انتشار غير متوازن للألم الاقتصادي في روسيا مع تلاشي صدمة العقوبات

البنك المركزي الروسي في موسكو
البنك المركزي الروسي في موسكو المصور: أندريه روداكوف / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصل الاقتصاد الروسي تراجعه في يونيو، لكنه لم يأخذ منعطفاً نحو الأسوأ، إذ أكدت بيانات حديثة حالة انعدام اليقين بشأن تأثير العقوبات في المدى الطويل.

وثيقة رسمية: اقتصاد روسيا قد ينكمش 12.4% في 2022

قالت اللجنة الحكومية للإحصاء في روسيا يوم الأربعاء إن الإنتاج الصناعي في البلاد انخفض بنسبة 1.8% في يونيو مقارنة بالعام السابق، وهو انخفاض أقل مما توقعه المحللون. وتراجعت مبيعات التجزئة بمعدل 9.6% سنوياً، وهو أقل انخفاض منذ مارس، أي بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في عقوبات اقتصادية أميركية وأوروبية غير مسبوقة.

في الوقت نفسه، شهدت شحنات البضائع، وهي مؤشر رئيسي للنشاط الاقتصادي، انخفاضاً أكبر من المتوقع في يونيو، حيث انخفضت بنسبة 5.8% عن نفس الشهر من العام السابق، وأكثر من ضعف الانخفاض الذي شهدته في شهر مايو الماضي. وتراجعت تجارة الجملة أيضاً بنسبة تزيد عن 18%، بينما بقي ثابتاً نشاط قطاع البناء، الذي ظل لفترة طويلة محركاً للنمو.

تسلط الصورة المختلطة الضوء على صعوبة التنبؤ، حيث تنتشر آثار القيود الشاملة المفروضة على الواردات والتكنولوجيا عبر الاقتصاد. وفي ظل ارتفاع أسعار صادرات الطاقة والسلع الأساسية الأخرى، خفض خبراء الاقتصاد توقعاتهم للانكماش هذا العام، لكنهم حذروا من أن الركود قد يستمر لفترة أطول حتى عام 2023.

قدم صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع توقعات أفضل لهذا العام، حيث توقع انكماشاً نسبته 6%، مقارنة مع 8% في توقعاته السابقة. وقال إن صادرات النفط الخام والصادرات غير المتعلقة بالطاقة كان "أداؤها أفضل من المتوقع"، كما أن الاستهلاك المحلي كان "قوياً" رغم العقوبات.

ما تقوله بلومبرغ إيكونوميكس "الروبل القوي يعزز ثقة المستهلك، التي تشير الاستطلاعات إلى أنها في أعلى مستوياتها بعد كوفيد. بخلاف ذلك، فإن استمرار خروج المنافسين الأجانب يثير توقعات بزيادة قوة الشركات المحلية في السوق وبالتالي تحقيق الأرباح. نتوقع أن يثبت الاقتصاد الروسي أنه أكثر مرونة على المدى القصير، وأن ينكمش بنسبة 3.5% فقط في عام 2022 ". - الاقتصادي المختص بروسيا أليكس إيزاكوف

انتعاش الثقة

تظهر الاستطلاعات أن ثقة المستهلكين وقطاع الأعمال قد انتعشت في الأشهر الأخيرة، بدعم من انتعاش الروبل والتخفيضات الحادة في أسعار الفائدة التي أجراها البنك المركزي الروسي. وقد خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي خلال الأسبوع الماضي دون مستوى ما قبل الغزو.

اقرأ أيضاً: روسيا تخفض أسعار الفائدة إلى مستويات ما قبل الحرب

قال ديمتري بوليفوي، الاقتصادي في شركة "لوكو إنفيست" (Locko-Invest): "إننا نلاحظ بعض الاستقرار بسبب قوة الروبل وانخفاض الأسعار وخفض أسعار الفائدة واستقرار سوق العمل، لكن حتى يتحقق الانتعاش المستدام، يجب أن تنمو الدخول والإقراض، وهنا لا نرى سوى العلامات الأولى لبعض الانتعاش الضعيف".

أظهرت بيانات أخرى صدرت يوم الأربعاء:

  • انخفاض الدخل الحقيقي القابل للإنفاق بنسبة 0.8% في النصف الأول.
  • تراجع الأجور الحقيقية بنسبة 6.1% في مايو.
  • انخفاض أسعار المستهلك بنسبة 0.08% للأسبوع الثالث على التوالي من الانكماش.
  • استقرار معدل البطالة عند 3.9% في يونيو.