صفقات صينية تدعم ضربة جديدة من "إيرباص" لـ"بوينغ"

"إيرباص" تواصل خططها لزيادة الإنتاج مع استمرار الطلب القوي رغم ارتفاع البترول وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية
"إيرباص" تواصل خططها لزيادة الإنتاج مع استمرار الطلب القوي رغم ارتفاع البترول وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فازت "إيرباص" بواحد من أكبر طلباتها على الإطلاق لشراء 292 طائرة بقيمة تزيد عن 37 مليار دولار من أربع شركات طيران صينية، في خطوة انقلابية لصالح المُصنّعة الأوروبية التي تتنافس مع "بوينغ" للسيطرة على أكبر اقتصاد آسيوي.

ستشتري "تشاينا إيسترن إيرلاينز" 100 طائرة من طراز "إيه 320 نيو" ضيقة البدن، مقابل 64 طائرة لـ"إير تشاينا"، و32 طائرة لتابعتها "شينزين إيرلاينز"، وفقاً لملفات الإيداع المنفصلة من الشركة يوم الجمعة. قالت "تشاينا ساذيرن إيرلاينز" سابقاً إنَّها ستشتري 96 طائرة من طراز "إيه 320 نيو" إلى جانب استئجار طائرات إضافية.

تُمثّل هذه الإعلانات الطلبات الصينية الأولى من الطائرات منذ ثلاث سنوات تقريباً، وتساعد في توطيد مكانة "إيرباص" في السوق، إذ منحها خط التجميع النهائي المحلي في مصنعها الأوروبي ميزة كبيرة. اعتبرت "بوينغ" شركة "تشاينا ساذيرن" أكبر زبائنها تاريخياً، ولكنَّ أعمال مُصنّعة الطائرات الأميركية تباطأت بعد حادثي طراز "737 ماكس" الأكثر مبيعاً، وتصاعد التوترات السياسية بين واشنطن وبكين.

تشير الطلبات المعلنة يوم الجمعة إلى الطلب الصيني القوي. فقد حصلت "إيرباص" على صفقة طائرات قيمتها 35 مليار دولار خلال زيارة رسمية للرئيس الصيني شي جين بينغ للعاصمة الفرنسية في مارس عام 2019. وتتنافس المُصنّعتان على مزيد من الأعمال في معرض فارنبورو الجوي الذي سينطلق في منتصف الشهر جنوبي لندن.

أزمة 737 ماكس

أوضح ملف الإيداع لدى البورصة، يوم الجمعة، أنَّه سيتم تسليم الطائرات إلى "تشاينا ساذيرن" من 2024 إلى 2027، وستقوم الناقلة بتأجير 19 طائرة من طراز "إيه 320 نيو" بشكل منفصل. ستمتد عمليات التسليم إلى "إير تشاينا" من عام 2023 إلى 2027، ومن 2024 إلى 2026 لـ"شينزين إيرلاينز".

ونظراً لحالة الشك بشأن تسليم طائرات "737 ماكس" الأميركية؛ أزالت "تشاينا ساذيرن" أكثر من 100 طائرة من هذا الطراز من خطط تحديث أسطولها على المدى القريب، برغم أنَّه سبق لها أن حددت خططاً توسعية بإضافتها، قائلة في شهر مارس إنَّها ستتسلم 39 طائرة من الطراز هذا العام، ليزيد إجمالي عدد عمليات التسليم إلى 103 حتى عام 2024.

لم تُعلن أي من الناقلات الصينية الأخرى المملوكة للدولة ما إذا كانت ستستأنف طلبات "ماكس" بمجرد عودتها إلى الخدمة الرسمية. فقد كانت الصين أول من أوقف الطراز بعد حادثي التحطم المميتين في إندونيسيا بشهر أكتوبر 2018 وفي إثيوبيا بشهر مارس 2019.

أدى إيقاف "ماكس" إلى تقدّم "إيرباص" على "بوينغ" في الحصول على الطلبات والاستحواذ على الحصة السوقية للطائرات ضيقة البدن، حتى عندما كانت شركة التصنيع الأوروبية تكافح لزيادة الإنتاج بهدف تلبية الطلب المتزايد. قال الرئيس التنفيذي غيوم فوري، الشهر الماضي، إنَّ تأخر وصول المحرّكات يعني أنَّ "إيرباص" غير قادرة على تسليم طائرات مُصنّعة بالكامل.

تمضي "إيرباص" في خططها الطموحة لزيادة إنتاج عائلة "إيه 320" الأفضل مبيعاً من 75 طائرة شهرياً في عام 2025 لتلبية ارتفاع الطلبات المتراكمة وتوسيع تقدّمها. ترغب "إيرباص" في البدء بتصنيع الطائرة الأكبر، "إيه 321 نيو"، بموقعها في مدينة تيانجين بحلول نهاية العام.

تعتبر شركة الطيران الاقتصادي الهندية سريعة النمو، "إنديغو" (IndiGo)، التي تديرها "إنترغلوب إفياشين" (InterGlobe Aviation) ، أكبر عميل في العالم لطائرات "إيه 320 نيو" بعدد طلبات وصل إلى 730.

وصل أسطول الناقلة الأكبر في البلاد، "تشاينا ساذيرن"، إلى 399 طائرة "بوينغ" ضيقة البدن في نهاية 2021، وفقاً لتقريرها السنوي الأخير، بالإضافة إلى 334 طائرة "إيرباص" من سلسلة "إيه 320" في نهاية العام الماضي.