تقييم "بايت دانس" مالكة "تيك توك" يهبط لأقل من 300 مليار دولار

شعار "تيك توك" معروض على هاتف ذكي بلندن، المملكة المتحدة.
شعار "تيك توك" معروض على هاتف ذكي بلندن، المملكة المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

جرى تداول أسهم شركة "بايت دانس" في الأسابيع الأخيرة بتقييم أقل من 300 مليار دولار، منخفضاً 25% على الأقل عن تقييمها العام الماضي، بعدما تراجع اهتمام المستثمرين بعملاقة منصات التواصل الاجتماعي مع تجميد طرحها العام الأولي لها خلال الوقت الراهن.

قال أشخاص مطلعون على الصفقات إن المستثمرين اشتروا أسهم أكبر شركة ناشئة في الصين بتقييم منخفض يناهز 275 مليار دولار. وفي حالة واحدة تفاوض مشتري محتمل مع البائع على شراء الأسهم بتقييم يدنو إلى 280 مليار دولار قبل أن ينسحب من عملية الشراء في نهاية المطاف، على حد قول أحد الأشخاص. عرض بعض المستثمرين شراء الأسهم بتقييم متراجع يصل إلى 250 مليار دولار، رغم من أنه ما تزال هناك فجوة كبيرة بين الكثير من المشترين المحتملين والبائعين، كما قال الأشخاص، ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء التحدث عن الصفقات غير المفصح عنها.

يأتي الانخفاض بعد شراء "تايغر غلوبال مانجمنت" (Tiger Global Management) لأسهم إضافية في الشركة العام الماضي، وفق تقييم مدمج بنحو 460 مليار دولار، بحسب وثيقة استثمارية اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز". وتعد "بايت دانس" الشركة الأم لتطبيق الفيديوهات الرائج "تيك توك"، بالإضافة إلى عدة تطبيقات ناجحة في الصين.

تراجع الشهية

يؤكد انخفاض التقييم تدهور المعنويات تجاه عمالقة التكنولوجيا بالصين، ممن يتصارعون مع تراجع الشهية للاستثمار في الأصول التقنية بجميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى إجراءات الحكومة المحلية الصارمة التي نفّرت المستثمرين. هبط التمويل الرأسمالي المغامر في الصين، في حين تراجعت أسهم "تينسنت هولدينغز" و"علي بابا غروب هولدينغ" قرابة 24% و13% على التوالي منذ بداية العام.

من غير المرجح استكمال الاكتتاب العام الأولي لشركة "بايت دانس" -الذي كان في يوم من الأيام أحد أكثر الطروحات الأولية لشركات التكنولوجيا الصينية المنتظرة بشدة- على المدى القريب حتى تستقر الأسواق العالمية.

اقرأ أيضاً: "بايت دانس" تسعى لاقتراض 4 مليارات دولار فيما تخبو جذوة الاكتتاب

اضطرت "بايت دانس"، مثل الكثير من منافسيها، إلى تقليص بعض مشاريعها التوسعية الأكثر مخاطرة في ظل تدقيق بكين المكثف. في يونيو الماضي، أغلقت الشركة استوديو تطوير ألعاب رئيسي، وسمحت لأكثر من 100 موظف بالرحيل، متراجعة عن طموحاتها السابقة في مواجهة "تينسنت" بالقطاع الذي تتخصص الثانية فيه. خلال الشهر الجاري، استقال لويس يانغ، المؤسس المشارك في "ميوزيكال دوت لي"(Musical.ly) وهو التطبيق الذي استحوذت عليه "بايت دانس" في 2017 ودمجته مع "تيك توك"، بعدما ألغت استثمارها الباهظ في الأدوات الرقمية التعليمية.

