"الاقتصاد القديم" ينتصر.. عمالقة النفط يتفوقون على أباطرة التكنولوجيا

"إكسون" خسرت لأول مرة خلال الوباء لكنها أصبحت ثالث أكبر شركة محققة للتدفق النقدي الحر في مؤشر "إس آند بي 500"

معمل تكرير إيسو فولي، الذي تقوم بتشغيله شركة إكسون موبيل، في مدينة فولي بالمملكة المتحدة
معمل تكرير إيسو فولي، الذي تقوم بتشغيله شركة إكسون موبيل، في مدينة فولي بالمملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجاوزت التدفقات النقدية الحرة لدى شركة " إكسون موبيل" (Exxon Mobil Corp) تلك الخاصة بـ "ألفابيت" (Alphabet Inc) لأول مرة منذ عام 2018، ما يثبت عودة عملاقة النفط إلى مصاف الشركات الكبرى بعد عام واحد فقط من معاناتها بسبب أكبر حركة اضطرابات للمساهمين الناشطين في تاريخ الشركة.

أصبحت "إكسون"، التي خسرت أموالاً لأول مرة في تاريخها خلال الوباء، ثالث أكبر شركة محققة للتدفق النقدي الحر في مؤشر "إس آند بي 500" بعد شركة " أبل" و"مايكروسوفت" (Microsoft Corp) فقط، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

في علامة أخرى على عودة انتعاش النفط، قفزت شركة " شيفرون" (Chevron Corp) في التصنيف مع تحقيق تدفق نقدي فاجأ المحللين الذين كانوا يتوقعون بالفعل أن تسجل أداءً قياسياً على أساس فصلي.

ما يحدث، اتجاه يسميه جيف كوري كبير استراتيجيي السلع في "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs Group Inc) "انتصار الاقتصاد القديم".

رغم تسارعه بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن بذور انتعاش الطاقة الحالي تمت زراعتها عبر تفضيل المستثمرين لأسهم التكنولوجيا على السلع خلال العقد الماضي، كما يقول "كوري"، ما أدى إلى ضخ استثمارات ضعيفة في أصول الطاقة الصلبة مثل المناجم وحقول النفط ومعامل التكرير.

اقرأ أيضا: "شل" تتوقع مكاسب إضافية بمليار دولار من نشاط التكرير بسبب طفرة النفط

في حين يشعر المستهلكون بوطأة أسعار الوقود المرتفعة، فإن شركات استكشاف النفط – خاصة التي منحت النفط الخام والغاز الطبيعي الأولوية على مصادر الطاقة المتجددة- هي الأفضل لتحقيق الاستفادة.

قال مات مورفي المحلل في شركة "تيودور بيكرينغ هولت آند كو" (Tudor Pickering Holt & Co)، ومقرها في كالغاري:"أظهرت إكسون وشيفرون مثالاً جيداً على حجم عائدات المساهمين التي يمكن تحقيقها عند 100 دولار للبرميل من النفط.. سوف تعمل العائدات على جذب المستثمرين الذين يبحثون عن بعض العائد في حين نتجه بعمق إلى بيئة تتسم بالركود".

أفاد المسؤولون التنفيذيون في كلتا الشركتين بأنهم لا يرون الكثير من الأدلة على تدمير الطلب على الوقود حتى مع تصاعد مخاوف الركود.

ذكر دارين وودز الرئيس التنفيذي لـ"إكسون" خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين: "لن أخبركم أننا نرى شيئاً أود قوله، نحن في وضع ركود أو قريب من الركود".

أعلنت كل من " إكسون" و"شيفرون" و"شل" (Shell Plc) و"توتال إنرجيز" (TotalEnergies SE)، خلال الأسبوع الماضي، عن تسجيل أرباح قياسية.

وسّعت جميع الشركات عمليات إعادة شراء الأسهم باستثناء "إكسون"، التي ضاعفت عمليات إعادة الشراء ثلاث مرات في وقت سابق من العام.

اقرأ أيضا: بسبب نقص الإمدادات.. "أبل" تتوقع انخفاض مبيعاتها بقيمة 8 مليار دولار في الربع المُقبل

يمثل ما يحدث انعكاساً صارخاً عن معظم العقد الماضي عندما تعرض قطاع الطاقة لضغوط بسبب التركيز على المشاريع العملاقة والأداء المالي المحزن، والفشل في دفع تحول الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري.

ربما تكون "إكسون" أفضل مثال على إحداث التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري. قبل عام واحد، ألحق أكبر مستثمريها الثلاثة بمجلس الإدارة هزيمة مدمرة، وذلك بانتخاب ثلاثة مديرين جدد بعد حملة ناشطة قاسية من قبل صندوق التحوط الذي يعرف باسم "المحرك رقم واحد".

بعد ذلك، أبقت عملاقة النفط الأميركية الإنفاق الرأسمالي عند مستويات منخفضة تاريخياً، وخفضت التكاليف ما جعلها في وضع جيد لجني الفوائد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية. وارتفعت أسهم "إكسون" بنسبة 58% منذ بداية 2022.

قال "وودز" إن خطته لزيادة الإنتاج، التي انتقدها مستثمرون وخبراء البيئة عندما تم الإعلان عنها في عام 2018، تؤتي ثمارها حالياً لأنها أقامت أصولاً مولدة للنقدية. وأضاف: "لقد تعرضت لضغط كبير بسبب هذا، ولانتقادات، لإنفاق هذه الأموال مقدماً.. أعتقد أن هذه كانت الإستراتيجية السليمة".

اقرأ أيضا: تقرير "بي بي" السنوي: العالم يحتضن الوقود الأحفوري مجدّداً بعد جائحة كورونا

بدأ المستثمرون يدركون التطورات، بأن أفضل 10 شركات من حيث الأداء في مؤشر "إس آند بي 500" هي جميع شركات الطاقة، ويمثل القطاع الآن 4.5% من المؤشر، أي أكثر من ضعف وزنه قبل انتشار الوباء.

من بين أسوأ 10 شركات من حيث الأداء، شركات التكنولوجيا الأكثر شهرة سابقاً بما في ذلك "نتفلكس" (Netflix Inc) و "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms Inc).

قال "كوري" عبر تلفزيون "بلومبرغ" الشهر الماضي: "لدينا عوائد قياسية للتدفقات النقدية الحرة عبر الاقتصاد القديم بأكمله.. لقد فضلنا أجهزة أيفون ذات الدورة القصيرة على مناجم النحاس على مدار العقد الماضي وهذا هو النقص الذي وصلنا إليه في نهاية المطاف".