كيف ساهم المؤثرون في خداع ضحايا العملات المشفرة؟

حشود المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ساهموا في الترويج للأفكار السلبية بشأن هوس التشفير

(من اليسار) تايلر وينكلفوس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة "جيميني ترست" (Gemini Trust Co.)، وكاميرون وينكلفوس، الرئيس والمؤسس المشارك للمنصة، يتحدثان خلال مؤتمر "بتكوين 2021" في ميامي بفلوريدا بالولايات المتحدة، بتاريخ 4 يونيو 2021. يعد المؤتمر أكبر حدث لـ"بتكوين" على مستوى العالم وجرت فعالياته على مدار يومين، حيث جمع نخبة من الحضور بلغ عددهم 12 ألف شخص فضلاً عن الآلاف من الحضور الآخرين في ميامي.
(من اليسار) تايلر وينكلفوس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة "جيميني ترست" (Gemini Trust Co.)، وكاميرون وينكلفوس، الرئيس والمؤسس المشارك للمنصة، يتحدثان خلال مؤتمر "بتكوين 2021" في ميامي بفلوريدا بالولايات المتحدة، بتاريخ 4 يونيو 2021. يعد المؤتمر أكبر حدث لـ"بتكوين" على مستوى العالم وجرت فعالياته على مدار يومين، حيث جمع نخبة من الحضور بلغ عددهم 12 ألف شخص فضلاً عن الآلاف من الحضور الآخرين في ميامي. المصدر: بلومبرغ
Lionel Laurent
Lionel Laurent

Bloomberg Opinion. Writing my own views on Flag of European UnionFlag of FranceMoney-mouth face(Brussels/Paris/London) here: https://bloom.bg/2H8eH0P Hate-love-mail here: llaurent2 at bloomberg dot net

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا تنطوي أزمة انهيار العملات المشفّرة على الكثير من الأمل، فقد خسر الناس، وغالباً من هم لا طاقة لهم بهذه الخسائر، أموالهم. لكن أحد الضحايا الذين لا بأس من خسارتهم هم حشود "المؤثرين" أصحاب الصور الشخصية بأعين الليزر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم المروجون للأفكار السلبية بشأن ما يجب أن يُصنف على أنه واحد من أفظع حالات الهوس بالترويج للمنتجات في التاريخ المالي. أما ما سيأتي بعد ذلك فيتعين أن يتركّز بشكل أكبر قوة على حماية المستهلك في عصر الاستثمار الرقمي.

المعرّف البسيط لعيون الليزر، وهي شارة التفاؤل بأن قيمة "بتكوين" كانت متجهة صوب الـ100 ألف دولار وأكثر، كان في ذروته يزيّن الصور الرمزية لعضوات الكونغرس والمليارديرات ونجوم الرياضة، وبالطبع جحافل من عشاق العملات المشفرة.

اقرأ أيضاً: بتكوين تقترب من تسجيل أسوأ بداية عام منذ انطلاق العملات المشفرة

لم تعد أشعة الليزر تتألق بشكل ساطع بعد أحدث مسار انزلق إليه عالم التشفير، والذي جعل جانباً من هذا العالم يتحوّل إلى الظلام الدامس، ما يفترض أنه محاولة للسيطرة على الضرر الذي يلحق بالسمعة. ينشغل التوأمان "وينكلفوس" حالياً بالترويج لعملهما التالي كموسيقيين في فرقة تُدعى "مارس جنكشن". ويصر إيلون ماسك على أنه لم يطلب من أي شخص الشراء. والمشاهير الذين تباهوا ذات مرة برموزهم غير القابلة للاستبدال، قاموا الآن بمحوها.

تغييرات حقيقية

ستطال التغييرات الحقيقية أدنى سلسلة المضاربات، بالتزامن مع فقدان فعالية التقارير المنتشرة التي تروّج لتداول العملات المشفرة بين المستهلكين الشباب من ذوي الحساسية المفرطة لهذا الاستثمار، والذين يتوقون إلى الثراء بشكل أسرع من بقية أفراد المجتمع.

يقوم نموذج عمل المؤثرين على الحصول على دولارات حقيقية مقابل الترويج للنقد الافتراضي. وفي وقت من الأوقات، عُرض على مستخدمي "يوتيوب" مبلغ 30 ألف دولار من أجل الترويج لاستثمارات مرتبطة بالعملات المشفرة. لكن هذه الدولارات آخذة في التلاشي مع تضاؤل التداول في البورصات، واختفاء تمويل الشركات الناشئة. حتى أن منصة "كوين بيس غلوبال" (Coinbase Global Inc)، ذات رأس المال السوقي الذي يتجاوز 12 مليار دولار، خفّضت رسوم التسويق بالعمولة، وفقاً لـ"بيزنس إنسايدر" (Business Insider). تعرض حالياً عمولة من دولارين إلى 3 دولارات على المؤثرين الذين كانوا يجنون 40 دولاراً لكل اشتراك جديد في المنصة قبل أشهر فقط.

