ماذا ستكشف نتائج شركات بريطانيا عن حالة اقتصاد البلاد؟

إحدى المشاة تستخدم مظلة لحماية نفسها من أشعة الشمس، في كناري وارف، خلال موجة حارة في لندن، المملكة المتحدة.
إحدى المشاة تستخدم مظلة لحماية نفسها من أشعة الشمس، في كناري وارف، خلال موجة حارة في لندن، المملكة المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ستقدم نحو ثلثي الشركات الكبرى في المملكة المتحدة تحديثاً للسوق خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، مع استحقاق موسم الأرباح نصف السنوية. وبينما سيدقق المتخصصون في حي "سكوير مايل" التجاري والمالي في لندن بتفاصيل نتائج الربع الثاني، من المرجح أيضاً أن تُلقِي التقارير الضوء على مواضيع أوسع تُؤثّر على الاقتصاد بأكمله، بدءاً من أزمة الطاقة، مروراً بزيادة تكلفة المعيشة، وصولاً إلى ارتفاع أسعار الفائدة والتهديد بحدوث ركود اقتصادي.

اقرأ أيضاً: الشركات البريطانية تقول إن النمو الاقتصادي تباطأ بشدة في يوليو

إليكم خمسة أشياء ينبغي ترقبها:

فوضى السفر وشركات الطيران

بالنسبة لبعض شركات الطيران، قد تكون فوضى السفر في الصيف نعمة أيضاً مع بدء تعافي القطاع بعد عامين من النتائج الباهتة. وأدى انخفاض العرض وسط نقص الموظفين -إلى جانب زيادة الطلب مع انتهاء قيود كورونا- إلى ارتفاع أسعار التذاكر.

تُعدّ شركة "رايان اير هولدينغز" (Ryanair Holdings)، التي تعلن عن أرباحها يوم الإثنين، من بين الشركات التي تجنّبت الإلغاءات الجماعية، حيث تجاوزت الناقلة الأيرلندية الاقتصادية التقديرات في ستة من أرباعها المالية العشر الأخيرة. كذلك من المُقرّر أن تُقدّم شركة "إيزي جت" (EasyJet) تقريرها بعد يوم واحد. كما ستكشف مجموعة "إنترناشونال كونسوليديتد إيرلاينز" (International Consolidated Airlines Group) المالكة للخطوط الجوية البريطانية، وشركة "إير فرانس-كيه إل إم" (Air France-KLM) عن أدائهما في نهاية الأسبوع.

اقرأ أيضاً: "رايان اير" تتكبد خسائر بـ1.1 مليار دولار مع تفاقم أزمة "كورونا"

لكن قد يكون هناك بعض الاضطرابات؛ حيث قدّرت منصة بيانات صناعة السفر "أو إيه جي" (OAG) مؤخراً أن الحدود القصوى لأعداد الركاب في مطار لندن هيثرو يمكن أن تؤدي إلى خسائر تصل إلى 550 مليون دولار.

شركات الطاقة والأزمة

أعطى الارتفاع الكبير في أسعار النفط والغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا شركات الطاقة الكبرى دفعة تاريخية. ومن المتوقع أن تُسجِّل شركة "شل" (Shell) أكبر أرباح لها منذ عام 2008 في 28 يوليو، مع توقع أن تكشف "بي بي" (BP) أيضاً عن أرباح وفيرة في 2 أغسطس.

اقرأ أيضاً: "بريتش بتروليوم" تدرس بيع حصتها في "روسنفت" لشركائها الروس

هذا وتُقدّم شركة "سينتريكا" (Centrica)، مالكة شركة "بريتيش غاز" (British Gas)، تقاريرها في نفس يوم شركة "بي بي". وقد تُثير أرباحها تذمراً سياسياً، لكن مع فرض ضريبة الأرباح غير المتوقعة بالفعل من قبل حكومة المملكة المتحدة، فإن خيارات الوزراء بهذا الشأن محدودة.

فضلاً عن ذلك، من المتوقع أن تعلن شركة التعدين "غلينكور" (Glencore) المدرجة في لندن عن زيادة مبيعات الفحم في 29 يوليو، في ظل أزمة الطاقة العالمية التي أدّت إلى زيادة الطلب على الوقود شديد التلوث.

التجزئة والتضخم

أجبرت أزمة تكلفة المعيشة الأقسى منذ عقود الناس في المملكة المتحدة على تشديد قيودهم المالية. وسيأتي أوضح مؤشر على التأثير على تجار التجزئة من شركة "نيكست" (Next)، وذلك عندما تعلن عن أرباحها في 4 أغسطس. ووفقاً لمحلل "دويتشه بنك" (Deutsche Bank) آدم كوكرين، فإن القطاع يواجه أوقاتاً غير مستقرة؛ "كما هو الحال في مشاهد الرسوم المتحركة، نعتقد أن توقعات أرباح 2023 معلقة فوق حافة منحدر".

في الوقت نفسه، دخلت شركة "مارس" (Mars) وشركة "كرافت هاينز" (Kraft Heinz) في نزاع مع محلات السوبر ماركت بسبب ارتفاع الأسعار، حيث تعمد المتاجر أيضاً إلى تقويض الموردين من خلال منتجاتهم الخاصة الأرخص سعراً. وستُقدّم الشركتان المنافستان في مجال السلع الاستهلاكية "يونيليفر" (Unilever) و"ريكيت بنكيزر" (Reckitt Benckiser) تحديثهما في الأسبوع الأخير من يوليو.

