تراجع أرباح الشركات الصناعية الأجنبية في الصين رغم تخفيف قيود كورونا

مصنع سيارات كهربائية تابع لـ"فولكسفاغن"يديره الشريك المحلي  "إس إيه آي سي موتور كورب" في شنغهاي بالصين.
مصنع سيارات كهربائية تابع لـ"فولكسفاغن"يديره الشريك المحلي "إس إيه آي سي موتور كورب" في شنغهاي بالصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم تُبدِ أرباح الشركات الصناعية الأجنبية في الصين أي علامة على التحسن في الأشهر الخمسة الأولى من العام، حتى مع تخفيف قيود "كوفيد" الذي أتاح للشركات استئناف الإنتاج وتحسين الخدمات اللوجستية والمبيعات.

هبطت أرباح الشركات الأجنبية 16.1% خلال الفترة من يناير إلى مايو مقارنة بالعام السابق، ما يشكّل انكماشاً مماثلاً للأشهر الأربعة الأولى من العام. وفي المقابل، ارتفعت الأرباح في كافة الشركات الصناعية بالصين بنسبة 1% في فترة الأشهر الخمسة.

أما بالنسبة لشهر مايو وحده، انخفضت أرباح الشركات الصناعية بـ6.5% مقارنة بالعام السابق، في مقابل انخفاض بـ8.5% في أبريل الماضي، حسبما أظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء اليوم الإثنين.

تقرير: الصين تدرس تقديم دعم استثنائي للمُصنّعين

تعافٍ تدريجي

يتعافى الاقتصاد تدريجياً من أسوأ فترة تسببت بها قيود "كوفيد" المفروضة في الأشهر الأخيرة للحد من تفشي المرض. وتظهر البيانات التي تم جمعها بعناية فائقة على مدار فترات زمنية متباينة، والتي تتبعها "بلومبرغ"، تحسّناً في النشاط خلال يونيو، على الرغم من أن النمو ظل محدوداً على الأرجح.

قال لاري هو، رئيس اقتصاديات الصين بشركة "ماكوري سيكيوريتيز" (Macquarie Securities): "ربما يكون أبريل ومايو أدنى نقطة. فإذا تعافى اقتصاد الصين في النصف الثاني من العام، فقد يكون هناك بعض الانتعاش في الأرباح الصناعية".

أرباح الشركات الصناعية في الصين تتراجع لأول مرة منذ عام 2020

من جانبه، أشار تشو هونغ، المحلل في "إن بي إس" (NBS) إلى ارتفاع التكاليف والصعوبات التشغيلية كأسباب لاستمرار انخفاض الأرباح في مايو. وأضاف في بيان أن إجراءات استقرار الاقتصاد الصناعي يجب أن تُطبّق "بعناية للمساعدة في تخفيف الصعوبات التي تواجهها الشركات".

ظلت الأرباح الصناعية في الشركات الخاصة ضعيفة، حيث انخفضت بـ2.2% في الأشهر الخمسة الأولى من العام، بينما ارتفعت أرباح الشركات المملوكة للدولة بـ9.8% خلال الإطار الزمني نفسه.

طالع أيضاً: الصين تتعهد بمزيد من السياسات المحفزة للنمو

نمو متباطئ

من جهته، رجّح بيكيان ليو، كبير اقتصاديي الصين في "ناتويست غروب" (NatWest Group)، أن يكون تعافي أرباح القطاع الخاص أبطأ "بالنظر إلى المعنويات المتدنية على نطاق واسع، والمزيد من الاضطرابات التي شهدتها الشركات الأصغر حجماً نتيجة تفشي كوفيد".

انتعش الإنتاج الصناعي في مايو ليصل ليصل إلى 0.7%، مقارنة بانخفاض بـ2.9% في الشهر السابق. وتراجعت أسعار المنتجين مع تباطؤ أسعار السلع عالمياً، مما قلّص أرباح شركات التنقيب والإنتاج.

سجل عشرون قطاعاً، من أصل 41 قطاعاً صناعياً رئيسياً نمواً في صافي الدخل، إما متسارعاً عن الشهر السابق، أو منخفضاً بهامش أضيق. وشهدت خمس قطاعات تحسناً في الأرباح، من انخفاض في أبريل إلى ارتفاع خلال مايو.

تقلص انخفاض صافي أرباح الشركات في شنغهاي، بالإضافة إلى مقاطعات جيانغسو وجيلين ولياونينغ، بوتيرة ملحوظة مقارنة بالشهر السابق.

رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس

قال إريك تشو، الخبير الاقتصادي: "يعكس انخفاض أرباح الشركات الصناعية بالصين بوتيرة أقل خلال مايو مقارنة بشهر أبريل، تراجع الضغط على الشركات المصنّعة بعد أن بدأت شنغهاي في تخفيف الإغلاقات الصارمة. قد يوفر إعادة الفتح الإضافي في المستقبل المزيد من الدعم. لكن زيادة الأرباح يمكن أن تكون محدودة بسبب كبح تضخم أسعار المنتجين ".

قدّمت بكين تعهدات متكررة لتعزيز النمو. ففي الأسبوع الماضي، أعاد الرئيس شي جين بينغ التأكيد على هدف النمو لعام 2022 البالغ 5.5%، قائلاً إن الحكومة ستعزز تعديل سياسة الاقتصاد الكُلّي، وتتخذ تدابير أكثر فاعلية للسعي لتحقيق أهدافها.

يتوقع الاقتصاديون أن يشكّل تحقيق هذا الهدف تحدياً كبيراً، على الرغم من أن أولئك الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم حديثاً يتوقعون أن يصل النمو للعام بأكمله إلى ما يزيد قليلاً عن 4% خلال العام الجاري.