الوقود الروسي المنبوذ أوروبياً يتسرب إلى الشرق الأوسط

واردات المنطقة من المشتقات النفطية الروسية تجاوزت 220 ألف برميل يومياً منذ بداية يوليو

لافتة فوق خط أنابيب الغاز بحقل "شايندينسكوي" للنفط والغاز والتكثيف التابع لشركة "غازبروم"، الذي يُعَدّ المصدر الأساسي لخط غاز "باور أوف سيبيريا" في منطقة لينسك بجمهورية "ساخا"، روسيا
لافتة فوق خط أنابيب الغاز بحقل "شايندينسكوي" للنفط والغاز والتكثيف التابع لشركة "غازبروم"، الذي يُعَدّ المصدر الأساسي لخط غاز "باور أوف سيبيريا" في منطقة لينسك بجمهورية "ساخا"، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صادرات روسيا الضخمة من الديزل ومنتجات الوقود الأخرى التي تتجنبها دول كثيرة في أوروبا سرعان ما تسلك سبيلها نحو وجهة جديدة، الشرق الأوسط.

فمنذ فبراير الماضي ارتفعت التدفقات الروسية بشكل شهريّ إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع بدء الحرب في أوكرانيا. وبلغت في يونيو الماضي 155 ألف برميل يومياً، وفقاً لبيانات "فورتيكسا" (Vortexa) التي جمعتها "بلومبرغ". وفي المقابل تراجعت واردات أوروبا 30% خلال هذه الفترة.

مخزونات أوروبا الضخمة من الديزل قد تنفد سريعاً مع تراجع الإمدادات الروسية

رغم أن شحنات المنتجات البترولية الروسية إلى الشرق الأوسط ليست جديدة، فإنّ التدفقات الأخيرة تبرز تأثير الحرب في تغيير مسار التجارة القائم منذ فترة طويلة، وخلق فرص جديدة للتجار. فقد حظرت الولايات المتحدة بالفعل الوقود الروسي، في الوقت الذي يفرض فيه عديد من الشركات الأوروبية من تلقاء أنفسها العقوبات على موسكو. ومن المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الواردات المنقولة بحراً من روسيا.

جوناثان ليتش، محلل سوق النفط في شركة "تيرنر ميسون" (Turner, Mason)، قال: "عندما نقترب من نهاية العام، قد يزداد تدفق الوقود الروسي، لا سيما الديزل"، مضيفاً أنه من المحتمل أن تؤمّن روسيا شحنات المنتجات البترولية.

معظم واردات الشرق الأوسط من روسيا عبارة عن زيت الوقود، وهي عبارة عن بقايا ناتجة عن عمليات التكرير، وغالباً ما تُستخدم في توليد الطاقة والشحن. وتُظهِر بيانات "فورتيكسا" أن هذه الواردات تشمل أيضاً البنزين ووقود الطائرات والديزل، فضلاً عن المنتجات الأقل شهرة.

وصلت تدفقات المنتجات البترولية الروسية إلى المنطقة الشهر الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ بداية عام 2016 على الأقل، وذهب أكثر من ثلثها إلى مركز تجارة وتخزين النفط في الفجيرة الإماراتية.

حسب كوين ويسلز، محلل منتجات النفط البارز في "إنيرجي أسبكتس" (Energy Aspects): "ليس من السهل تتبع ما يحدث للوقود القادم من روسيا بمجرد تفريغه في الفجيرة، فبعدما يصبح في الخزان يمكن خلطه بزيت آخر، ما يجعل من الصعب تتبع جزيئات النفط الروسية الأصل.

قيود مستقبلية

يرى ويسلز أنه من المحتمل أن تستمر التدفقات الروسية إلى الشرق الأوسط في الوقت الحالي، لكنه رجّح أن تتباطأ في نهاية المطاف بسبب القيود المستقبلية المتعلقة بتأمين الشحن، إذ ستعتمد روسيا بعد ذلك في الغالب على أسطولها الخاص لنقل الشحنات.

تفيد بيانات "فورتيكسا" بأن صادرات الوقود الروسي إلى الشرق الأوسط في طريقها لتخطي الرقم القياسي لشهر يونيو، إذ تجاوزت 220 ألف برميل يومياً في الفترة من 1 إلى 11 يوليو.

مع ذلك فإنها تمثل جزءاً يسيراً من إجمالي صادرات المنتجات النفطية الروسية. كما أنها أبعد ما يكون عن تعويض الانخفاض في واردات أوروبا من روسيا، التي انخفضت بأكثر من نصف مليون برميل يومياً بين شهرَي فبراير ويونيو.

وبينما يعتبر ليتش أنه "بالنظر إلى المستقبل فإن تجارة وقود الديزل غير الخاضعة للعقوبات ستشمل شحنات روسية متجهة إلى منطقة الخليج العربي لتفريغها هناك، ومن ثم تنقل سفينة أخرى الديزل المنتج في الشرق الأوسط إلى أوروبا.. لكن ستكون مناطق رمادية، إذ يُحتمل أن يجري نقل المنتج الروسي نفسه بهذه الآلية".