"ألاميدا ريسيرش" المقرض والمقترض والمستثمر في "فوييجر" المفلسة

الملياردير سام بانكمان-فرايد شريك مؤسس في شركة "ألاميدا ريسيرش"
الملياردير سام بانكمان-فرايد شريك مؤسس في شركة "ألاميدا ريسيرش" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يوفّر إشعار الإفلاس الذي تقدّمت به شركة الوساطة " فوييجر ديجيتال" (Voyager Digital Ltd) خريطة طريق تفصيلية لعلاقات الشركة مع كلٍّ من المقترضين والمقرضين والمستثمرين.

اتّضح أنَّ شركة تداول العملات المشفرة "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research)، وهي شركة تجارية شارك في تأسيسها الملياردير سام بانكمان-فرايد، تؤدي الأدوار الثلاثة.

طالع المزيد: "فوييجر ديجيتال" للوساطة في العملات المشفرة تشهر إفلاسها

بما أنَّها تعدّ مقرضة لشركة "فوييجر"؛ فإنَّ "ألاميدا" مدينة بمبلغ 75 مليون دولار بموجب خط ائتمان قدّمته للمنصة المتعثرة خلال الشهر الماضي. لكن في المقابل تعتبر "ألاميدا" مقترضة، فقد تديّنت من شركة "فوييجر" مبلغاً قدره 376.8 مليون دولار، كما يظهر الملف. كما تعتبر "ألاميدا" واحدة من أكبر المساهمين في "فوييجر"، حيث تتجاوز حصّتها في الشركة 9%، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

تُجسّد أدوار "ألاميدا ريسيرش" المتعدّدة تأثيرها الواسع على العملات الرقمية، وتساعد في تفسير السبب الكامن وراء اعتبار "بانكمان-فرايد" عنصراً رئيسياً في هذه الصناعة. أسّس "بانكمان - فرايد" الشركة في عام 2017 لتنفيذ صفقات المراجحة المشفَّرة قبل الانتقال إلى تأسيس بورصة العملات المشفرة العملاقة "إف تي إكس يو إس" (FTX).

كما تؤكّد العلاقات أيضاً على الطبيعة المترابطة للعملات الرقمية، وهي ميزة أدّت إلى تسريع وتيرة الخسائر في جميع أنحاء الصناعة في ظل انهيار السوق هذا العام.

اقرأ أيضاً: منصة "فوييجر" للعملات المشفرة تُعلّق عمليات السحب والتداول

تضارب العلاقات

أوضح آرون براون، مستثمر في العملات المشفَّرة ويكتب مقالات رأي لـ"بلومبرغ " مدى تضارب العلاقات بين شركات إقراض العملات المشفَّرة. مضيفاً أنَّ التمويل التقليدي يقوم على المزيد من الإفصاح العام والإشراف التنظيمي على هذه الترتيبات، إذ توجد آليات قائمة (لكن ليست فعالة دائماً) لإدارة تضارب المصالح. لكن يختلف ذلك في العملات المشفَّرة.

تشير الأدوار المتعددة التي لعبتها "ألاميدا ريسيرش" إلى مدى "تدوير رأس المال " في العملات الرقمية، والذي يخفي صحّة المؤسسات في الفضاء، كما يقول آدم ليفيتين، أستاذ القانون في جامعة جورج تاون. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تعرّضٍ كبير للعلاقات بين الشركات وتفاقم الترابط بينها.

اقرأ المزيد: "فوياجير ديجيتال" للعملات المشفرة تضع حدوداً على السحب

مشاكل سيولة

بينما تواجه "فوييجر" مشاكل سيولة محتملة ناجمة عن إفلاس صندوق "ثري آروز"؛ حصلت على خط ائتمان بقيمة 485 مليون دولار تقريباً من "ألاميدا ريسيرش" في منتصف يونيو، فقد سحبت منها 75 مليون دولار، وهو الحد الأقصى المسموح سحبه في فترة تمتد 30 يوماً. كان شريان الحياة مجرد حل جزئي لم يستطع إنقاذ "فوييجر"، بحسب البيانات الواردة في الملف. وفي الوقت نفسه، وبصفتها كمقترضة؛ تسعى "ألاميدا" إلى سداد دينها لـ"فوييجر"، على الرغم من إجراءات الإفلاس التي أعلنت عنها مؤخراً.

يمكن لهذه الأنواع من العلاقات أن تعقّد النزاعات في ظل التوتر الراهن. فقد اتّهمت "كوين فليكس" ((CoinFlex، وهي بورصة تشفير، مؤخراً مستثمرها وعميلها روجر فير بتخلّفه عن دفع 47 مليون دولار خلال مكالمة هامشية. من جهته نفى فير هذا الادعاء، وظهر نزاعهما علناً على مواقع التواصل الاجتماعي.