المراهنون ضد أكبر صندوق نفط متداول بالبورصة يتقهقرون

سحب المستثمرون 1.7 مليار دولار من صناديق الطاقة المتداولة بالبورصة منذ بداية العام

مضخة تستخرج النفط من أحد الآبار النشطة في حقل "سينرجي" بأراضي "لوس سيريتوس" الرطبة في "سيل بيتش"، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
مضخة تستخرج النفط من أحد الآبار النشطة في حقل "سينرجي" بأراضي "لوس سيريتوس" الرطبة في "سيل بيتش"، كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجع مديرو الأموال عن الرهانات ضد أكبر صندوق متداول بالبورصة يركز على أسهم شركات النفط، ما يشير إلى تكهنات بأن سعر الخام وصل إلى أدنى مستوياته للوقت الراهن على الأقل، بعد انخفاضه بحدّة منذ شهر يونيو الماضي.

تراكم البائعون على المكشوف في صندوق "إس بي دي آر" (SPDR) بقيمة 33 مليار دولار، وهو أكبر صندوق متداول بالبورصة يركز على أسهم شركات الطاقة الأميركية ذات رؤوس الأموال الكبيرة، حيث ارتفع جنباً إلى جنب مع سعر النفط. لكن بعد انخفاض الأسعار، وهو ما أدّى لتحقيق أرباح لأولئك الذين يراهنون ضد الصندوق، أغلق المتداولون مراكزهم، الأمر الذي نجم عنه تقلّص عدد الأسهم التي تم بيعها على المكشوف بنسبة 14% خلال الثلاثين يوماً الماضية، وفقاً لبيانات جمعتها "إس 3 بارتنرز" (S3 Partners).

وفقاً لرئيس قسم التحليلات المستقبلية في "إس 3" إيهور دوسانيسكي، فإن البائعين على المكشوف ضد صندوق "إس بي دي آر" المتداول بالبورصة "يعملون بنشاط على تقليص تعرضهم، وربما يترقبون قاع السوق، فيجمّدون بعض رهاناتهم السلبية".

النفط يرتفع وسط إشارات على قوة الطلب وتعطل في الإمدادات

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 20% منذ منتصف يونيو لتصل إلى حوالي 95 دولاراً للبرميل، وسط تكهنات متزايدة بأن الركود الاقتصادي، وعمليات الإغلاق في الصين بسبب تفشي كورونا، وانخفاض القدرة الشرائية لدى المستهلكين بمواجهة أسعار البنزين المرتفعة، قد تضر بالطلب. وسحب المستثمرون 1.7 مليار دولار من صناديق الطاقة المتداولة بالبورصة منذ يناير 2022.

لكن بعض مديري الأموال يعتبرون أن صناديق الاستثمار المتداولة بالبورصة المركزة على النفط تبدو الآن كصفقات مجدية، مستشهدين بسوق النفط والغاز الضيقة من حيث المعروض، والأرباح المرتفعة للمنتجين، والتفاؤل المتزايد بأن أي ركود أميركي سيكون سطحياً. وانخفض مؤشر صندوق "إس بي دي آر" بأكثر من 20% من ذروته في يونيو.

برأي أنيكيت أولال، رئيس قسم البيانات والتحليلات في "سي إف آر إيه ريسيرش" (CFRA Research)، أن "المستثمرين كانوا يجنون الأرباح، لكن بالنسبة لبعضهم كانت هناك مخاوف بشأن نمو اقتصادي ضعيف. وفيما تزداد الصورة وضوحاً حول إعادة فتح سوق الصين ووتيرة نمو الاقتصاد العالمي، سيكون لدى المستثمرين المزيد من الدعم لأسعار الصناديق المتداولة بالبورصة في مجال النفط والطاقة".

لكن لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين، ما يؤدي إلى بعض الرهانات المتباينة للغاية بشأن أسعار النفط العالمية.

صندوق بـ85 مليار دولار يراهن على الأسهم الهندية وسط مخاطر الركود

هل تفكّر في البيع على المكشوف؟.. أعِدِ التفكير

بدوره، يقول إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع الأساسية في "سيتي غروب" (Citigroup)، إن التباطؤ الاقتصادي العالمي، والنمو القوي للمعروض من النفط، يعني أن أسعار الخام تتجه نحو 50 دولاراً للبرميل بمرور الوقت، أكثر منها باتجاه 150 دولاراً، في ظل غياب تدخلات المنتجين. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، أفصح محللو "جي بي مورغان" أن النفط قد يصل إلى 380 دولاراً للبرميل إذا دفعت العقوبات الأميركية والأوروبية بشأن الحرب الأوكرانية روسيا إلى تنفيذ تخفيضات انتقامية في الإنتاج.

مع استمرار تداول النفط الخام حول 100 دولار، تبدو صناديق الاستثمار المتداولة بالبورصة التي تركز على النفط بمثابة رهانات جيدة، كما أشار مارك ستويكل، الرئيس التنفيذي لصناديق "آدامز" (Adams) للموارد الطبيعية. مُضيفاً أنه "عند سعر 90 دولاراً للبرميل، فإن شركات الطاقة تطبع النقود، ومن المستحيل العثور على قطاع بتدفقات نقدية أعلى". واعتبر أن "التدفق الكبير خارج هذه الصناديق هو مثال ممتاز يُظهر أن الناس لم يكونوا مستثمرين بل متداولين".