ديون إمبراطورية الأعمال الفلبينية "أودينا" تحت المجهر بعد تخلفها عن السداد

أكبر بنك في الفلبين يقول إن الشركة أخفقت في دفع 4 ملايين دولار من الديون المتعلقة باتفاق استئجار المطار

دينيس أوي
دينيس أوي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يثير الخلاف حول سداد ديون بقيمة 4 ملايين دولار فقط مرتبطة بتكتل فلبيني مخاوف أوسع بشأن الاقتراض السريع للمجموعة في السنوات الأخيرة، وذلك على غرار التهديدات المتزايدة للاقتصاد العالمي التي أدت إلى زيادة مخاطر عدم السداد.

بنى دينيس أوي، وهو تاجر نفط من مدينة "دافاو" الجنوبية الذي يعتبر الرئيس السابق، رودريغو دوتيرتي صديقاً لعائلته، إمبراطورية تجارية تشمل النفط، والشحن، والكازينوهات، والاتصالات؛ حيث مُوِّل هذا التوسع السريع عن طريق الاقتراض الذي أصبح الآن في دائرة الضوء.

تلقت وحدة من شركته القابضة "أودينا" (Udenna) إخطاراً بالتخلف عن السداد الأسبوع الماضي من البنوك بعد أن أصبح التزام الشركة بمبلغ 4 ملايين دولار مستحق الدفع لهيئة المطار في كلارك، شمال غرب مانيلا. وتمتلك الهيئة الأرض التي يقوم "أوي" بتطويرها كمنطقة تجارية بموجب عقد إيجار طويل الأجل.

في حين قالت شركة "أودينا"، يوم الإثنين، إن الأمر تم تسويته، فإن أضواء التحذير تومض وتُشير إلى مخاطر أوسع في البلاد. وبالرغم من أن الفلبين لا تزال واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في آسيا، إلا أنّ التضخم الأسرع منذ عام 2018، وارتفاع أسعار الفائدة، وضعف العملة يُهدِّد انتعاشها بعد الجائحة.

اقرأ أيضاً: نقص السكر يضرب الفلبين مع تفاقم أزمة أسعار الغذاء

يتحدّث دينيس أوي، رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة "فينيكس بتروليوم هولدينغز"، خلال مناقشة المائدة المستديرة لبلومبرغ في مانيلا، الفلبين، يوم الإثنين، 5 مارس 2018
يتحدّث دينيس أوي، رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة "فينيكس بتروليوم هولدينغز"، خلال مناقشة المائدة المستديرة لبلومبرغ في مانيلا، الفلبين، يوم الإثنين، 5 مارس 2018 المصدر: بلومبرغ

يُظهر مقياس مخاطر الإفلاس، المعروف باسم درجة "ألتمان" القياسية (Altman-Z score)، لثلاث شركات مملوكة لرجل الأعمال مخاطر أكبر من متوسط ​​"مؤشر إم إس سي أي الفلبين" (MSCI Philippines Index)، وهو بالفعل الأسوأ في جنوب شرق آسيا، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

ولدى شركة الاتصالات "ديتو سي إم إي هولدينغز" (Dito CME Holdings) قراءة بنحو -0.94 درجة، مقارنة مع متوسط ​​2.15 درجة للشركات في "مؤشر إم إس سي أي الفلبين". حيث تُشير الدرجة 1.8 أو أقل إلى مخاطر الإفلاس، بينما يشير الرقم الأعلى من 3 إلى الارتكاز على أساس سليم.

تقع شركة الشحن "تشيلسي لوجيستيكس أند إنفراستراكتشر" (Chelsea Logistics & Infrastructure Holdings) عند درجة -0.52، بينما يقع مشروع كازينو "بي إتش ريزورتس غروب هولدينغز" (PH Resorts Group Holdings) عند -0.35، أما شركة "فينيكس بتروليوم فيلبينز" (Phoenix Petroleum Philippines) فهي الأقوى عند 1.87 درجة.

