أسوأ أداء فصلي للمعادن منذ الأزمة العالمية في 2008

عامل يسكب الذهب المنصهر في قالب داخل إحدى مصافي الذهب في سيدني، نيو ساوث ويلز، أستراليا، يوم  2 يوليو 2020. تراجع سعر الذهب بنسبة 7.5% خلال الربع الثاني من عام 2022
عامل يسكب الذهب المنصهر في قالب داخل إحدى مصافي الذهب في سيدني، نيو ساوث ويلز، أستراليا، يوم 2 يوليو 2020. تراجع سعر الذهب بنسبة 7.5% خلال الربع الثاني من عام 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجّلت أسعار المعادن الأساسية أسوأ هبوط لها على أساس فصلي منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ تعافى اقتصاد الصين بشكل تدريجي، في وقت تزايدت فيه المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي.

منذ نهاية مارس الماضي، وصلت خسائر مؤشر بورصة لندن للمعادن إلى ما نسبته 25%، رغم أن نسبة التراجع الكبيرة هذه، مردُّها بالدرجة الأولى إلى الارتفاع الذي سجلته أسعار المعادن الأساسية في ذلك الشهر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

كان القصدير هو الأسوأ أداء بين هذه المعادن، حيث انخفض بنسبة 38%، فيما انخفض الألمنيوم بنحو الثلث والنحاس بنسبة 20%، ليسجل المؤشر بالتالي أول انخفاض له على أساس فصلي، منذ بداية الوباء.

انقر هنا للاطلاع على أسعار المعادن الأساسية

مخاوف النمو والتضخم

كتب إدوارد مائير، المحلل في "إي دي آند إف مان كابيتال ماركتس" (ED&F Man Capital Markets)، في تقريره الخاص بالمعادن: "تعرّضت الأسواق لضربة قوية بسبب مخاوف تتعلق بالنمو والتضخم لبعض الوقت، ولم تحصل حالياً على أي دعم من جانب البنوك المركزية في دول مجموعة السبع، والتي تبدو في معظمها، عازمة على رفع أسعار الفائدة أكثر".

توسع مؤشر نشاط المصانع الصينية في يونيو للمرة الأولى منذ فبراير، مع تخفيف القيود المفروضة لمواجهة تفشي الفيروس. لكن التحسن جاء ضعيفاً إلى حد ما، فيما استمر ضعف سوق العقارات في التأثير سلباً على الطلب على المعادن.

تظل سياسة "صفر كوفيد" كما هي عليه، الرغم تخفيف قواعد الحجر الصحي، ما يعني أن المخاطر لا تزال قائمة لجهة فرض المزيد من القيود، إذا ما عادت أعداد الإصابات إلى الارتفاع مجدداً.

اقرأ أيضاً: سياسة "صفر كورونا" تقوّض اقتصاد الصين

في غضون ذلك، يظل التهديد الذي يلوح في الأفق بحدوث ركود في الولايات المتحدة، وربما على المستوى العالمي أيضاً، هو الذي يلقي بظلاله على السوق.

اقرأ المزيد: صندوق النقد: الاقتصاد الأميركي سيتجنب الركود "على نطاق ضيق"


واصلت أسواق الأسهم الأميركية أداءها الضعيف الجمعة، بعدما قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومحافظو البنوك المركزية الأخرى خلال المنتدى السنوي للبنك المركزي الأوروبي في البرتغال، إن العالم يتجه ليسجل مستويات أعلى من التضخم.

يبدو أن الاقتصادات الكبرى، تتجه على أقل تقدير، إلى تباطؤ من شأنه أن يحدّ من نشاط البناء. وفي هذا السياق، أشارت بيانات الإنفاق الاستهلاكي الجديدة في الولايات المتحدة إلى أن الاقتصاد يقف على أسس أضعف مما كان يُعتقد سابقاً، مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة.

انخفض النحاس الجمعة بنحو 3% بعد هبوطه الخميس بنسبة 1.7% في لندن، فيما خسر النيكل 3.69% والزنك 3.47% بعد انخفاضهما 4.5% و6% على التوالي الخميس. وانخفض الألمنيوم بشكل طفيف بعد تراجعه 1% في الجلسة السابقة.

انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنسبة 0.2% الجمعة لتستقر عند 1804.05 دولار في نيويورك، لتصل خسائر المعدن الأصفر خلال الربع الثاني من العام، إلى ما نسبته 7.5% .