الشركات التايوانية تزيد استثماراتها في أميركا لاحتواء المخاوف بشأن الرقائق الإلكترونية

شريحة سيليكون قياس 300 ملم خلال عملية التصنيع
شريحة سيليكون قياس 300 ملم خلال عملية التصنيع المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت شركة صناعة أشباه موصلات تايوانية عن استثمار بقيمة 5 مليارات دولار في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، فيما تخطط شركة أخرى لإنشاء مركز أبحاث في الغرب الأوسط من البلاد. وقد تساعد هذه الإعلانات المتتالية في تهدئة المخاوف بين السياسيين وقادة الأعمال الأميركيين من أن البلاد تعتمد كثيراً على تايوان لإنتاج أشباه الموصلات.

فقد قالت شركة "غلوبال ويفرز" (GlobalWafers) لتصنيع رقائق السيليكون يوم الاثنين الماضي إنها تخطط لبناء مصنع سيكون الأكبر من نوعه على الأراضي الأميركية، على أن تبدأ أعمال البناء في وقت لاحق من العام الجاري. وأعلنت شركة "ميديا تيك" (MediaTek) المصممة للشرائح الإلكترونية، وهي منافسة لشركة "كوالكوم" (.Qualcomm Inc)، أمس الثلاثاء إنها ستنشئ مركزاً للأبحاث بالشراكة مع جامعة "بوردو" (Purdue) في إنديانا.

العالم يخاطر بالاعتماد على صناعة أشباه الموصلات التايوانية

أزمة التوريد

قالت دوريس هسو، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لـ "غلوبال ويفرز" في بيان يوم الاثنين: "في ظل النقص العالمي في الرقائق والمخاوف الجيوسياسية المستمرة، تغتنم (غلوبال ويفرز) هذه الفرصة لمعالجة مشكلة مرونة سلسلة التوريد لأشباه الموصلات بالولايات المتحدة من خلال بناء عقدة متقدمة، وأحدث مصنع لرقائق السيليكون قياس 300 ملم". وصرحت هسو لوسائل الإعلام التايوانية بأنه تم حجز 80% من طاقتها الإنتاجية في مصنع تكساس الذي لم يتم بناؤه بعد.

من جانبها، قالت جينا ريموندو، وزيرة التجارة الأميركية إن الاعتماد على تايوان يضع بلدها في وضع هش. وخلال الشهر الجاري، كان إريك شميدت، الرئيس السابق لشركة "غوغل"، قد صعّد المخاوف من أن اعتماد الولايات المتحدة على تايوان ودول آسيوية أخرى في غالبية إمداداتها من الرقائق يمثل خطراً على الأمن القومي لأميركا. وأدى هجوم روسيا على أوكرانيا إلى تفاقم هذه المخاوف، حيث يرى البعض أن الحرب تزيد من فرص سعي الصين لغزو تايوان.

"TSMC" تخطط لإنفاق 44 مليار دولار للتوسع في صناعة الرقائق

تمضي كلٌ من "غلوبال ويفرز" و"ميدياتيك" على خطى شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" ( Taiwan Semiconductor Manufacturing) أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، والتي تبني مصنعاً بتكلفة 12 مليار دولار في ولاية أريزونا بهدف تنويع طاقتها الإنتاجية وتلبية طلب واشنطن لتصنيع بعض الرقائق من أجل استخدامات الأمن القومي محلياً.

تحذيرات

حتى بعد أن أعلنت "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" لأول مرة عن خططها لمصنع أريزونا، واصل المسؤولون وقادة الأعمال الأميركيون تحذيراتهم من خطورة تمركز إنتاج الرقائق في العالم في تايوان. وصعّدوا من خطابهم في الأشهر الأخيرة كجزء من حملتهم لإقناع المشرعين بالموافقة على منح فيدرالية بقيمة 52 مليار دولار لدعم التصنيع المحلي.

تعتبر الصين تايوان -المتمتعة بالحكم الذاتي والديمقراطي- جزءاً من أراضيها، ولم تستبعد الاستيلاء على الجزيرة بالقوة. ودعت اقتصادية صينية بارزة في مجموعة بحثية تديرها الحكومة هذا الشهر السلطات إلى مصادرة الشركة التايوانية إذا فرضت الولايات المتحدة على الصين عقوبات مماثلة لتلك المفروضة على روسيا.

دعوات صينية للاستيلاء على "تايوان لأشباه الموصلات" إذا فرضت أميركا عقوبات على بكين

على الرغم من أن تايوان لم تتخذ تحديداً أي إجراء بشأن ما قد تفعله إزاء توريد الرقائق في حالة غزو الصين. حاول المسؤولون في تايبيه مراراً وتكراراً طمأنة واشنطن بأن الجزيرة ستكون شريكاً مستمراً في سلسلة التوريد للولايات المتحدة. وقال كونغ مينغ هسين وزير مجلس التنمية الوطني التايواني، خلال فعالية استضافها معهد تايوان العالمي في واشنطن، يوم الاثنين الماضي إن "تايوان هي الشريك الأكثر أهمية للولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالقيم الديمقراطية وتطوير الصناعة". وأضاف أنه من خلال مواد العرض التي قدمها يمكن للجانبين تعميق الشراكات في مجالي تصميم الرقائق وقدرات البحث والتطوير.