 دولار للسهم لتتفوق على متوسط توقعات المحللين لربحية السهم التي جمعتها بلومبرغ والبالغة 1.34 دولار للسهم. ويرجع التفاوت الكبير بين صافي الأرباح والتوقعات إلى خفض احتياطات مخصصات خسائر الائتمان.

ونجحت الخدمات المصرفية للشركات بسيتي غروب في تحقيق أرباح بنحو 1.3 مليار دولار، حيث يمثل البنك المقرض الرئيسي لكبرى الشركات حول العالم.

وتعكس النتائج الفصلية للبنك كيف تعامل المستهلكون مع ما فرضته جائحة كورونا، حيث زاد الإنفاق باستخدام البطاقات الائتمانية بنسبة 12% مقارنة بالربع الثالث، وتزامن ذلك مع خفض مخصص خسائر الائتمان لقروض التجزئة والخدمات المصرفية للأفراد 20% ليصل إلى 1.27 مليار دولار.

وأشارت توقعات المحللين إلى ارتفاع ملحوظ في إجمالي مصروفات سيتي غروب، حيث أرجعوا ذلك إلى استثمارات البنك الكبيرة في إدارة المخاطر والتدقيق الداخلي بهدف الامتثال إلى ما تم الاتفاق عليه من تعديلات مع كل من مكتب مراقبة العملة والاحتياطي الفيدرالي. ولكن على الرغم من ذلك، جاءت النتائج أفضل من التوقعات، ولم تزدد التكاليف سوى 2% فقط لتصل إلى 10.7 مليار دولار.

وفاقت الإيرادات من تداولات الأسهم التوقعات البالغة 676 مليون دولار، لتصل إلى 810 ملايين دولار بنمو بلغت نسبته 57%. ويتزامن ذلك مع بدء البنك إعادة هيكلة إدارة تداولات الأسهم بهدف تحسين تصنيفها لتصبح بين أفضل أربعة بنوك في القطاع المصرفي عالمياً.

إدارة المخاطر

وتبدو نتائج سيتي غروب مشابهة بشكل كبير لنتائج جي بي مورغان الذي أعلن في وقت سابق يوم الجمعة عن تسجيل أرباح قياسية خلال الربع الرابع بلغت 12.1 مليار دولار بنمو 42% نتيجة استمرار البنك في رد مخصصات خسائر الائتمان للربع الثاني على التوالي.

وتؤكد النتائج المالية لسيتي غروب والأرباح المحققة من نشاط التداولات والتفاؤل بقدرة العملاء على سداد القروض، نجاح حملة كوربات التي بدأت منذ سنوات واستهدفت تفادي المخاطر التي كادت أن تعرض البنك للإفلاس في الأزمة المالية في العام 2008. حيث جاءت النتائج بعد أشهر من زيادة معدلات البطالة واندفاع الشركات في أنحاء البلاد للسحب من خطوط الائتمان والقروض المفتوحة.

وكان سيتي غروب قد تكبد خسائر بنحو 140 مليار دولار في العام 2008 نتيجة لشطب الديون المعدومة بالتزامن مع انخفاض أسعار المنازل في الولايات المتحدة، الأمر الذي اضطر الحكومة الأمريكية وقتها إلى تقديم أكبر خطة إنقاذ وضخ 45 مليار دولار لدعم ورسملة البنوك.

وقال كوربات "أشعر بالفخر بما تم إنجازه في البنك خلال الفترة الماضية منذ توليت مهام الرئيس التنفيذي".

وقد ركز كوربات ضمن خطته لإعادة هيكلة أعمال البنك على الأنشطة المصرفية الرئيسية والتي تحمل مخاطر أقل مثل إصدار البطاقات الائتمانية والخدمات المصرفية للشركات.

العمل عن بُعد

وقال ماسون في اجتماع مرئي عبر الإنترنت يوم الجمعة، إن 10% فقط من موظفي سيتي غروب في جميع أنحاء الولايات المتحدة يعملون من المكتب مقابل 25% في فروع البنك المنتشرة في آسيا. وأضاف ماسون "نسعى إلى العودة للعمل من المكاتب وفقاً للبيانات الواقعية والتي ترتبط بشكل كبير بكيفية نشر اللقاح في المناطق المختلفة التي نعمل بها بغض النظر عمَّا تم الإعلان عنه من تواريخ مسبقة".

وقد قام البنك الأسبوع الماضي بدمج أنشطة وحدتي إدارة ثروات العملاء والخدمات المصرفية الخاصة تحت قيادة جين أودونيل في إطار إستراتيجية البنك لتطوير الخدمات التي يوفرها لرواد الأعمال من عملاء سيتي غروب.

وشهدت إيرادات البنك من العمليات المصرفية الخاصة ارتفاعاً بنسبة 6% خلال الربع الرابع لتصل إلى 894 مليون دولار.

وعلق كوربات على قرار الدمج قائلاً: "يتمتع جين بخبرات واسعة، وأنا على ثقة من تحقيق نتائج جيدة لسيتي غروب وكافة أصحاب المصالح خلال الفترة المقبلة".