انهيار العملات المشفرة يهبط بعوائد الإقراض من 25000% إلى صفر تقريباً

تضاءلت العوائد في كل زاوية من أركان سوق العملات المشفرة المشهورة والمغمورة على حد سواء
تضاءلت العوائد في كل زاوية من أركان سوق العملات المشفرة المشهورة والمغمورة على حد سواء المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمرّ قطاع إقراض العملات المشفرة المحفوف بالمخاطر بأوقات عصيبة، فقبل دخول السوق في حالة من الجمود قدر كريغ بومان أنه كان يجني أرباحاً تعادل 25000% سنوياً عبر إقراض ما يملك من العملات المشفرة، لكنه يقول الآن إن عوائده انهارت ورغم ذلك لا يزال يواصل العمل في القطاع بأي حال من الأحوال.

رغم أن معظم المستثمرين الذين يراهنون على العملات المشفرة يمتلكون "بتكوين" و"إيثريوم" أو صناديق مؤشرات متداولة في البورصة، فإن بومان يشكل جزءاً من شبكة واسعة حول العالم اعتادت استخدام أصولها المشفرة لجني فوائد كبيرة جداً. ومن الصعب تحديد مقدار الأموال المندرجة تحت مظلة هذا القطاع بالضبط، لكن مؤخراً هذا العام -قبل الانخفاض الكبير في السوق- وصل إلى مئات المليارات.

لإقراض العملات المشفرة طرق مختلفة، بما في ذلك تحصيل عوائد من إيداع عملتين مشفرتين (Yield Farming) وإيداع العملة المشفرة لمدة محددة لإقراضها (Staking)، الذي يتضمن استخدام العملات المشفرة للمساعدة في إجراء أوامر على "بلوكتشين".

قلق مستمر

هذه الممارسات انتشرت إلى حد كبير حتى موجة البيع الأخيرة، وما يثير القلق بشكل خاص الآن هو ما إذا كان الناس سيستعيدون عملاتهم المشفرة –وعند أي سعر سيستردونها- من البنوك والتطبيقات المشفرة التجريبية التي تترنح حالياً.

لكن بومان، البالغ من العمر 55 عاماً، ويعمل في هيئة إنفاذ الأحكام القضائية، لم يتنحَّ عن المشاركة في القطاع، ولا يزال يقرض عملة مستقرة تدعى "دولار كوين" (USDC).

متداولو العملات المشفرة ينافس بعضهم بعضاً في سوق منهارة

تعتبر "دولار كوين" أكثر أماناً بكثير من "تيرا دولار"، وهي عملة خوارزمية مستقرة تهاوت قيمتها مؤخراً، رغم ربطها المزعوم بالدولار.

قال بومان إنه متأكد من أن "دولار كوين"، الخاضعة للتدقيق ومدعومة بضمانات، ستحافظ على قيمتها، وإن بمقدوره جني عوائد وفيرة منها عبر إقراضها.

أضاف بومان: "إذا تمكنت من تحقيق عوائد بنسبة 9% فسيكون ذلك أفضل من لا شيء. المخاطر موجودة دائماً، لكن إذا دفعت لك البنوك فائدة تناهز 0.5% والعملات المشفرة 9%، فهذا أمر يستحق".

تخارج مؤقت

لكنّ مقرضي العملات المشفرة لا يتمتعون جميعاً بنفس القدر من التفاؤل.

يقول لوكاس ليفرت إنه تخارج من العملات المشفرة، على الأقل في الوقت الحالي. واستثمر ليفرت، البالغ من العمر 25 عاماً، ما يصل إلى 25 ألف دولار في السنوات الأخيرة لكسب فائدة من إقراض مجموعة متنوعة من العملات المشفرة. وأضاف أنه حقق أرباحاً جيدة جداً، لكن موجة البيع هذه أدت إلى توقفه بشكل جدي، وأنه تخارج من القطاع حالياً.

استطرد ليفرت: "إنها تقنية حديثة العهد للغاية"، وتابع أنه سيعود عندما تستقر السوق.

شركات تعدين "بتكوين" تبدأ موجة بيع الرموز المشفرة مع انهيار الأسعار

تجسد مشكلة مقرضي العملات المشفرة مثالاً آخر على كيفية خضوع نظام العمل الذي نشأت حوله العملات المشفرة بالكامل لاختبار حالياً. وتضاءلت العائدات في كل زاوية من أركان السوق، بدءاً من العملات المشهورة إلى المغمورة. واضمحلت قيمة الأصول المشفرة المقيدة في عديد من منصات التمويل اللامركزية بنسبة 60% منذ يناير الماضي، إلى نحو 39 مليار دولار، وفقًا لموقع "ديفاي بالس" (DeFiPulse)، المتخصص في تحليل العملات المشفرة.

انتقادات لاذعة

تعرض تحصيل العوائد عبر الإيداع وإقراض العملات المشفرة بوجه عام للانتقادات على يد بعض أشهَر الأسماء المنخرطة في القطاع. ووصف ملياردير العملات المشفرة سام بانكمان فريد، في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز"، خلال أبريل الماضي، مدى تعقيد آلية تحصيل العوائد عبر إيداع عملتين بقيم متساوية (Yield Farming) وشبهها بعملية النصب الهرمي (خدعة بونزي). وتتضمن المشكلات الحديثة لدى مقرضي العملات المشفرة أزمة منصتي "سليزيوس" (Celsius) و"بابل" (Babel)، بالإضافة إلى تسريح الموظفين مؤخراً في شركة "كوين بيس غلوبال"، مما أضاف مخاوف أكبر للسوق.

وسط هذه العاصفة خسر عديد من الأشخاص أموالهم.

بدأت نهات نغوين، التي تعيش في نيويورك، بإقراض عملة تسمى "أفالانش" (Avalanche) منذ قرابة 8 أشهُر، قبل انخفاض العملة المشفرة مباشرةً، وخسرت حتى الآن 2000 دولار تقريباً.

نغوين، البالغة من العمر 33 عاماً، وحاصلة على درجة الماجستير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية كينيدي التابعة لجامعة هارفارد، تركت العمل مؤخراً في عالم التمويل التقليدي، إذ اشتغلت في السابق لدى بنكي "جيه بي مورغان" و"غولدمان ساكس"، ورحلت عنهما للعمل في شركة للعملات المشفرة.

لكن رغم خسائرها والمخاطر المستمرة، لا تزال تحاول كسب فوائد من بعض العملات المستقرة. واختتمت: "مشروعات عديدة ستغلق أبوابها على الأرجح، لكن مشروعات أخرى ستواصل البناء والعمل. أومن بقدرات العملات المشفرة، ولا أعتقد أن هذه هي نهايتها".