مجموعة مناخية: البنوك لا تستفيد من تمويل صفقات الوقود الأحفوري

أبراج للتبريد تصدر الدخان في محطة "جاينشوالد" (Jaenschwalde) المُدارة باشتعال الفحم لتوليد الكهرباء، والتي تديرها شركة "إي بي باور يوروب إيه إس" (EP Power Europe AS) في بييتز، ألمانيا
أبراج للتبريد تصدر الدخان في محطة "جاينشوالد" (Jaenschwalde) المُدارة باشتعال الفحم لتوليد الكهرباء، والتي تديرها شركة "إي بي باور يوروب إيه إس" (EP Power Europe AS) في بييتز، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحصل البنوك على جزء محدود للغاية فقط من رسوم اكتتاب السندات من شركات الوقود الأحفوري، مما يجعل هذه الصفقات غير مجدية في ظل التأثير البيئي المرتبط بها ومخاطر السمعة، وفقاً لمجموعة من المنظمات غير الربحية التي تركز على المناخ.

بالنسبة إلى 22 بنكاً عالمياً رائداً، تمثل الإيرادات من ترتيب صفقات مبيعات السندات لشركات الفحم والنفط والغاز ما يقدر بنحو 0.01% إلى 0.06% من إجمالي رسوم الاكتتاب في ديون الشركات، حسبما ذكرت حملة "توكسيك بوندز" (Toxic Bonds)، نقلاً عن تحليل لبيانات من شركات من بينها "بلومبرغ إل بي" (Bloomberg LP)، وهي المؤسسة الأم لـ"بلومبرغ نيوز".

قالت أليس ديليمار تانغبوري، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في "بنك أون أور فيوتشر" (Bank on Our Future): "تحتاج شركات الوقود الأحفوري إلى بنوك، لكن البنوك لا تحتاج إلى شركات تعمل بالوقود الأحفوري. الاكتتاب في سندات الفحم والنفط والغاز ليس مصدر دخل وفير بالنسبة إلى البنوك، بل هو وحش مريض، يضع سمعة البنوك ومستقبل كوكبنا على المحك".

تخلص تدريجي وسريع

من أجل أن يتجنب العالم المستويات الكارثية للاحترار، قالت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إنه يجب أن يكون هناك تخلص تدريجي وسريع من عمليات تعدين الفحم. كذلك دعت اللجنة إلى "خفض كبير" في إجمالي استخدام الوقود الأحفوري وتمويله. بشكل منفصل، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه لا ينبغي أن يكون هناك تطوير جديد للفحم أو النفط أو الغاز، اعتباراً من عام 2021 فصاعداً.

منذ اتفاق باريس التاريخي للمناخ في أواخر عام 2015، حصلت بنوك بقيادة "جيه بي مورغان" (.JPMorgan Chase & Co) و"سيتي غروب" (.Citigroup Inc) و"بنك أوف أميركا" (.Bank of America Corp) على رسوم تقدر بنحو 12 مليار دولار من ترتيب مبيعات سندات تقدر بنحو 1.7 تريليون دولار لشركات النفط والغاز والفحم، حسب ما أظهرته البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وفي الفترة نفسها، حصلت هذه البنوك على 69 مليار دولار من الرسوم من ترتيب مبيعات سندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية والعائد المرتفع بالولايات المتحدة.

الأمم المتحدة: استمرار تمويل الوقود الأحفوري ينذر بـ"كارثة مناخية"

انضم ما يقرب من 115 بنكاً، تستحوذ بشكل جماعي على 38% من الأصول العالمية للصناعة، إلى مبادرة تحالف "مصرفيون من أجل انبعاثات كربونية صفرية" (Net-Zero Banking Alliance)، مما يعني أنها التزمت مواءمة مَحافظ الإقراض والاستثمار لديها من أجل تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050. ومع ذلك يمكن للبنوك استبعاد اكتتابها وأنشطة أخرى خارج الميزانية العمومية من هذه الأهداف، وفقًا لتوجيهات هذه المبادرة.

سياسات ضعيفة

قالت ديلماري تانغبوري إنّ السياسات المناخية الضعيفة والثغرات في أهداف خفض الانبعاثات "تسمح للسندات السامة بالتسلل عبر الشبكة"، وهو ما لا ينبغي أن تكون عليه الحال.

وقال التحالف إنه يعتزم جعل الانبعاثات من أنشطة أسواق رأس المال للبنوك جزءاً من متطلباتها المتعلقة بتحديد الأهداف والإفصاح لعام 2030. وأوضح أنه مع ذلك يعتمد هذا على إيجاد أساليب ملائمة يمكن من خلالها تحميل البنوك مسؤولية ما يسمى بتيسير أنشطة الانبعاثات.

تعمل مبادرة "الشراكة للحسابات المالية من أجل الكربون" على نهج واحد، وقد رجح تحالف "مصرفيون من أجل انبعاثات كربونية صفرية" أنها مبادرة لتقديم توصيات لا لوصف المشكلة، بما يتيح تطوير أساليب أخرى.

واتخذ بعض البنوك خطوات استباقية لتنفيذ ما هو أبعد من الإرشادات الحالية التي نص عليها التحالف. فمن جانبها، تدرج بنوك "جيه بي مورغان" و"غولدمان ساكس غروب" (.Goldman Sachs Group Inc) و"تورنتو-دومينيان" (Toronto-Dominion Bank) و"كنيديان إمبريال بنك أوف كوميرس" (Canadian Imperial Bank of Commerce) شركات الاكتتابات التابعة لها ضمن أهدافها الخاصة بالانبعاثات.

في وقت سابق من العام الجاري، استجاب "إتش إس بي سي" (HSBC Holdings Plc) لضغوط من قِبل المساهمين، والتزم البنك تحديث أهداف الوقود الأحفوري لتشمل أنشطة أسواق رأس المال. ومن المقرر أن يُكشف عن الخطة الجديدة للبنك خلال الربع الرابع.