مخاوف الركود تقود الإسترليني إلى أسوأ تدهور فصلي منذ 2008

إعلان فوق وحدة تجميد أغذية بمتجر "آيسلاند فودز" (.Iceland Foods Ltd) في كرايستشرش" ببريطانيا، يوم الأربعاء 15 يونيو 2022.
إعلان فوق وحدة تجميد أغذية بمتجر "آيسلاند فودز" (.Iceland Foods Ltd) في كرايستشرش" ببريطانيا، يوم الأربعاء 15 يونيو 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

على حدّ تعبير الاقتصاديين في "ألاينس بيرنشتاين" (AllianceBernstein) الذي أطلقوه هذا الأسبوع: "الاقتصاد البريطاني آخذ في التفكّك".

والأدلة على ذلك متوافرة في كل مكان. فالأسر تفقد قدرتها الشرائية، كما أن تكلفة السلع الأساسية ترتفع بشكل هائل والثقة في الأعمال التجارية تتآكل. ووسط كل هذا، يخرج الجنيه الإسترليني من أسوأ ربع له منذ عام 2008 منزلقاً إلى ما دون مستوى 1.2 دولار يوم الجمعة.

وبينما تشير التقارير الاقتصادية إلى حدوث تراجع الاقتصاد على المستوى العالمي، يبدو أن وضع بريطانيا غير مستقر بشكل خاص. وتشير تقديرات "غولدمان ساكس غروب" إلى احتمالات حدوث ركود للاقتصاد البريطاني بـ45% خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، مقارنة بـ40% لمنطقة اليورو، و30% بالولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: بنك إنجلترا يرفع سعر الفائدة لأعلى مستوى في 13 عاماً

تؤدي هذه الصورة القاتمة إلى فقدان المستثمرين للشهية نحو الأصول البريطانية، وتوقف نشاط الاندماج والاستحواذ. وحث جوردان روتشستر، وهو محلل العملات في "نومورا هولدنغز" (.Nomura Holdings Inc)، العملاء على بيع الجنيه مع الرهان على أنه سينخفض إلى 1.18 دولار بحلول أوائل أغسطس.

من جانبه، قال نيل ويلر، رئيس إستراتيجية العملات الأجنبية العالمية في "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت": "من السابق لأوانه الاعتقاد بأن الجنيه رخيص بما يكفي للتعافي دون قدر من التحسن في توقعات النمو بالمملكة المتحدة".

نظرة سريعة حول ما يحدث في الأسواق بالمملكة المتحدة:

الجنيه الإسترليني

عانى الجنيه ضعفاً بـ7.3% مقابل الدولار خلال الربع الثاني، ويُتداول بالقرب من المستويات التي سُجّلت خلال أعماق جائحة "كوفيد". وكتب روتشستر: "قيادة بوريس جونسون محلّ شك، والأفكار طويلة المدى مثل استفتاء استقلال أسكتلندا العام المقبل قد تؤثر على تدفقات الاستثمار".

الأسهم

تماسك مؤشر "فوتسي 100" ذو الأسهم القيادية بشكل أفضل بسبب وزنه الكبير لمنتجي الطاقة والبنوك. ومع ذلك، فقد بدأ الإستراتيجيون في تسليط الضوء على المخاوف التي تلوح في الأفق. وفي هذا الصدد، كتب الخبراء الإستراتيجيون في "غولدمان" (Goldman) بقيادة شارون بيل: "يمثّل الركود خطراً على جميع الأسهم، ويحمل "فوتسي 100" عدداً من أسهم العلامات الاستهلاكية ذات رؤوس الأموال الضخمة، والتي قد تكون حساسة". وانخفض "فوتسي 250"، وهو مؤشر لأسهم الشركات المتوسطة بالمملكة المتحدة، بنسبة 9% تقريباً في يونيو الماضي.

الدَّين المؤسسي

تجاوزت عائدات السندات دون الدرجة الاستثمارية بالمملكة المتحدة 9%، وهي أعلى نسبة منذ عام 2020، في الوقت الذي تتجه المزيد من الشركات نحو التعثر. يُتداول سند تم إصداره لدعم استحواذ شركة أسهم خاصة على "أسدا" (Asda) عند مستوى 77 بنساً للجنيه الإسترليني.

سوق السندات الحكومية

البحث عن الأمان دفع المستثمرين للعودة إلى سوق السندات، حيث انخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل عامين بـ16 نقطة أساس أمس الجمعة لتصل إلى 1.68%، وهو أدنى مستوى في شهر.

الأسبوع المقبل

  • من المقرر أن تتحدث رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في فرنسا يوم 8 يوليو في نهاية قائمة طويلة من الحضور لعدد من المسؤولين الأسبوع المقبل. ويستعد صانعو السياسة لرفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من عقد في وقت لاحق من الشهر الجاري مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
  • يتوقع إستراتيجيون في بنك "سيتي" معروضاً بحوالي 23 مليار يورو (23.9 مليار دولار) من جهات إصدار سيادية، بما في ذلك النمسا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا. وتوقف البنك المركزي الأوروبي عن شراء صافي مشتريات الأصول بموجب برنامج شراء الأصول اعتباراً من مطلع يوليو الجاري.
  • سيتابع المتداولون خطابات مسؤولي بنك إنجلترا، بما في ذلك هو بيلاند جوناثان كونليف في ظل عدم انعقاد اجتماع السياسة في يوليو. ويوم الجمعة، خفض المتداولون الرهانات على وتيرة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا، بتسعير دون 150 نقطة أساس في إطار نهج التشديد بحلول نهاية العام للمرة الأولى منذ 7 يونيو الماضي، مع تزايد المخاوف بشأن صحة الاقتصاد البريطاني.
  • تشمل الأرقام الاقتصادية المقرر إعلانها في الأسبوع المقبل، كلاً من الناتج الصناعي الفرنسي والألماني ومؤشر أسعار المستهلكين في هولندا.