اقرأ أيضاً: "يونيليفر" تدرس زيادة قيمة عرض استحواذها على وحدة تابعة لـ"غلاكسو"

تبحث تينكي فريكي، رئيسة أبحاث الأسهم البريطانية في شركة وافرتون إنفستمنت" (Waverton Investment)، عن أي مؤشر على أن المتسوقين بدؤوا "يلجؤون" إلى الأغذية منخفضة الأسعار. حيث تُظهر بيانات "كانتار" (Kantar) أن مبيعات السلع ذات العلامات التجارية انخفضت بنسبة 2.4% في 12 أسبوعاً حتى 10 يوليو، بينما ارتفعت مبيعات العلامات التجارية الخاصة بنسبة 4.1%.

وستُصدِر شركة "هاليوم" (Haleon)، عملاق السلع الاستهلاكية الجديد التابع لمؤشر "بورصة فاينانشيال تايمز" (FTSE) والتي تبلغ قيمتها 30 مليار جنيه إسترليني، تحديثها الأول في 27 يوليو بعد انفصالها عن شركة الأدوية العملاقة "جي إس كيه" (GSK). كما ستُقدّم شركتا "بي تي" (BT) و"فودافون" (Vodafone) تقريريهما في 28 يوليو و25 يوليو على التوالي، لتسليط الضوء على ما إذا كانت العائلات التي تعاني من ضغوط شديدة تحاول تخفيض فواتير الاتصالات الخاصة بها.

البنوك وشركات التأمين وأسعار الفائدة

قد يكون ارتفاع أسعار الفائدة بمثابة أنباء طيبة للبنوك. وستستهل "مجموعة لويدز المصرفية" (Lloyds Banking Group) إصدار تقارير النتائج في 27 يوليو، في حين ستكشف مجموعة "ناتوست" (NatWest Group) عن نتائجها نصف السنوية بعد يومين (29 يوليو).

اقرأ أيضاً: "لويدز" المصرفية تستأنف توزيعات الأرباح مع تراجع المخصصات

لكن مع تفكير بنك إنجلترا في زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في أغسطس، فإن البنوك التجارية، لاسيما المعتمدة على قطاع التجزئة، معرضة للتباطؤ في نشاطها. حيث قال غاري غرينوود، المحلل في شركة "شور كابيتال" (Shore Capital) في مذكرة، إن هوامش الرهن العقاري للبنوك البريطانية تقلّصت، وقد تتباطأ أسواق الائتمان الاستهلاكي أيضاً مع الاقتصاد.

يُذكر أن البنوك التي لديها عمليات تداول كبيرة نسبياً، مثل "باركليز بي إل سي" (Barclays Plc)، تأمل أن تتمتع بازدهار مماثل في الإيرادات مثل الشركات المالية العملاقة في وول ستريت، والتي استفادت من التقلبات في الأسواق. وسيقدّم "باركليز" تقريره في 28 يوليو.

اقرأ أيضاً: "باركليز" يخسر 100 مليون دولار بعد فشل صفقة استحواذ

كما تواجه شركات التأمين ضغوطاً تضخمية خاصة بها تتثمل بالمطالبات؛ حيث أشارت كل من مجموعة "دايركت لاين إنشورانس" (Direct Line Insurance Group) و"أدميرال غروب" (Admiral Group) إلى أن الأرباح ستنخفض عند تقديم تقريريهما في 2 أغسطس و10 أغسطس على التوالي.

وكتب قمران حسين، المحلل في "جيه بي مورغان" (JP Morgan) في مذكرة: "من المرجح أن تجعل قضايا سلسلة التوريد والتضخم الاقتصادي الأوسع من الصعب خفض مستويات تضخم المطالبات على المدى القريب". وتم بالفعل تمرير التكاليف إلى العملاء، وفقاً لاتحاد الأعمال الصغيرة، الذي قال إن 60% من الشركات الصغيرة شهدت ارتفاعاً في أقساط التأمين.

السيارات وسلاسل التوريد

ألحقت اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، الناجمة عن عمليات إغلاق كورونا والتي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، خسائر فادحة في قطاع السيارات. ووسط النقص المستمر في أشباه الموصلات، ستراقب شركات صناعة السيارات عن كثب بحثاً عن إشارات تدل على أن سلاسل التوريد تشهد انفراجاً. ومن جانبها، ستُصدر مجموعة "مرسيدس بنز" (Mercedes-Benz Group) و"فورد موتور" (Ford Motor) تقريريهما في 27 يوليو، بينما ستُقدّم "ستيلانتس" (Stellantis) و"فولكس واجن" (Volkswagen) تحديثهما للأسواق في اليوم التالي. ورغم أنهما غير مدرجتين في المملكة المتحدة، إلا أنه يمكن لتقريريهما أن يُقدّما تحديثات مهمة حول كل من مشكلات العرض والطلب في قطاع السيارات بظلّ قفزة تكلفة المعيشة.