المركزي الأوروبي يخالف التوقعات ويرفع الفائدة نصف نقطة

أول زيادة منذ أكثر من عقد وبأعلى وتيرة منذ عام 2000 جاءت أكثر جرأةً من تقديرات السوق

مقر البنك المركزي الأوروبي بجوار نهر الماين في فرانكفورت، ألمانيا
مقر البنك المركزي الأوروبي بجوار نهر الماين في فرانكفورت، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لأول مرّة منذ 11 عاماً، انضم البنك المركزي الأوروبي إلى نادي رفع أسعار الفائدة عبر زيادتها اليوم الخميس بمقدار نصف نقطة مئوية، أي ضعف الزيادة التي أعلن عنها الشهر الماضي، مخالفاً بذلك التوقُّعات في ظل تفاقم معدلات التضخم في منطقة اليورو.

البنك أشار في بيان عقب زيادة الفائدة بأعلى وتيرة منذ عام 2000، إلى أن "المزيد من الرفع لأسعار الفائدة سيكون ملائماً في الاجتماعات القادمة، مع اعتماد نهج اتخاذ القرار كل اجتماع باجتماعه"، ممتنعاً عن التوجيه حول حجم الارتفاعات المستقبلية.

هذه الخطوة تمثّل انحرافاً حاداً عن التوجه الذي التزم به أغلب أعضاء مجلس حكام البنك منذ الإعلان عنه باجتماع تقرير السياسة النقدية في 9 يونيو الماضي، وتدفع البنك المركزي الأوروبي أكثر للتماشي مع التوجه العالمي لزيادة أسعار الفائدة بنسب كبيرة.

كريستين لاغارد، رئيسة المركزي الأوروبي، اعتبرت خلال مؤتمر صحفي بمقر البنك في فرانكفورت بعد إقرار رفع الفائدة 0.5%، أن "ضغوط الأسعار تنتشر عبر المزيد والمزيد من القطاعات، حيث ارتفعت معظم مقاييس التضخم الأساسي بشكل أكبر". متوقعةً أن يظل التضخم مرتفعاً "بشكلٍ غير مرغوب فيه لبعض الوقت".

وفق استبيان أجرته "بلومبرغ"؛ توقَّع أغلب الاقتصاديين أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، بينما توقَّع 4 فقط من أصل 53 اقتصادياً شاركوا في الاستبيان زيادة الفائدة بنصف نقطة مئوية.

كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي
كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي المصدر: بلومبرغ

هل بات رفع "المركزي الأوروبي" لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة ضرورة؟

لكنَّ لاغارد تركت المجال مفتوحاً لتجاوز زيادة الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، خلال كلمة لها في 28 يونيو الماضي، وقبل أيام من صدور بيانات تكشف عن صعود معدل التضخم في منطقة اليورو بنسبة أعلى من التوقُّعات إلى مستوى قياسي تاريخي جديد بلغ 8.6%، بما يفوق أربعة أضعاف معدل 2% الذي يستهدفه البنك.

لاغارد اعتبرت أنَّ "هناك أوضاعاً واضحة تماماً تفيد بأنَّ أسلوب التدرج في ظلها لن يكون ملائماً. فمثلاً، إذا تعيّن علينا مواجهة زيادة في التضخم تهدّد بانفلاته؛ فسنحتاج لسحب سياسة الاحتواء على الفور حتى نقضي على خطر دوامة صعودية تتغذى ذاتياً".

يتأخر البنك المركزي الأوروبي بالفعل عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في رفع تكاليف الاقتراض، كونه يواجه أقوى ارتفاع في الأسعار منذ جيل، وهو الاختلاف الذي دفع باليورو إلى ما دون معدل التكافؤ أمام الدولار للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن مطلع هذا الأسبوع.

"المركزي الأوروبي" يستعد لإطلاق برنامج جديد لشراء السندات.. فما تفاصيله؟

متداولو اليورو يتساءلون إلى أي مدى قد ينخفض دون مستوى دولار واحد

في مقابلة مع "الشرق" مؤخراً، رأى كريستيان شولز، مدير قسم الأبحاث الأوروبية في "سيتي غروب"، أنَّ البنك المركزي الأوروبي "لا يقوم بما يكفي لمنع "الشرذمة" بين أسواق الدين في دول اليورو". معتبراً أنَّ "مخاطر الركود في منطقة اليورو مازالت مرتفعة، ويأتي في مقدّمتها التضخم، الذي يختلف عن التضخم في الولايات المتحدة، كونه ينجم عن عوامل خارجية"، كاضطرابات سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، والأزمة الروسية-الأوكرانية وانعكاسها على واردات الغاز إلى الدول الأوروبية.

أوروبا - عائدات السندات الحكومية 10 سنوات