بوتين يأمر بنقل حقوق مشروع "سخالين" للغاز إلى شركة روسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بنقل حقوق مشروع "سخالين -2" للغاز الطبيعي إلى شركة روسية جديدة، في خطوة قد تضطر المالكين الأجانب بما فيهم شركة "شل" على التخلي عن استثماراتهم في المشروع.

وفقاً لبيان صادر عن الكرملين ووقّع عليه بوتين بتاريخ 30 يونيو، أشار المرسوم إلى التهديدات التي تتعرض لها المصالح الوطنية والأمن الاقتصادي لروسيا. وقال البيان إن أصحاب المصلحة لديهم شهر واحد ليقرروا ما إذا كانوا سيحصلون على حصص في الشركة الجديدة، وقد لا يحصل من يقررون التخارج على تعويض عن كامل حصتهم.

ربما تشكل هذه الخطوة تعقيدات بالنسبة لشركة "شل" العملاقة للطاقة، التي تستحوذ على حصة 27.5% من أسهم منشأة الغاز الطبيعي المسال الواقعة في أقصى شرق روسيا.

بوتين: روسيا ستتغلب على العقوبات.. والغرب سيعاني أكثر

أعلنت شركة الطاقة العملاقة أنها ستتخارج من المشروع بعد غزو روسيا لأوكرانيا، مضيفة أنها لن تشارك في أي استثمارات جديدة بالدولة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال بن فان بيردن، الرئيس التنفيذي لـ"شل"، إنهم يحرزون تقدماً في بيع حصتهم، والتي تُقدِّر مجموعة "وود ماكنزي" قيمتها بـ4.1 مليار دولار. كما تُجري كبرى شركات الطاقة التي تديرها الدولة في الصين محادثات مع "شل" لشراء حصتها في المشروع، حسبما أوضحت مصادر مطلعة على التفاصيل في أبريل الماضي. ولم يتمكن متحدث باسم "شل" من الإدلاء بتعليق فوراً.

"شل" وشركات أخرى تهرع لتأمين النفط من الإكوادور بعد العقوبات على روسيا

"شل" تشطب ما يصل إلى 5 مليارات دولار بتخارجها من روسيا

صعوبة التخارج

يعاني العالم بالفعل من ارتفاع أسعار الوقود مع تصعيد بوتين لاستخدام الغاز كسلاح. يمكن لأي جهد من قبل موسكو لبسط سيطرتها على أصول الطاقة أن يثير غيظاً أكبر في الأسواق. تحاول معظم شركات الطاقة الغربية التخارج من المشروعات الروسية، لكنها تكافح للعثور على مشترين على استعداد لاقتناص حصتها.

تشمل أصول الطاقة الروسية الرئيسية الأخرى التي يشارك فيها مالكون أجانب كلاً من مشروع النفط "سخالين-1" ومشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال.

تمتلك شركتا "ميتسوبيشي" و"ميتسوي آند كو" اليابانيتان التجاريتان حصة مجمعة تصل إلى 22.5% من مشروع "سخالين-2"، ويُرسل معظم الغاز المنتج هناك كإمدادات إلى اليابان. رغم مسارعة طوكيو إلى فرض حزمة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا في مارس إن بلاده لن تنسحب من "سخالين-2".

موقف اليابان

قال مسؤول في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية إنهم يحاولون التأكد من صحة التقارير الإعلامية المنشورة حول مشروع "سخالين-2". فيما أوضح ممثلو "ميتسوبيشي" و"ميتسوي" أنهم غالباً ما يتفقدون الوضع.

أما شركة "جيرا" (Jera)، وهي مشروع مشترك بين شركة "طوكيو إلكتريك باور كو هولدينغز"، و"تشوبو إلكتريك باور"، فتشتري 2 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال من المشروع بموجب اتفاقيات طويلة الأجل، وفقاً لمجموعة "جيغنل" (GIIGNL) المتخصصة في شؤون القطاع.

قال هيرويوكي أوسامي، المتحدث باسم "جيرا"، إن الشركة على علم بالتقارير المتعلقة بمشروع "سخالين-2" وتسعى حالياً لتأكيد الأخبار مع أحد بائعي الغاز الطبيعي المسال.

اقرأ أيضاً: أربعة رسوم بيانية توضح التحولات الجذرية في الطاقة العالمية منذ بداية الألفية

الشركة الجديدة

ووفقاً للمرسوم، ستحصل شركة "غازبروم" الروسية، التي تمتلك نسبة 50% المتبقية من مشروعات "سخالين"، تلقائياً على نفس الحصة في الشركة الجديدة. ويقع المقر الرئيسي لشركة "سخالين إنرجي إنفستمنت" (Sakhalin Energy Investment) التي تدير منشأة التصدير حالياً في روسيا.

إذا أرادت الشركات الأجنبية الاستحواذ على حصص في المشروع الروسي الجديد، فيجب عليها تقديم دليل على حقوقها في الشركة القديمة، وسيكون لموسكو الكلمة الأخيرة فيما إذا كان سيُسمح لها بالمشاركة أو لا، وفقاً للمرسوم.

أيضاً، سيتم عمل تدقيق لتحديد الأضرار التي سببتها تصرفات الشركات الأجنبية، وستكون الشركات مسؤولة عن دفع تعويضات للحكومة الروسية، بحسب البيان.

غاز طبيعي