أسواق الأسهم تواجه صدمة أرباح مع تعثر الاقتصاد

متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية بنيويورك، الولايات المتحدة
متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية بنيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا تدع التفاؤل بين محللي الأسهم يخدعك؛ فتوقعات الأرباح يُرجح خفضها مع تسبب التضخم المتزايد وارتفاع أسعار الفائدة في كبح الإنفاق.

هذه وجهة النظر التي أبرزها استطلاع لـ"بلومبرغ إم إل أي في بلس" الذي قال 65% من المشاركين فيه، وعددهم 629 شخصاً، إن المحللين "متأخرون عن مواكبة تغيرات السوق" مع وضع التأثير السلبي المتوقع في الاعتبار.

الاستطلاع، الذي جاء العدد الأكبر من المشاركين فيه من الولايات المتحدة وكندا (62% من إجمالي المشاركين يقيمون بصفة رئيسية في الدولتين)، تليهما أوروبا (21%)، تردد نتائجه أصداء التحذيرات التي ظهرت في أماكن أخرى، وتشير جميعاً إلى أن التوقعات التي أجمع عليها المحللون متفائلة أكثر من اللازم. ووصفت ليزا شاليط من بنك "مورغان ستانلي" هذه التنبؤات بأنها "موضع قلق وارتباك".

أزمة وشيكة

قالت آنا ماكدونالد، مديرة صندوق في شركة "أماتي غلوبال إنفستورز" (Amati Global Investors)، عبر تصريحات هاتفية: "قد يتوجب على المحللين تعديل طريقة تفكيرهم حول النمو الاقتصادي"؛ فالكثير من الشركات بصدد مواجهة انتكاسة في الطلب، حيث قامت للتو بإعادة بناء مخزوناتها بأسعار أعلى بسبب اضطرابات سلاسل التوريد، و"قد تكون الضربة التي تلحق بأرباح الشركات سريعة وعنيفة للغاية".

اقرأ أيضاً: الشكوك تطغى على توقعات محللي "وول ستريت" بشأن أرباح الشركات في 2022

رغم ذلك، لا تقتصر هذه النزعة التشاؤمية على المحترفين فقط، إذ إن جزءاً كبيراً من المشاركين بالاستطلاع (36%) عرفوا أنفسهم بأنهم "مستثمرون أفراد".

إذا حدث ركود بالفعل؛ يتوقع المشاركون في الاستطلاع أن الأسهم قد تتعرض لضربة، ويرى 57% منهم أن الانكماش الاقتصادي يمثل خطراً أكبر على الأسهم خلال العام المقبل مقارنة بالعوائد المرتفعة التي يحفزها التضخم المستمر. كان المستثمرون الأفراد هم المجموعة البارزة الوحيدة في الاستطلاع التي قالت إنها تشعر بقلق أقل تجاه الركود مقارنة بخوفها من تسبب التضخم في ارتفاع العوائد.

تهديد الركود

قد يعزى هذا جزئياً إلى أن المستثمرين الأفراد المشاركين بالاستطلاع كانوا في الغالب من المقيمين بالولايات المتحدة وكندا، فيما كان الأوروبيون أكثر خشية من الركود مقارنة بسكان أميركا الشمالية.

ما يقرب من ثلثي المشاركين في أوروبا -التي لم يبدأ البنك المركزي الأوروبي فيها برفع أسعار الفائدة بعد- اعتبروا أن الركود تهديد أكبر. بينما كانت النسبة 55% في الولايات المتحدة وكندا.

وفقاً لبنك "غولدمان ساكس"، كانت أرباح الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تنخفض تقليدياً قرابة 13% خلال فترات الركود. وفي غضون أربعة فصول تتعافى بنسبة 17% فقط، حسبما قال المحللون الاستراتيجيون بالبنك في مذكرة. كما أن انتعاش السوق بطيء كذلك، مع استغراق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكثر من 1000 يوم للتعافي من الانخفاضات خلال أزمة فقاعة الإنترنت والأزمات المالية العالمية، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". لكن مع ذلك، كان التعافي أسرع خلال جائحة "كوفيد-19".

اقرأ أيضاً: تشاؤم في أسواق الأسهم بشأن أرباح الشركات نتيجة مخاوف الركود

وفقاً للمحللين الاستراتيجيين في "سانفورد سي. بيرنستين"، ارتفعت الأرباح المتوقعة على مدى 12 شهراً في الولايات المتحدة وأوروبا بنسبة 7% خلال الأشهر الستة الماضية. في غضون ذلك، تراجع مؤشر الأسهم العالمية "إم إس سي آي" بأكثر من 20%، إذ خفض الاقتصاديون في مؤسسات متعددة مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعات النمو.

رغم استمرار تفاؤلهم إلى حد كبير، إلا أن محللي الأسهم أصبحوا أكثر حذراً بشأن الأرباح. مؤشر "سيتي غروب" الذي يتتبع المراجعات الأسبوعية لتوقعات الأرباح، كان سلبياً في الغالب خلال الأشهر الأربعة الماضية. كما خفض المحللون الاستراتيجيون في بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" الشهر الماضي توقعات شركات التكنولوجيا الأميركية ذات رؤوس الأموال الكبيرة.

قوة الدولار

بعيداً عن الأسهم، ما يزال المشاركون في استطلاع "إم إل أي في بلس" متفائلين نسبياً بشأن توقعات الدولار، حتى بعد زيادة قوة العملة الأميركية بالفعل مؤخراً. وقال حوالي 35% من المشاركين في الاستطلاع إن مؤشر "بلومبرغ دولار" سيرتفع في الربع الثالث، مقابل 24% يعتقدون أنه سينخفض.

كان المشاركون في الاستطلاع لشهر أبريل قد توقعوا استمرار صعود مؤشر الدولار. ومنذ ذلك الحين، ارتفع بنسبة 5% مع زيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة بوتيرة أقوى.

ختاماً، قال ديريك هالبيني، رئيس أبحاث الأسواق العالمية الأوروبية في بنك "إم يو إف جي"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" إن الدولار يجب أن "يظل في وضع أقوى" مع استمرار التضخم المرتفع.

الدولار الأميركي