الأرز الآسيوي مُحاصر بمخاطر ارتفاع تكاليف الأسمدة وانتعاش الطلب

مزارع يجمع الأرز الجاف لتخزينه على جانبي الطريق في كيم سون بمنطقة نينه بينه في فيتنام.
مزارع يجمع الأرز الجاف لتخزينه على جانبي الطريق في كيم سون بمنطقة نينه بينه في فيتنام. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتعرّض إنتاج الأرز في أجزاء من آسيا لأزمة بسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة في وقت يتزايد فيه الطلب، ما يشكل خطراً محتملاً على الأمن الغذائي وجهود احتواء التضخم.

ربما ينخفض إنتاج المحصول في تايلندا، وهي ثاني أكبر مُصدّر في العالم، بسبب ارتفاع أسعار المخصبات، وفقاً لوحدة "كاسيكورنبنك" (Kasikornbank Pcl) البحثية، بينما من المرجّح أن يؤدي المحصول المنخفض في الفلبين، ثاني مستورد للأرز، إلى زيادة الحاجة لعمليات الشراء من الخارج. وتشعر الصين بالقلق من تأثير الآفات على المحاصيل، بينما يعتمد إنتاج الهند على الرياح الموسمية الجيدة.

تتم زراعة واستهلاك معظم أرز العالم في آسيا، ما يجعله حيوياً للاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة. وعلى عكس الارتفاع الحادّ في أسعار القمح والذرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، كان ارتفاع الأرز ضعيفاً، لكن ليس هناك ما يضمن أنه سيظل كذلك، ففي عام 2008 ارتفعت الأسعار فوق 1000 دولار للطن، أي أكثر من ضعف المستوى الحالي، وسط حالة من الذعر بشأن الإمدادات.

اقرأ أيضاً: تايلندا عملاقة الأرز تسعى لتنسيق رفع الأسعار مع فيتنام

حالة الطقس

في الوقت الذي تخلى كلٌّ من القمح والذرة وزيوت الطهي عن الكثير من المكاسب هذا العام بسبب تحسّن النظرة المستقبلية للإمدادات، من الواضح أن إنتاج الحقول يعتمد في النهاية على حالة الطقس، الذي أصبح أكثر تقلباً نتيجة لتغير المناخ. وستؤدي أي زيادة جديدة في تكاليف القمح والذرة حتماً إلى إعادة تحفيز الطلب على الأرز كغذاء وكعلف للماشية.

يعتمد قدر كبير من الوضع على محصول الأرز في الهند، التي توفر حوالي 40% من صادرات العالم من المحصول الأساسي. قال في. سوبرامانيان، نائب الرئيس في "ذا رايس تريدر" (The Rice Trader)، المتخصصة في الأبحاث وتنظيم المؤتمرات إن: "الإمدادات العالمية على المحك، ولكن في الوقت الحالي لا يزال لدينا توافر هائل من المحصول من الهند يلجم الأسعار".

كانت الهند فرضت بالفعل قيوداً على صادرات القمح التي كان العالم يعتمد عليها لتخفيف شُح الإمدادات، قائلة إن أمنها الغذائي معرض للخطر. وهناك مخاوف من أن يكون الأرز هو التالي في القائمة، على الرغم من أن احتمالات ذلك تعتمد على الأمطار الموسمية والحصاد هذا الموسم. وحتى الآن تتقدم الرياح الموسمية بشكل طبيعي.

طالع أيضاً: هل يوقف الأرز أزمة الغذاء العالمية؟

نقطة تحول

في الوقت الحالي، تساعد صادرات الأرز الهندية في تخفيف أي شُ1ح بالإمدادات بالمنطقة. وقال مركز "كاسيكورن للأبحاث" (Kasikorn Research Center) في تايلندا إن الأسعار القياسية للأسمدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا كانت نقطة تحول للمزارعين في البلاد، وإن انخفاض استخدام المخصبات سيقلل من المحاصيل في وقت يتزايد فيه الطلب الخارجي.

تتوقع الفلبين انخفاض محصول الأرز لديها هذا العام بسبب ارتفاع تكلفة الأسمدة، فضلاً عن أن الحكومة قلقة إزاء ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية، بما في ذلك تكلفة الأرز، خاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض التي تنفق حوالي 16% من ميزانيتها على الحبوب الأساسية.

حذّرت الصين، وهي أكبر دولة لزراعة الأرز، من ارتفاع معدل الإصابة بالآفات والأمراض في محصولها هذا العام، حيث سجلت بعض المقاطعات زيادة بـ10% في المنطقة المتضررة. وقالت فيتنام، وهي أكبر دولة لشحن الأرز، إن ارتفاع تكاليف الشحن والإنتاج يمثل تحديات، حتى على الرغم من ارتفاع الصادرات في النصف الأول.

أضاف "سوبرامانيان" أنه: "بالنظر إلى الوضع الحالي، تعمل الهند كنقطة ارتكاز للأسعار من خلال صادراتها الضخمة".