هل تستجيب السعودية لمناشدة ماكرون وبايدن بزيادة إنتاج النفط؟

محمد بن سلمان وإيمانويل ماكرون في باريس، 28 يوليو.
محمد بن سلمان وإيمانويل ماكرون في باريس، 28 يوليو. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمساعدة أوروبا على تجنّب الاعتماد على النفط والغاز الروسي، خلال مأدبة عشاء جمعتهما منفردين بالقصر الرئاسي في باريس يوم الخميس.

شدّد ماكرون خلال الاجتماع على أهمية استمرار التنسيق مع السعودية لتنويع إمدادات الطاقة للدول الأوروبية، حسب البيان الصادر عن مكتب ماكرون، الجمعة، الذي أكّد بشكل كبير على التنسيق بين البلدين.

فمنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، تبحث الدول الأوروبية عن بدائل للنفط والغاز الروسي، كما يستمر ماكرون في التواصل مع قادة الدول المنتجة للنفط لتقديم الدعم اللازم، إذ استقبل مؤخراً الزعيم الإماراتي في باريس خلال زيارة رسمية، كذلك تحدث إلى نظيره الإيراني هاتفياً.

قبل الاجتماع بين ماكرون وولي العهد السعودي، قال مسؤول في مكتب ماكرون إن الرئيس يعتزم مناقشة توقعاته لنتائج الاجتماع المقبل لدول "أوبك"، داعياً المنظمة إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض الأسعار، بينما لم يتوقع أي إعلان أو التزام الآن.

زيادة الإنتاج

قبل العشاء، أعرب مسؤول أميركي رفيع عن تفاؤل واشنطن بإمكانية صدور إعلانات إيجابية بشأن قمة "أوبك+" المقبلة، المقرر عقدها يوم الأربعاء، وقال إن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها من النفط، بينما أشار المسؤول لعدم علمه بأي تنسيق بين الولايات المتحدة الأميركية وماكرون، لكنه أضاف أن للكل مصلحة في زيادة الإنتاج لخفض الأسعار.

مع ذلك، أثار العشاء جدلاً في فرنسا، إذ قدمت منظمتان غير حكوميتين، الخميس، دعاوى قضائية، اتهمتا فيهما ولي العهد بتحمل المسؤولية عن مقتل جمال خاشقجي، الكاتب الصحفي بجريدة "واشنطن بوست"، في 2018، كما انتقدت مقررة الأمم المتحدة السابقة لجرائم القتل خارج نطاق القضاء، والأمين العام الحالي لـ"منظمة العفو الدولية"، أغنيس كالامارد استقبال ماكرون الأمير محمد بن سلمان، في أول جولة أوروبية له منذ مقتل خاشقجي.

اقرأ أيضاً: السعودية تكشف أن إنتاجها من النفط قرب حدّه الأقصى

أكّد أحد مساعدي ماكرون تمسك الرئيس الفرنسي بحقوق الإنسان وتحمّل المسؤولية، لكنه أشار في المقابل إلى ضرورة التحدث مع الزعيم السعودي لمحاولة حل الأزمة الإقليمية.

في وقت سابق من هذا الشهر، سافر الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية واجتمع مع ولي العهد، في تحول كبير بتوجه الرئيس الأميركي، الذي وصف المملكة بأنها "منبوذة" عالمياً بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان. يتزامن ذلك مع تعرض بايدن لضغوط بسبب ارتفاع أسعار الطاقة قبل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة.

ارتفاع النفط

زادت أسعار النفط 30% مقارنة بمستوياتها بداية العام الجاري، وارتفعت أكثر عقب غزو روسيا لأوكرانيا مباشرة.

خلال الشهر الماضي التقطت الكاميرات ماكرون وهو يخبر بايدن أثناء قمة مجموعة الدول السبع الكبرى أن حاكم الإمارات، الشيخ محمد بن زايد أبلغه أن أبوظبي بلغت "الحد الأقصى" من إنتاج النفط، بينما لا يمكن للسعودية سوى زيادة "طفيفة"، وبينما استمرت حالة عدم اليقين، أوضح وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي أن رئيس الإمارات كان يشير إلى حدود الحصص المتفق عليها مع أعضاء "أوبك" الآخرين.

اقرأ أيضاً: اتفاقية وشيكة لتوريد الديزل من الإمارات إلى فرنسا

عزّز ماكرون علاقات فرنسا مع دول الخليج العربي، خاصة في مجال الدفاع، بالتزامن مع هجوم مقاتلي جماعة الحوثي في ​​اليمن على الإمارات والسعودية، واستهداف البنية التحتية للطاقة لديهما، كما تجمع السعودية وفرنسا أيضاً علاقات ثقافية أيضاً، إذ تشارك فرنسا في تطوير منطقة العلا التاريخية، التي يسعى الأمير محمد لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية. وكانت السعودية أيضاً العميل الأول لفرنسا بمبيعات الأسلحة في 2020.

رغم ذلك، لم يتم الإعلان عن صفقة استثمار ثنائية جديدة يوم أمس الجمعة.

تأتي زيارة الأمير السعودي عقب أيام من الاستقبال الحار للشيخ محمد بن زايد في باريس، ورحلة ماكرون إلى السعودية العام الماضي، عندما كان أول مسؤول غربي رفيع يزور الأمير منذ مقتل خاشقجي.

تم تشويه سمعة الأمير محمد بالولايات المتحدة وأوروبا عقب جريمة القتل التي ارتكبها عملاء سعوديون بقنصلية المملكة في إسطنبول. وبينما نفى تورطه في العملية، تحمّل المسؤولية رمزياً باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد.

نفط