6 أشهر غير اعتيادية مرت على الأسواق المالية

المصدر: غيتي إيمجز
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

6 أشهر غير اعتيادية مرت على الأسواق المالية حول العالم في النصف الأول من العام الحالي تعرّضت خلالها لاضطرابات لم تشهدها منذ عقود.

وذلك من الأسهم الأميركية التي تراجعت بأكبر وتيرة منذ عام 2008، وعوائد السندات التي قفزت بأعلى معدل على الإطلاق إلى أسعار الغذاء التي سجلت أكبر ارتفاعات كانت الأعلى منذ 2010. نستعرض بالرسوم البيانية ما حصل خلال النصف الأول من هذا العام

السلع والدولار.. الرابحان بين الأصول

تذبذبت الأصول المالية خلال النصف الأول نتيجة عمليات التسييل في معظم الأصول تزامناً مع التشديد المالي من البنوك المركزية، ورفع معدلات الفائدة.

كان التراجع الأكبر بين الأصول من نصيب العملات المشفَّرة بقيادة "بتكوين" التي تكبّدت خسارة بنحو 65%، تلتها الأسهم والسندات العالمية بنحو 20% و14% على التوالي. في المقابل تربّعت السلع على عرش أكبر الأصول صعوداً بنحو 19% بسبب نقص الإمدادات نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته على الاضطرابات في أسواق السلع الغذائية.

جاء الدولار الأميركي في المركز الثاني بين الأصول الرابحة بنحو 7.6% بعد قرار الفيدرالي أن يرفع أسعار الفوائد بأكبر وتيرة خلال 30 عاماً.

الأسهم الأميركية.. أسوأ تراجع نصف سنوي منذ 16 عاماً

أصيبت الأسهم الأميركية بصدمة التضخم الأكبر منذ 40 عاماً والذي صعد إلى 8.6%، وكذلك برفع معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي. والحصيلة: تعرّض مؤشر "S&P 500" ومؤشر "ناسداك" المثقل بأسهم التكنولوجيا لأكبر موجة هبوط منذ منتصف 2008.

التحول نحو الأسهم الصينية

بينما لم تستثنِ عاصفة البيع في الأسهم أحداً؛ ظهرت بعض المؤشرات على التحول نحو بعض الأسواق في ظل فرص النمو، وتدني قيم أسهمها السوقية.

الأسهم الصينية التي خالفت مسلسل صعود الأسهم الأميركية والأوروبية في عامي 2020 و2021 نتيجة المضايقات التنظيمية وأزمات الديون العقارية وسياسة "صفر كوفيد"، بدأت تجتذب التدفقات الأجنبية بعكس نظيراتها في أميركا وأوروبا. تمكّنت الأسهم الصينية من تقليص خسائرها إلى 9% في أقل من شهرين، في حين خسرت نظيرتها الأميركية بالإضافة إلى الأوروبية أيضاً نحو 20% و17% على الترتيب.

السندات العالمية.. القفزة الأكبر منذ التسعينيات

مرت سوق السندات العالمية بموجات بيع في جميع فئاتها: السندات الحكومية، وتلك المصدرة من قبل الشركات، والسندات ذات المخاطر المرتفعة (Junk Bonds). ففي الولايات المتحدة؛ قفزت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين لأكبر صعود نصف سنوي على الإطلاق بأكثر من 300% ، فيما صعدت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأكثر 100% نتيجة تقليص الفيدرالي لحيازته من الأصول -التي تضخمت فوق 8 تريليونات دولار- بنحو 47.5 مليار دولار شهرياً من السندات والأوراق المالية المضمونة برهن عقاري.

انحسار الطروحات بعد زخم كبير

اختفت الإصدارات الأولية في النصف الأول من هذا العام بعد زخم كبير في 2021 لم تشهده الأسواق منذ عقود. تراجعت الطروحات العامة بأكثر من 90% خلال الربع الثاني من 2022 على أساس سنوي نتيجة سياسات التشديد النقدي وتغيّر خطط الشركات، وانخفاض التقييمات تزامناً مع ترجيح بنوك الاستثمار لمزيد من الخسائر في الأسهم الأميركية، وانخفاض نتائج أعمالها المقبلة.

مكاسب النفط الأكبر في 13 عاماً

رفع الطلب المتزايد على النفط منذ نهاية العام الماضي أسعار الخام إلى مستويات قياسية استمرت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا ليصل خام برنت القياسي إلى 139 دولاراً للبرميل. أحدثت تلك الأزمة اضطرابات انتقلت إلى معظم دول العالم نتيجة مخاوف نقص إمدادات الطاقة.

وبذلك سجل خام برنت مكاسبه خلال النصف الأول من العام الحالي بنحو 50%، علماً أنَّها الأكبر منذ منتصف 2009.

الأمن الغذائي في خطر

ما بين التضخم الأكبر منذ 4 عقود، والحرب بين دولتين تنتجان ثلث قمح العالم؛ قفزت أسعار الغذاء بأعلى وتيرة نصف سنوية منذ 2010.

تلك الزيادة في الأسعار تؤجج أيضاً الأزمات المالية، لا سيما في البلدان الناشئة والأكثر فقراً، واستدانة خاصة بعد سحب الأموال الساخنة منها، مما شكّل ضغطاً على موازناتها خلال النصف الأول من العام.