بيئة قاسية

خلال السنوات العديدة الماضية، دفعت الكثير من الصناديق نحو الاستثمار في شركات التكنولوجيا الخاصة، مراهنة على أنه بمقدورها الاستفادة من التقييمات المتزايدة للشركات الناشئة الجذابة، وسوق الاكتتابات العامة الأولية المزدهرة. لكن تلك الصناديق تكافح الآن في ظل بيئة أكثر قسوة، إذ تشهد أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم انخفاضات، ويبتعد المستثمرون عن أسهم النمو ذات المخاطر الأعلى.

انحسار طفرة أسهم النمو يجعل المستثمرين يتصيدون الصفقات

لم يستجب ممثلو "بايت دانس" لطلبات التعليق. ورفضت متحدثة باسم "تايغر" التعليق.

ظاهرياً، يبدو قطاع شركات الإنترنت في الصين الذي يبلغ قوامه تريليون دولار وكأنه خرج أخيراً من مرحلة قاسية. وتتوقع شركة "آنت غروب" التي يملكها جاك ما، أن يوافق البنك المركزي قريباً على مراجعة طلبها للحصول على رخصة للتحول لمجموعة مالية قابضة ، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر. سُمح مؤخراً بوضع ألعاب الفيديو الجديدة على متاجر التطبيقات. وبعد تحقيق شامل في أمن البيانات، قد تسمح بكين قريباً بعودة تطبيق شركة "ديدي غلوبال" لمشاركة السيارات بعد دفع غرامة فقط.

اقرأ أيضاً: أسهم الصين تتنفس الصعداء وسط أنباء عن قرب نهاية قيود بكين التنظيمية

عرقلة الاستثمار

ما تزال "بايت دانس" من بين أكثر شركات التكنولوجيا ذات المستوى العالمي في البلاد، ومن المتوقع أن تحقق "تيك توك" وحدها عوائد تناهز 12 مليار دولار هذا العام، متفوقة على "سناب" و"تويتر" مجتمعين.

وتواصل "دوين" (Douyin) –وهي النظير المحلي لـ"تيك توك" في الصين- وشركات الخدمات المحلية مثل "توتياو" (Toutiao) قيادة قطاعاتها الخاصة، مقتنصة حصة في السوق من أمثال "تينسنت" و"علي بابا".

"بايت دانس" تُقلّص ذراعها الاستثماري تخوفاً من تشديد بكين القيود

لكن الشركات الناشئة مثل "بايت دانس" تعمل في ظل لوائح جديدة معقدة تعرقل النشاط الاستثماري. وتحكم قواعد كل شيء من اقتصاد المنصات إلى أنواع الترفيه المسموح بها على وسائل التواصل الاجتماعي.

أدى التدقيق في كل جانب من جوانب القطاع إلى تأثير مثبط للاستثمار. وحتى الأموال الأميركية، التي اختفت خلال حملة القمع، لا تظهر أي علامة على العودة. وكان بنك "جيه بي مورغان" من بين مؤسسات وول ستريت التي وصفت الصين -لبعض الوقت- بأنها "وجهة غير قابلة للاستثمار".

مكاسب كبيرة

أظهرت الوثيقة التي اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز"، أن "تايغر غلوبال" بدأت الاستثمار في "بايت دانس" خلال 2018، عندما اشترتها لأول مرة بتقييم ممزوج بنحو 35 مليار دولار. وتعد هذه الصفقة من بين أكبر عشرة فائزين عبر صناديقها الخاصة، مع أكثر من 1.5 مليار دولار من المكاسب المحققة وغير المحققة، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.

تشكل هذه الحصة أيضاً جزءاً من صندوق التحوط التابع لشركة "تايغر غلوبال"، والذي انخفض بنسبة 50% من بداية هذا العام وحتى يونيو الماضي. من بين المستثمرين البارزين الآخرين في "بايت دانس" كل من "كاي كاي آر آند كو"، و"سكويا كابيتال" (Sequoia Capital)، ممن قادا جولة تمويل الشركة في 2020 بتقييم قدره 180 مليار دولار، وفقاً لبيانات "بيتش بوك" (PitchBook).