"إنها تعاملات ركود".. الأسهم والعوائد والنفط كلها هابطة

سمسار يسير داخل بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة
سمسار يسير داخل بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة المصور: مايكل ناغل/ بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع بدء الأسهم الأميركية تعاملات الأسبوع الحالي، بعد الخروج من أسوأ نصف عام أول منذ عام 1970؛ هناك طريقة واحدة فقط لوصف كيفية تحركها، وفقاً لنيل دوتا.

قال رئيس قسم الاقتصاد في "رينيسانس ماكرو ريسيرش": "هذه تعاملات ركود.. ليس هناك طريقة أخرى لوصف ذلك".

ما يضيف لقائمة أسبابه؛ يتمثل في تراجع عوائد سندات الخزانة، وهبوط أسعار النفط، واتساع هوامش ائتمان الشركات، وارتفاع الدولار.

أسواق الأسهم تواجه صدمة أرباح مع تعثر الاقتصاد

انخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 2.2% في أول يوم تداول من أسبوع قصير، وسط موجة من الهروب بعيداً عن الأصول الخطرة. انخفضت عوائد سندات الخزانة، ليصل عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 2.8%. في غضون ذلك، ارتفع الدولار، مما يجعل السلع التي يتم تقويمها بتلك العملة أقل جاذبية. انخفض النفط، وتم تداول خام غرب تكساس دون مستوى 100 دولار للبرميل.

للتوضيح، لا يعتقد دوتا أنَّ الاقتصاد الأميركي يمر حالياً بحالة ركود.

تغير الرؤية

قال دوتا، مراقب الاقتصاد الذي تتم متابعته على نطاق واسع في الأسواق المالية: "لسنا في ركود الآن، لكنْ تعدّ الأسواق آلية خصم، وأعتقد أنَّ الأسواق ترى أنَّ الاقتصاد من المحتمل أن يتجه إلى واحد أو يقترب من أن يكون كذلك.. لقد قطعنا شوطاً في تسعير حالة الركود بالأسواق، لكنَّني لا أعتقد أنَّنا وصلنا بعد".

تجدر الإشارة إلى أنَّ موقفه تحوّل عن توقُّعه السابق، عندما قال إنَّه لا يرى ركوداً. الآن، هو أقل ثقة في الاقتصاد الأميركي، فقد تسارع التضخم إلى أعلى مستوى له في أربعة عقود، مما دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس، وهي أكبر زيادة منذ عام 1994.

قال دوتا، مشيراً إلى احتمالات حدوث ركود: "لا أعتقد أنَّه أمر لا مفر منه، لكنّي أعتقد أنَّ الكثير منه يعتمد على ما يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي.. إذا كانت البيانات تشير إلى أنَّ الاحتياطي الفيدرالي يجب أن ينحرف عن نهج سياسته الحالية ولم يفعل ذلك؛ فعندئذٍ لدينا مشكلة. بالنسبة لي هذه هي المشكلة".

حاملو السندات الأميركية يترقبون الركود ويتطلعون لنصف عام أقل قسوة

وأضاف دوتا أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي "حبس نفسه" في مسار تشديد عنيف للسياسة النقدية، ربما في محاولة لتجنّب الخطأ الذي ارتكبه المسؤولون خلال بداية الوباء، عندما وصفوه بأنَّه "مؤقت". ولكن ماذا لو بلغ التضخم ذروته بالفعل؟ يعتقد دوتا أنَّ الاجتماع الأهم في يوليو سيكون معتدلاً "بدرجة كبيرة" مع انخفاض أسعار النفط.

ومع ذلك؛ إذا حدث ركود، فتوقَّع شيئاً واحداً، على حدّ قول دوتا: تقلّب السوق. ومع ذلك؛ فإنَّ توقُّع أحدهم ليس واضحاً تماماً، كما يتفق عليه العديد من مراقبي السوق. وأضاف دوتا: "لا يمكن توقُّع الركود إذا لم تدعمه سوق العمل.. حيث يواصل الاقتصاد الأميركي إضافة الوظائف. لذلك، لا توجد طريقة تفيد أنَّ الركود (إذا حدث) سيكون مؤرخاً في يونيو 2022".

مع التركيز على المخاوف من الركود؛ سيحصل المستثمرون على تحديث جديد لسوق العمل في الولايات المتحدة يوم الجمعة. من المتوقَّع أن يظهر تقرير جداول الرواتب الشهرية مكاسب بمقدار 250 ألف وظيفة لشهر يونيو، بينما من المتوقَّع أن يثبت معدل البطالة عند 3.6%.