طالع أيضاً: ثروات مليارديرات العملات المشفرة تتهاوى بنفس سرعة تكونها

تدهور الثقة

يستحق المشاهير، مثل مات ديمون ولاري ديفيد، التشهير بسبب الترويج للإعلانات، ولكن على الأقل كانت انتماءاتهم واضحة. ليس كل شخصيات وسائل التواصل الاجتماعي محتالين. لكن أولئك الذين لديهم روابط أقل شفافية بالمنتجات التي كانوا يروجون لها، تتعرض الثقة بهم للتدهور الواضح بشكل عام، ومنهم المؤثر على "يوتيوب" لوغان بول، وهو محفّز لـ23 مليون متابع له بسبب الرمز المنهار "دينك دونك" (Dink Doink)، وهو عبارة عن مشروع، قال لصحيفة "نيويورك تايمز" في مايو الماضي إنه "خاطئ بشكل سخيف".

وبما أن الجهل الواضح ببعض العملات المشفرة ينتقل إلى متابعي هؤلاء المؤثرين، الذين سينتابهم السأم بالتأكيد من الادعاءات المستمرة بأن العملة المشفرة هي "تحوط من التضخم'' وهي على عكس ذلك تماماً، فإنه من المرجّح أن يتم تطبيق المزيد من التدخل التنظيمي بالإضافة إلى إجراءات التشديد الطوعية من قبل "تيك توك" ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى. وبالفعل تم إغلاق بعض حسابات نجوم تلفزيون الواقع، في الوقت الذي قام فيه موقع "سناب شات" بتعليق حساب جاز ولوران كوريا العام الماضي.

اقرأ أيضاً: البيت الأبيض يدرس وضع العملات المشفرة تحت الرقابة الفيدرالية

لا يتعلق الأمر بالرقابة، بل بالشفافية. جاكسون بالمر، الشريك في إنشاء عملة "دوج كوين" (Dogecoin)، له مصطلح شامل يصف به عالمنا: وهو مصطلح "اقتصاديات الاحتيال" (Griftonomics). ويقول إنه بتطبيق هذا المصطلح على العملات المشفرة يتبيّن لنا وجود شبكة من "المؤثرين المرتزقة". وكشفت نتائج إحدى الدراسات التي أجرتها هيئة تنظيم الأسواق المالية الهولندية، وشملت 150 مؤثراً لديهم أكثر من مليون متابع أن جزءاً محدوداً فقط، حوالي 1%، لم يربح المال من المشاريع المرتبطة، ولم يتم الكشف عن الكثير من هؤلاء.

دور رقابي

من الواضح أن السلطات تلعب دوراً في التخلص من أسوأ التجاوزات. فمن جهتها، أقدمت الجهات الرقابية على الإعلانات بكل من المملكة المتحدة وفرنسا، على القيام بعمل لائق في إيقاف الحملات الإعلانية المضللة. وتم رفع دعوى قضائية ضد كلٍ من كيم كارداشيان وفلويد مايويذر في يناير الماضي، بتهمة تضخيم قيمة عملة رقمية تسمى "إيثريوماكس" (EthereumMax) لدى المستثمرين. وتم بالفعل تغريم "مايويذر" من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في عام 2018 بسبب الترويج للعملات دون الكشف عن مصلحته المالية، بينما تم توجيه تحذير لـ"كارداشيان"، العام الماضي، من قبل هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة لاستغلالها لقاعدتها الجماهيرية للترويج "لرمز رقمي مضارب تم إنشاؤه قبل شهر بواسطة مطورين غير معروفين ".

اقرأ أيضاً: غينسلر: لن ينتهي أمر أسواق العملات المشفرة غير المنظمة "على خير"

لكن هناك حاجة مُلحّة لتعزيز الوعي المالي والرقمي أيضاً. فالشباب في سن مبكرة مثقلون بالديون بشكل متزايد، ويشعرون بالضغط الشديد. وهناك أيضاً شعور بأن تكدّس الثروة يأتي فقط لكونك محظوظاً، من حيث أنك ولدت في الجيل المناسب أو تنتمي لعائلة مناسبة، أو من خلال دعم الرمز الصحيح، وليس بسبب الجدارة. يساعد ذلك في تفسير سبب ازدهار قروض "اشترِ الآن وادفع لاحقاً'' بين أولئك الذين يواجهون تحديات من أجل سدادها، وتفسير أن نسبة مرتفعة من الأشخاص يتابعون المؤثرين ويستمعون إليهم.

هنا، للآباء والمعلمين دور، وربما حتى تطبيقات محددة ذات حواجز حماية للسماح بالإنفاق التجريبي بمبالغ نقدية محدودة. كما يتعين على الجهات التنظيمية أن تقاوم النار بالنار، إذ يمكن مواجهة التقارير الاقتصادية المضللة حول تحوطات التضخم من قبل مؤثرين مؤهلين، كما هي الحال مع الأشكال الأخرى من المعلومات المضللة.

لكن في الوقت الحالي، فإن الأشخاص أصحاب الصور ذات العيون الليزرية على ملفاتهم الشخصية، قاموا عن غير قصد، بتوجيه تحذير واضح بشأن سلامة محتواهم. فإذا رأيت هاتين النقطتين الحمراوين بالليزر، فابتعد فوراً.