مليارا دولار مقابل حقوق البث لدوري أبطال أوروبا في الولايات المتحدة

قيمة كرة القدم في أميركا تمرّ باختبارها الكبير التالي. فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يوفا" سيبدأ طلب تقديم العروض على حقوق البث التلفيزيوني بالولايات المتحدة لمباريات دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة العروض ملياري دولار على اتفاق لمدة ستة أعوام، بما يزيد على ضعف ما يحصل عليه الـ"يوفا" سنوياً بموجب الاتفاقيات القائمة، وفق مصادر مطلعة على ما يدور بأذهان قادة الاتحاد.

ينتظر أن ينشر الاتحاد وثيقة على موقعه الإليكتروني يوم الإثنين يدعو الشركات إلى تقديم عروضها للمسابقة السنوية، التي تشارك بها أفضل فرق كرة القدم في أوروبا، على أن يكون آخر موعد لتقديم العروض في 15 أغسطس القادم.

إنفوغراف.. عوائد البث التليفزيوني للدوريات الخمسة الكبرى عالمياً

أجرى الـ"يوفا" مباحثات مبدئية في الأسابيع الأخيرة مع كل من: شبكة "إن بي سي" التابعة لشركة "كومكاست" (Comcast)، وشبكة "إي إس بي إن" التابعة لشركة "والت ديزني"، وشبكة "سي بي إس" التابعة لشركة "باراماونت غلوبال" (Paramount Global)، وشركة "أمازون"، و"أبل"، و"فوكس"، و"ورنر براذرز ديسكفري" (Warner Bros. Discovery)، و"يونيفيجن" (Univision)، و"دي إيه زد إن" (DAZN)، وفقاً للمصادر التي طلبت عدم كشف هويتها بسبب سرية المفاوضات.

أرقام المشاهدة قوية

تمتلك شركتا "باراماونت" و "يونيفيجن" حالياً حقوق البث بالولايات المتحدة لمباريات دوري أبطال أوروبا، وتدفعان معا نحو 145 مليون دولار سنوياً، تتحمل "باراماونت" العبء الأكبر فيها.

أرقام المشاهدة قوية، وقد شاهد المباراة النهائية في دوري الأبطال بين فريق "ريال مدريد" وفريق "ليفربول"، وهما من أكثر الأندية شعبية، 2.8 مليون متفرج على شبكة "سي بي إس" في شهر مايو الماضي. ويمثّل هذا الرقم أكبر عدد لجمهور مباراة نهائية بالولايات المتحدة تبث على تلفزيون ناطق بالإنجليزية. كذلك كان هذا الجمهور هو أكبر جمهور لمباراة لكرة القدم بالنسبة إلى تلفزيون "باراماونت+".

أغلى مباراة لكرة القدم في العالم ليست هي التي تظنونها

تغييرات مشجعة

أدخل الـ"يوفا" عدة تغييرات جعلت من حقوق البث لديه أكثر جاذبية لشركات الميديا، إذ يقوم الاتحاد الأوروبي بزيادة عدد الأندية إلى 36 نادياً بدلاً من 32 بداية من عام 2024. ولأول مرة يسمح لشركات البث الإعلامي بالتعاقد على حقوق فترة تمتد إلى ست سنوات، من عام 2024 إلى عام 2030، بما يتيح للشركات وقتاً أطول لتعبئة وزيادة قدراتها التسويقية والإنتاجية. وأضاف كذلك مباريات في شهر يناير، مما قد يساعد على مواصلة خدمات البث التي كان يمكن أن تشهد إلغاءً من المشتركين في حال توقّفت مباريات الدوري في ذلك الشهر. وتبني تنسيق جديد قلّل من عدد المباريات التي تُذاع في نفس التوقيت مع زيادة عدد المباريات التي تلعبها الأندية التي تحظى بشعبية كبيرة.

وفي إشارة إلى زيادة شعبية البث التلفزيوني، يقوم الدوري بتخفيف شرط يتعلق بالحد الأدنى من المباريات التي تُبثّ على قنوات التليفزيون التقليدية.

"ستارزبلاي" للبث المرئي بأبوظبي تخطط لطرح عام خلال 3 سنوات

أصبحت كرة القدم الرياضة التي يعتمد عليها في عصر البث التلفزيوني بسبب قاعدة مشجعيها العالمية الشابة التي تتمتع بالذكاء الرقمي. وقد قامت العديد من شركات البث الإعلامي، بما في ذلك شركات "باراماونت" و "إي إس بي إن" و "إن بي سي"، باستغلال هذه الرياضة في زيادة عروضها على شبكة الإنترنت. وهي جذابة أيضاً بالنسبة إلى شركات التكنولوجيا العملاقة– اللاعب الجديد في مجال إذاعة وبثّ المباريات الرياضية. وفي الشهر الماضي، ضمنت شركة "أبل" حقوق البث طويلة الأجل لمباريات دوري كرة القدم الأميركي (MLS)، في حين فازت شركة "أمازون" بحقوق بث دوري الأبطال في المملكة المتحدة لأول مرة.

توقيت مثالي

يراهن "يوفا" على أن الوقت الحالي هو الوقت النموذجي لبيع حقوق بثّ مباريات كرة القدم في أميركا، مع موجة ارتفاع الأسعار. ففي شهر نوفمبر، وافقت قناة "إن بي سي" على دفع ما يزيد على 2.5 مليار دولار على مدى ست سنوات بهدف تجديد حقوق البث بالولايات المتحدة لإذاعة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وتقترب هذه القيمة من ثلاثة أضعاف قيمة التعاقد السابق. وتدفع شركة "أبل" حداً أدنى مضموناً بقيمة 250 مليون دولار عن كل سنة لشراء حقوق بث مباريات دوري كرة القدم الأميركي، بما يقرب من ثلاثة أضعاف القيمة في التعاقد السابق أيضاً، وفقاً لمجلة "سبورتس بيزنيس جورنال". وفي عام 2026 أيضاً، سوف تستضيف الولايات المتحدة مباريات كأس العالم، التي قد تسفر عن مزيد من الإثارة والاهتمام بكرة القدم بين الجماهير الأميركية.

تدير عملية تلقي العروض شركة "ريليفانت سبورتس غروب" (Relevent Sports Group)، التي شارك في تأسيسها ستيفن روس الذي يملك نادي "ميامي دولفينز" لكرة القدم (Miami Dolphins). وفازت شركة "ريليفانت سبورتس" في فبراير الماضي بحقوق ترويج عقود البث الإعلامي للـ"يوفا" بالولايات المتحدة، متفوقة بذلك على وكالات تسويق أخرى مثل "أوكتاغون" (Octagon) و"آي إم جي" التابعة لوكالة "إنديفور" (Endeavor) بأن وعدت ببيع حقوق البث بحدّ أدنى 250 مليون دولار سنوياً. وتتمتع شركة "ريليفانت سبورتس" بخبرة في ترويج عقود بثّ كرة القدم في الولايات المتحدة. وفي العام الماضي، باعت حقوق بث مباريات "لاليغا"، أهم دوري لكرة القدم في إسبانيا، إلى شركة "إي إس بي إن" مقابل 1.4 مليار دولار على مدى 8 أعوام.