لماذا لا تهبط أسعار البنزين في المملكة المتحدة مع تراجع النفط؟

مواطن يمون سيارته بالبنزين في محطة "تكساكو" في إسيكس، المملكة المتحدة.
مواطن يمون سيارته بالبنزين في محطة "تكساكو" في إسيكس، المملكة المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إذا سألت أي سائق بريطاني عن ارتفاع أسعار البنزين في البلاد، ربّما سيخبرك أنَّ الأسعار ترتفع دائماً مع صعود النفط، لكن يبدو أنَّها لا تتبعه في الهبوط.

بقدر ما كانت الملاحظة صحيحة، إلا أنَّها تروي نصف القصة فقط. إذ تكمن الحقيقة في أنَّ تكاليف البيع بالتجزئة في مضخات البنزين في المملكة المتحدة هي ببساطة أقل تقلباً من الأسعار المتداولة في أسواق الجملة.

عندما تصعد أسعار البترول بحدة في سوق الجملة- كما حدث في أوائل مارس ومرة أخرى في مايو- فمن غير المرجح أن يشهد سائقو السيارات ارتفاعاً فورياً في الأسعار. في المقابل يشهدون صعوداً بطيئاً، لكنَّه طويل الأمد مع تكيف تجار التجزئة. وهذا ما حدث خلال الأسابيع الماضية مع القفزة الأخيرة في الأسعار.

يكمن السبب الآخر لعدم تمرير ارتفاع الأسعار على الفور في أنَّ أي انخفاض حادّ في الأسعار يمكن أن يستغرق بعض الوقت لغربلته من جديد، في حالة حدوثه.

تراجع سعر خام برنت

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت الآن بنحو 21% منذ قمتها التي حققتها هذا العام، لكن بالكاد ما تزحزحت أسعار البنزين بالتجزئة. يتم تكرير النفط الخام وتحويله إلى بنزين في المصافي النفطية، إلا أنَّ أسعار الوقود بالجملة انخفضت بشكلٍ يفوق الأسعار عند المضخة.

واجه تجار التجزئة للوقود في المملكة المتحدة، وخاصة المتاجر الكبرى، انتقادات لعدم تمرير تخفيضات الأسعار الأخيرة.

هناك بعد عن الحقيقة في هذا؛ فمنذ أن بلغ سعر البنزين الذي بيع بالجملة ذروته في بداية يونيو؛ انخفض بنحو 19 بنساً للتر بحلول 11 يوليو، وفقاً لبيانات صادرة عن "إس آند بي غلوبال إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights) التي جمعتها "بلومبرغ" وتم تعديلها لتشمل الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة. وعلى النقيض من ذلك؛ لم يبلغ سعر التجزئة للبنزين ذروته إلا في أوائل يوليو، وانخفض بنحو 1.2 بنس فقط عن أعلى مستوى له، يوم الإثنين.

نفط

منافسة الأسعار

لكن هذا هو بالتحديد الجانب الآخر لاستغراق تجار التجزئة وقتاً أطول للتكيف مع أحدث ارتفاع للأسعار. لذا فمن المرجح أيضاً أن يستغرق الانخفاض اللاحق بعض الوقت. بالطبع، تنذر بعض المخاطر بارتفاع أسعار الجملة من جديد.

من جهته، أكّد اتحاد التجزئة البريطاني أنَّ أعضاءه يبذلون كل ما في وسعهم.

قالت مجموعة الضغط في بيان: "يدرك تجار التجزئة ضغوط التكلفة التي تواجه سائقي السيارات، وسيبذلون كل ما في وسعهم لتقديم أفضل قيمة مقابل السعر للبنزين والديزل، مع تمرير تخفيضات الأسعار مع انتقالها عبر سلاسل التوريد".

أوضح سايمون روبرتس، الرئيس التنفيذي لـ"جيه سينسبري (J Sainsbury) في مكالمة الأرباح الأسبوع الماضي، أنَّ سلسلة المتاجر الكبرى تعمل بجد لتصبح منافِسة في أسعار البنزين.

لا يعني ذلك أنَّ تجار التجزئة لا يستخدمون الوقود لزيادة أرباحهم. في الأسابيع الـ13 حتى 1 مايو، وصل إجمالي مبيعات البقالة المقارَنة لـ"موريسون" إلى مستوى سلبي- بانخفاض 6.4%- فقد كبح الأشخاص الإنفاق على الغذاء وسط ارتفاع معدلات التضخم. لكن، عند تم تضمين إيرادات الوقود؛ عادت مبيعات المجموعة المماثلة لتصبح إيجابية مرة أخرى، بزيادة 2.5% مقارنةً بالوقت نفسه من العام الماضي.

كما أنَّ ذلك لا يعني أنَّ تجار التجزئة لن يُنتقَدوا عقب إعلان جهة مراقبة مكافحة الاحتكار في البلاد، هيئة المنافسة والأسواق، عن نتائج دراستها العميقة في الخريف.

في هذا الإطار، لاحظت هيئة المنافسة والأسواق ظهور بعض الفجوات بين أسعار الوقود في المناطق الحضرية وأسعار التجزئة، ومما لا شك فيه أنَّها ستراقب عن كثب لمعرفة ما إذا واكبت الأسعار عند المضخة هبوط نظيرتها للجملة.