إسبانيا تستعد لنشاط سياحي شبه قياسي رغم التضخم وفوضى السفر

رواد أحد المطاعم على شاطئ بوغاتيل في برشلونة، إسبانيا
رواد أحد المطاعم على شاطئ بوغاتيل في برشلونة، إسبانيا المصدر: أ.ف.ب
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم تكن فوضى المطارات الأوروبية والتضخم المكون من خانتين سبباً لردع تدفق السياح إلى شواطئ إسبانيا المشمسة بمستويات تكاد تكون قياسية.

تسير السياحة، التي تمثل نحو 13% من رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، في طريقها الصحيح للتعافي الكامل قبل عام من المتوقع، وهذا من شأنه تعزيز الآفاق الاقتصادية لدولة عانت من أعمق انكماش في المنطقة عندما تفشى الوباء في عام 2020.

قال كارلوس كويربو، رئيس الخزانة الإسبانية، في مقابلة إن "السياحة تجاوزت أفضل التوقعات، فحتى وقت قريب كان يصعب التفكير في إمكانية عودتنا إلى مستويات 2019". وتابع: "بجانب مراجعة النمو، فإن الأمر المهم هو التوقعات الإيجابية التي نراها".

يعتقد كويربو أن قوة الانتعاش السياحي في أول صيف يأتي دون فرض قيود صحية يمكن أن تعزز توقعات النمو الاقتصادي للعام بأكمله. ومن شأن ذلك أن يساعد في إصلاح الأضرار الناجمة عن ركود السفر في بلد حقق في العام السابق للوباء أكبر عدد من الليالي التي يقضيها الضيوف الدوليون في المنطقة.

بعد توقف لسنتين.. فتح الحدود بين المغرب وإسبانيا للعاملين في سبتة ومليلية

من المرجح أن ينتقل انتعاش إسبانيا إلى كافة أنحاء جنوب أوروبا، حيث تعد السياحة محركاً مهماً للنمو والتوظيف، خاصة في وجهات مثل اليونان والبرتغال.

هذا من شأنه أن يكون مصدراً للأخبار السارة في لحظة قاتمة لاقتصاد القارة، إذ يلوح خطر الركود في الأفق إذا قطعت روسيا إمدادات الغاز.

يشير جنون السياحة في إسبانيا إلى تجاهل السياح في الوقت الراهن لمعدلات التضخم التي تقترب من أعلى مستوياتها منذ أربعة عقود في البلاد.

تعمل مطاعم وفنادق البلاد على توظيف المزيد من الموظفين. كان التوظيف بالفعل عند مستويات ما قبل الوباء في يونيو، وذلك بحسب مجموعة صناعة السياحة "إكسيلتور" (Exceltur)، التي تتوقع أن يدر القطاع دخلاً بقيمة 152 مليار يورو (154 مليار دولار) هذا العام. وهذا الرقم سيطابق تقريباً الرقم القياسي المسجل في عام 2019.

حتى الآن، لم يؤثر إلغاء الرحلات الجوية وإضرابات طواقم الطائرات في جميع أنحاء أوروبا على الطلب أيضاً.

أندية كرة القدم الإسبانية تقلص خسائرها بعد تخفيف قيود كورونا

تعليقاً على الأمر، قال ألبرتو أورتاسون، رئيس قسم التنبؤات الاقتصادية في البنك المركزي الإسباني إن "المشكلات التي واجهتها المطارات وإضرابات شركات الطيران تسببت ببعض الضرر بشكل مؤقت، لكن بشكل عام تشير كافة الاحتمالات إلى أن موسم الصيف سيكون جيداً".

قال أورتاسون إن البيانات مثل حجوزات الطيران والفنادق تشير إلى أن قطاع السياحة قد يكون قريباً من استعادة مستويات ما قبل الوباء هذا العام. وهذا موعد يسبق التوقعات الأصلية للبنك لعام 2023.

يحذر بعض المحللين من أن الطفرة قد تتلاشى بمجرد أن يحد نقص الطاقة وارتفاع التضخم من المدخرات المتراكمة أثناء الوباء. كذلك، انخفضت ثقة المستهلك في أوروبا إلى أدنى مستوياتها القياسية في يونيو.

في الوقت نفسه، قالت ماريا روميرو بايناغوا، كبيرة الاقتصاديين في شركة الاستشارات "إيه في" (Afi) ومقرها مدريد، إن "الرغبة في قضاء إجازة بأي ثمن طغت على الأساسيات الاقتصادية هذا الصيف، وستعاود هذه الأساسيات الظهور مرة أخرى بمجرد انتهاء فصل الصيف وخفض المستهلكين للإنفاق".