اقرأ أيضاً: "جيه بي مورغان": ضغوط مالية في انتظار الفائز بانتخابات الفلبين

قال أسترو ديل كاستيلو، المدير الإداري في شركة "فيرست غريد فايننس" (First Grade Finance): "على الرغم من أنه من الجيد معرفة أنه تم حل مسألة إشعار التخلف عن السداد، إلا أنه من السابق لأوانه القول إن أوي تجاوز المرحلة الصعبة بالفعل. حيث ستؤدي مسألة ديونه إلى إبعاد بعض المستثمرين، إذ سيستغرق حل المسألة بعض الوقت، وهي تُعالج في وقت يسوده عدم اليقين الاقتصادي. وقد يكون هناك آخرون في نفس المركب منذ أن ساءت بيئة الأعمال التجارية لكنه الآن في بؤرة الأحداث".

ينحدر "أوي" من دافاو ديل سور، وهي نفس المقاطعة في جزيرة مينداناو الجنوبية التي ينحدر منها الرئيس السابق، وكان أحد المتبرعين لحملة الزعيم. وأطلق فورة من الصفقات بعد انتخاب "دوتيرتي" في عام 2016، حيث اشترى حصة في شركة الخدمات اللوجستية "2غو غروب" (2GO Group) ودمج أعمال الشحن الخاصة به في "تشيلسي لوجيستيكس".

قال "أوي" في مقابلة مع "بلومبرغ" عام 2017: "نحن مندفعون لتوسيع أعمالنا لأننا نؤمن بأجندة الرئيس الاقتصادية"، حيث شرع "دوتيرتي" في خطة بنية تحتية واسعة النطاق.

اقرأ أيضاً: الفلبين لا تقوى على تحمل تكلفة العودة للماضي

مع هذا النمو السريع تزايدت الديون، حيث شهدت "أودينا" ووحداتها ارتفاع التزاماتها بأكثر من الضعف على مدى ثلاث سنوات، وبلغت 254 مليار بيزو (4.6 مليار دولار) في نهاية عام 2020، وفقاً لأحدث الإفصاحات المتاحة.

هناك العديد من مجموعات الشركات في الفلبين التي لديها أعباء ديون أكبر، حيث وضع هذا الرقم "أودينا" بين الشركات المدرجة العشرين الأكبر من حيث المستحقات المطلوبة في ذلك العام، وأثارت وتيرة التوسع في الالتزامات في إمبراطورية "أوي" المخاوف.

لم يتم الرد على المكالمات مع المتحدث باسم "أودينا"، ليو فنزويلا، ولم يكن هناك رد فوري على الأسئلة المرسلة عبر البريد الإلكتروني حول الوضع المالي للمجموعة. كما لم يتم الرد على مكالمة مع رئيس "أودينا"، مارتي إسكالونا، ولم يكن هناك رد فوري على الرسالة.

في إشعار التخلف عن السداد الذي تلقته "أودينا" في 22 يوليو والموجّه للشركة التابعة لها، "كلارك غلوبال سيتي" (Clark Global City)، قالت البنوك بقيادة "بي دي أو يونيبنك" (BDO Unibank)، أكبر بنك في الفلبين، إن الشركة أخفقت في دفع 4 ملايين دولار من الديون المتعلقة باتفاق استئجار المطار. وذكرت "أودينا" في بيانها، يوم الإثنين، أن الأمر تمت تسويته "بما يُرضي البنك الرئيسي والبنوك المتحالفة".

يشمل دائنو "أودينا" ووحداتها "بي دي أو"، و"تشاينا بانكينغ"، و"فلبين ناشونال بنك"، و"بنك أوف تشاينا"، بالإضافة إلى البنوك الحكومية "لاند بنك أوف فيليبينز"، و"ديفلوبمنت بنك أوف ذا فيليبينز"، وفقاً للتقارير السنوية لشركات "أوي".

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن رئيس الفلبين القادم "بونغ بونغ" ماركوس؟

من جانبه، قال محافظ البنك المركزي، فيليبي ميدالا، أمس الثلاثاء، عندما سُئِل عن إخطار "أودينا" بالتخلف عن السداد، إن النظام المصرفي الفلبيني "قوي للغاية مهما حدث، وهناك العديد من الدائنين.. والنقطة المهمة هي أن هناك قواعد ومن الأفضل اتباع تلك القواعد من قبل الجميع".