بنوك "وول ستريت" الكبرى تدرس موقف مبيعات السندات في سوق محفوفة بالمخاطر

مقر "مورغان ستانلي" في نيويورك.
مقر "مورغان ستانلي" في نيويورك. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستكشف بعض أكبر البنوك في "وول ستريت" مبيعات السندات المحتملة، بينما تومض تحذيرات الركود باللون الأحمر، وتزامناً مع موسم الأرباح الذي يجري على قدم وساق.

من المقرر أن يكون ازدهار السندات المصرفية في الربع الجاري عاملاً مُلطفاً، حيث ترتفع التكاليف، وتشهد جداول تمويل كبار المقترضين في السوق تقدماً بالفعل.

في هذا الصدد، أعلن بنك "جيه بي مورغان تشيس أند كو" (JPMorgan Chase & Co)، وبنك "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley) عن أرباح الربع الثاني يوم الخميس الماضي، تلاهما بنك "سيتي غروب" (Citigroup)، وبنك "ويلز فارغو أند كو" (Wells Fargo & Co) يوم الجمعة.

جاءت نتائج ثلاثة من البنوك الأربعة ذات الوزن الثقيل، وهي "جيه بي مورغان"، و"مورغان ستانلي"، و"ويلز فارغو"، دون تقديرات المحللين، ما زاد الضغط بشأن ما إذا كانت ستغامر بدخول السوق أم لا.

أما "سيتي غروب" فكان البنك الوحيد من بين المجموعة الرباعية الذي تجاوزت نتائجه التقديرات، إلا أنه أعلن اعتزامه تعليق عمليات إعادة شراء الأسهم للمساعدة في تلبية قواعد رأس المال الأعلى، وهو قرار اتخذه بالفعل "جيه بي مورغان".

اقرأ أيضاً: متداول سابق في "جيه بي مورغان" يشهد أن قسم تداول الذهب بالبنك خدع السوق

قال أرنولد كاكودا المحلل الائتماني في "بلومبرغ إنتليجنس": "كان هناك الكثير من الإصدارات بالفعل في النصف الأول من هذا العام، لذلك سيكون بالتأكيد بوتيرة أبطأ مما رأيناه؛ وأتوقع أن يُصدِر "جيه بي مورغان" أكثر من "بنك أوف أميركا" (Bank of America) في الأسابيع المقبلة، لأنه كان أبطأ في النصف الأول من العام".

من المتوقع أن يعلن "بنك أوف أميركا عن النتائج غدا الإثنين. كما أشار "كاكودا" أيضاً إلى أن "ويلز فارغو" قد يظل أكثر نشاطاً، حيث يمتلك أكبر قدر من فائض رأس المال مقارنة بالبنوك الكبرى.

علاوةً على ذلك، توقّع المحللان الائتمانيان في "جيه بي مورغان"، كبير كابريهان ونيكيتا دياتلوف في مذكرة بتاريخ 6 يوليو، أن تبيع أكبر البنوك ما بين 14 مليار دولار و16 مليار دولار من السندات الشهر الجاري، وهو أقل بكثير من 19 مليار دولار تقريباً التي كانت ستجعل شهر يوليو رابع أعلى شهر لمبيعات الديون من البنوك الراسخة في "وول ستريت". وتُمثّل البيانات المالية حالياً أكثر من 50% من الإصدارات عالية الجودة، لذا فإن ربعاً أقل من المعتاد من شأنه أن يبطئ إجمالي إصدار الشركات بشكل أكبر.

نظراً لأن سوق السندات تبحث عن بعض الاستقرار في الأسعار وعوائد الخزانة، فمن المرجح أن تظل مبيعات السندات الصيفية ذات الدرجة الاستثمارية، ضعيفة مع استفادة بعض الائتمانات من تقارير الأرباح الأكثر إيجابية، وفقاً لرأي مايكل غامبال من "بلومبرغ". يتطلّب تحقيق توقعات الأسبوع المقبل ما بين 25 مليار دولار و30 مليار دولار بما في ذلك الإصدارات المصرفية، أو 10 مليار دولار إلى 15 مليار دولار بدونها.

يُذكر أن أربعة مقترضين باعوا حوالي 10 مليارات دولار من الديون الجديدة في أسبوع متقلب، مع بيانات التضخم التي هزت الأسواق. وقادت شركة "بيبسيكو" (PepsiCo) الأسبوع الضعيف، حيث أصدرت 2.5 مليار دولار من السندات التي تضمنت شريحة خضراء نادرة. وغابت السوق الأساسية عن التوقعات الأسبوعية، وهو الأسبوع الرابع الذي يعاني من ضعف الأداء خلال الأسابيع الخمسة الماضية. ومع انتهاء نصف شهر يوليو، بلغ حجم التداول 23.65 مليار دولار، أي أقل بكثير من حجم التداول المقدّر عند 80 مليار دولار، والذي من غير المرجح إلى حدّ كبير أن يتم الوصول إليه.

ارتفاع العائد

لا توجد سوى صفقة واحدة ذات عائد مرتفع في التمويل المشترك، والتي ستساعد عائداتها في تمويل شراء شركة الأسقف المعدنية "كورنرستون بيلدينغ براندز" (Cornerstone Building Brands) إلى جانب قرض مع رافعة مالية بقيمة 410 مليون دولار.

ويتمّ تقديم القرض بسعر مخفض قدره 93 سنتاً على الدولار، في حين أن مناقشات التسعير المبكرة للسندات تبلغ 92.4 سنتاً، وهو ما يعادل عائداً قدره 10.5%. ومن المتوقع أن يُختتم كلا الأمرين الأسبوع المقبل.

كما بدأ "بنك أوف أميركا" في البحث عن اهتمام المستثمرين بجزء من حزمة الديون البالغة 15 مليار دولار لدعم شراء شركة "سيتريكس سيستمز" (Citrix Systems) من قبل "فيستا إكويتي بارتنرز" (Vista Equity Partners) و"إليوت إنفستمنت مانجمنت" (Elliott Investment Management)، حيث يقود البنك ذو الإصدار الكبير عملية شراء جماعية للحصول على قرض برافعة مالية بقيمة 7.05 مليار دولار، ومن المحتمل أن يبدأ التسويق المسبق في الأسبوع المقبل.

في غضون ذلك، تحول مستثمرو السندات عالية المخاطر إلى الحذر، حيث سحبوا 652 مليون دولار من الصناديق الأميركية ذات العائد المرتفع، بعد تدفق 889 مليون دولار في الأسبوع السابق. وما يزال اتجاه بنك "باركليز بي إل سي" (Barclays Plc) هبوطياً فيما يتعلّق بفروق الأسعار، ويُقدّر البنك معدلات التخلف عن السداد بنسبة 3.5-4% للسندات ذات العائد المرتفع على مدى الـ 12 شهراً القادمة.