"فورد" تنوي إلغاء 8000 وظيفة لتمويل تحوّلها إلى السيارات الكهربائية

المقر الرئيسي لشركة "فورد موتور" في ميشيغان، الولايات المتحدة الأميركية
المقر الرئيسي لشركة "فورد موتور" في ميشيغان، الولايات المتحدة الأميركية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعتزم شركة "فورد موتور" إلغاء نحو 8 آلاف وظيفة خلال الأسابيع المقبلة، وسط مساعي الشركة لزيادة الأرباح وتمويل تحوّلها نحو سوق السيارات الكهربائية، حسب أشخاص مطلعين على خططها.

قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، نظراً إلى كون المناقشات داخلية، إنّ خفض الوظائف سيأتي في وحدة "فورد بلو" (Ford Blue) المنشأة حديثاً والمسؤولة عن إنتاج سيارات محركات الاحتراق الداخلي، بالإضافة إلى تخفيضات في فئات أخرى من موظَّفي العمليات ذات الأجور الثابتة في أنحاء الشركة، في حين أن الخطة النهائية لم تحدَّد بعدُ، وقد تتغير تفاصيلها لاحقاً.

هيكلة جديدة

تُعتبر هذه الخطوة أمراً هاماً ضمن خطة الرئيس التنفيذي جيم فارلي لخفض التكاليف بمقدار 3 مليارات دولار بحلول عام 2026، وكان فارلي قال إنه يريد تحويل "فورد بلو" لتكون "محرك الربح والنقدية للمؤسسة بأكملها".

أعاد فارلي هيكلة "فورد" بشكل جذريّ في مارس الماضي، إذ قسّم أجزاء تصنيع السيارات في الشركة إلى قسمين من خلال إنشاء وحدة "موديل إي" (Model e) لتوسيع نطاق أعمال السيارات الكهربائية، فيما تركّز وحدة "فورد بلو" على السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود مثل سيارة "فورد برونكو" الرياضية متعددة الاستخدامات.

اقرأ أيضاً: "فورد" تتوقع انخفاض مبيعاتها بالسوق الأميركية 12% هذا العام

ومن المتوقع أن تكون تخفيضات الوظائف بين صفوف العاملين بأجر ثابت ممن يشغلون مجموعة متنوعة من الوظائف التشغيلية لدى "فورد"، حسب أشخاص مطلعين. وقال هؤلاء إنّ خفض الوظائف من المحتمل أن يأتي على مراحل، لكنه سيبدأ على الأرجح خلال هذا الصيف. يُذكر أن "فورد" توظّف نحو 31 ألف عامل بأجر ثابت في الولايات المتحدة، وهي الموقع الذي يُتوقع أن يحتوي على الجزء الأكبر من التخفيضات.

ماذا قالت "فورد"؟

رفضت "فورد" التعليق على الخفض المحتمل في الوظائف، قائلة إنها تركز على إعادة هيكلة المؤسسة للاستفادة من نمو السيارات الكهربائية. وتعليقاً على الأمر، قال مارك تروبي، كبير مسؤولي التواصل بشركة "فورد" في بيان: "كجزء من هذا الجهد، وضعنا أهدافاً واضحة لخفض هيكل التكاليف لدينا بما يضمن قدرتنا على المنافسة الكاملة مع أكبر الجهات في الصناعة".

من جهته، قال فارلي إنّ خفض عدد الموظفين يُعَدّ أمراً رئيسياً لزيادة الأرباح التي تُستخدم في مجال تطوير السيارة الكهربائية "موستنغ ماك-إي" ونماذج السيارات الهجينة الأخرى في ظل ارتفاع تكاليف السلع وتكاليف الضمان.

وأضاف فارلي في مؤتمر السيارات "ولف ريسيرش" (Wolfe Research) الذي انعقد في فبراير: "لدينا موظفون أكثر من المطلوب". وتابع: "يعتقد فريق الإدارة لدينا بأن وحدتي محركات الاحتراق الداخلي وبطاريات سياراتها الكهربائية لا تحققان أرباحاً كافية".

أداء الشركة

كانت أسهم "فورد" تراجعت بنسبة 39% هذا العام حتى يوم 19 يوليو، في مستوى أداء أسوأ من السوق الأوسع نطاقاً، وسط مخاوف التضخم وأزمات سلاسل التوريد التي تعصف بصناعة السيارات.

في مارس الماضي، رفع فارلي الإنفاق على السيارات الكهربائية إلى 50 مليار دولار، ووضع خطة لتصنيع مليونَي سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات سنوياً بحلول عام 2026، وذلك بعد أن باعت الشركة 27 ألفاً و140 سيارة فقط في الولايات المتحدة العام الماضي. وفي الشهر الماضي ارتفعت مبيعات "فورد" من السيارات الكهربائية بنسبة 76.6% مقارنة بالعام السابق، بعد طرح سيارة البيك آب الكهربائية الجديدة "إف 150 لايتنينغ".

وبهدف التمكن من تمويل طموحات "فورد" الكهربائية، قال فارلي إنه بحاجة إلى عمليات سيارات الشركة التقليدية العاملة بالوقود لكسب مزيد من المال.

وأضاف فارلي في مقابلة خلال مارس مع تليفزيون "بلومبرغ": "تمويل الـ50 مليار دولار هذه (للسيارات الكهربائية) يعتمد بالكامل على الأعمال الرئيسية للسيارات التقليدية لدينا. لهذا السبب أنشأنا مجموعة منفصلة تسمى (فورد بلو) لأننا نريدها أن تكون أكثر ربحية للحصول على هذا التمويل".