سنغافورة تخطط لتوسيع نطاق قواعد العملات المشفرة

سلطة النقد: الشركات المنهارة ليس لديها تصاريح وفقاً لنظام التراخيص السنغافوري

كابلات شبكة كمبيوتر متصلة بأجهزة الخادم
كابلات شبكة كمبيوتر متصلة بأجهزة الخادم المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توسع سنغافورة لوائح العملات المشفرة لتشمل المزيد من الأنشطة، لتنضم إلى حملة عالمية لتشديد القيود على مخاطرها بعد سلسلة من إخفاقات الشركات التي هزت الصناعة.

قال المدير الإداري رافي مينون رداً على أسئلة بعد إصدار التقرير السنوي للبنك المركزي يوم الثلاثاء إنَّ "سلطة النقد في سنغافورة" تخطط للتشاور بشأن الخطوات المقترحة في سبتمبر أو أكتوبر. وأضاف دون تقديم أي تفاصيل أنَّ القوانين المعدلة قد تشمل مزيداً من التقييد على وصول مستثمري التجزئة إلى العملات المشفَّرة.

متداولو العملات المشفرة ينافسون بعضهم في سوق منهارة

أضاف مينون: "للمضي قدماً، تماشياً مع المنظمين الدوليين، سنقوم أيضاً بتوسيع نطاق اللوائح لتشمل المزيد من الأنشطة... ليتم القبض على اللاعبين الذين يقومون ببعض هذه الأنشطة، ولكن لم يتم القبض عليهم بعد".

ثغرات

كشف انهيار السوق هذا العام عن الثغرات في تنظيم التشفير العالمي، إذ علقت مليارات الدولارات بين مقرضي الأصول الرقمية المفلسين، والدائنين الذين يحاولون استرداد الأموال من صندوق التحوط المنهار "ثري أروز كابيتال" (Three Arrows Capital). تسارعت وتيرة الاضطراب في أوائل مايو، عندما انهار الربط المستهدف لعملة "تيرا دولار" (TerraUSD) المستقرة بالدولار.

"ديجيتال كارانسي غروب" تقاضي "ثري آروز" المفلسة بـ1.2 مليار دولار

عملت العديد من الشركات التي انهارت داخلياً خارج نطاق اللوائح الحالية، وقد سلط فشلها الضوء على ممارسات الأعمال المحفوفة بالمخاطر بالإضافة إلى شبكة الديون التي ربطت العديد من كبار اللاعبين في الصناعة. يتسابق المنظّمون من الولايات المتحدة إلى سنغافورة الآن لسد تلك الثغرات، مع اعترافهم بأنَّ الجهد سيتطلب مزيداً من التنسيق العالمي.

نظام سنغافورة

تدرج "تيرا فورم لابس" (TerraForm Labs)، و"لونا فاونديشن غارد" (Luna Foundation Guard) – الكيانان اللذان يقفان خلف عملة "تيرا دولار" – سنغافورة كمقر رئيسي لهما. وحتى وقت سابق من هذا العام كانت شركة "ثري أروز" لإدارة الأموال مسجلة في المدينة الدولة. ويقع المقر الرئيسي لشركة "فولد" (Vauld)، مقرضة العملات الرقمية، التي تحاول تجنّب الانهيار عن طريق استكشاف فرص البيع، في سنغافورة.

رفض مينون الزعم بأنَّ تلك الشركات تخضع للنطاق التنظيمي لسنغافورة. وقال إنَّه لم يكن لدى أي منها تصاريح بموجب نظام الترخيص السنغافوري لمقدّمي خدمات الأصول الافتراضية. تطبق سنغافورة عملية فحص صارمة لطلبات الحصول على مثل هذه التراخيص، حيث وافقت على 14 شركة فقط من بين 200 شركة سعت للحصول على تصاريح حتى الآن.

أضاف مينون في خطاب للصحافيين أنَّ بعض لاعبي العملات المشفَّرة الذين يعانون من ضغوط، كانوا قد أعلنوا أنَّ مقرهم الرئيسي في سنغافورة، "دون أن يكون لديهم ارتباط كبير باللوائح المتعلقة بالعملات المشفَّرة في سنغافورة".

صندوق تحوط العملات المشفرة "ثري آروز كابيتال" يستنجد بالقانون للحماية من الدائنين

تم توبيخ صندوق "ثري أروز" -الذي كان سابقاً نموذجاً للتفاؤل المطلق بشأن الأصول الافتراضية - من قبل "سلطة النقد في سنغافورة" لتقديمه معلومات كاذبة وتجاوزه الحد الأقصى لأصوله الخاضعة للإدارة. أبلغ صندوق التحوط المختص بالعملات المشفَّرة الجهة المنظمة عن عزمه على وقف نشاط إدارة الأموال اعتباراً من 6 مايو، قبيل انهيار "تيرا دولار".

تم الإعلان عن شجب "سلطة النقد في سنغافورة" بعد أن أمرت محكمة جزر فيرجن البريطانية بتصفية صندوق "ثري أروز".

احتضان حذر

علّقت "فولد" عمليات سحب العملات المشفَّرة، وهي واحدة من عدة شركات عملات مشفَّرة على مستوى العالم التي واجهت المشاكل مع انهيار الرهانات الممولة بالديون. تقدّمت الشركة الأم بطلب إلى محاكم سنغافورة للحصول على تأجيل دفع الديون لتجنّب البيع الإجباري أثناء التفاوض على صفقة بيع لمنافستها "نكسو" (Nexo).

لقد حافظت السلطات السنغافورية مراراً على احتضان حذر لصناعة التشفير، حيث أشاد مينون بإمكانيات تقنية سلاسل الكتل "بلوكتشين" الأساسية للابتكار، مع تشديده على أنَّ مستثمري التجزئة يجب أن يبتعدوا عن الأصول الرقمية.

شددت المدينة الدولة القواعد المتعلقة باستثمارات العملات المشفَّرة، بما في ذلك تضييق الخناق على التسويق والمطالبة بترخيص مزوّدي الأصول الافتراضية محلياً حتى لو كانوا يقومون بأعمال تجارية في الخارج فقط.

أعلن مينون أنَّ "سلطة النقد في سنغافورة" ستعقد ندوة الشهر المقبل لإلقاء مزيد من الضوء على موقفها من تنظيم قطاع التشفير.

وأضاف: "سنحدد كيف ستعمل مناهجنا التنموية والتنظيمية في تناغم لتحقيق رؤية سنغافورة كمركز أصول رقمي مبتكر ومسؤول".