صحفيو "رويترز" في الولايات المتحدة يدخلون إضراباً بسبب عدم توازن زيادة الأجور مع التضخم

شعار شركة تومسون رويترز، نيويورك، الولايات المتحدة
شعار شركة تومسون رويترز، نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يستعد صحفيو شركة "تومسون رويترز" في الولايات المتحدة للدخول في إضراب لمدة يوم، وهو أول إضراب منذ عقود بين موظفي الشركة الإعلامية المنتسبين منذ فترة طويلة إلى نقابات.

يخطط الموظفون لبدء إضراب لمدة 24 ساعة يبدأ عند الساعة 6 صباحاً بتوقيت نيويورك يوم الخميس، بعد أن زعموا أن الشركة لم تتفاوض بشكل عادل بشأن زيادة الأجور، وفقاً لنقابة العاملين في مجال الاتصالات والتواصل "نيوزغيلد" (NewsGuild)، التي تمثل مراسلي "رويترز" والمصورين وصحفيي الفيديو في الولايات المتحدة. وقالت النقابة إن نحو 90% من 300 أو نحو ذلك من صحفيي "رويترز" الذين تمثلهم وافقوا على المشاركة.

ووفقاً للنقابة، اقترحت الوكالة الإخبارية عقداً مدته ثلاث سنوات مع زيادة مضمونة للأجور السنوية بنسبة 1%، وهو ما من شأنه أن يقوّض القدرة الشرائية للموظفين على خلفية التضخم بنسبة 9%. يعتقد أعضاء النقابة أن مديري"رويترز" لا يعملون معهم بحسن نية، وقد قدموا أيضاً شكوى إلى "المجلس الوطني الأميركي لعلاقات العمل". وبذلك ينضم موظفو "رويترز" إلى مجموعة واسعة من العاملين في مجال الإعلام الذين قاوموا مؤخراً ما وصفوه بالمعاملة غير العادلة من قبل أصحاب العمل.

"لوفتهانزا" تواجه إضرابات محتملة من الطيارين لزيادة الأجور

في هذا السياق، قال مراسل شؤون الطاقة تيم ماكلولين، عضو لجنة التفاوض النقابية: "في عام 2020، طُلب منا جميعاً بذل مزيد من الجهد، عندها ارتقى الجميع إلى مستوى الموقف، واعتقدنا - بشكل خاطئ كما اتضح - أننا سنحصل على شيء في المقابل".

من جهتها قالت "رويترز" في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إنها "ملتزمة بشكل تام بإجراء مفاوضات بناءة مع (نيوزغيلد) للتوصل إلى اتفاق. وأضافت الشركة "هذه المحادثات مستمرة وسنواصل العمل مع اللجنة النقابية للتوصل إلى شروط يتفق عليها الطرفان".

إضراب اليوم الواحد

بحسب موقعها على الإنترنت، توظف "رويترز" نحو 2500 صحفي فيما يقرب من 200 مدينة. تمثل النقابة الموظفين في عدة وسائل إعلامية بما في ذلك "واشنطن بوست"، و"بوليتيكو"، و"بلومبرغ إندستري غروب" التابعة لشركة "بلومبرغ إل بي". يذكر أن "بلومبرغ إل بي"، الشركة الأم لـ"بلومبرغ نيوز" تتنافس مع "رويترز" كمزود للأخبار والخدمات المالية.

يأتي إضراب "رويترز" وسط موجة من النشاط والتنظيم المتزايد بين العاملين في مجال الإعلام. في السنوات الأخيرة، وكانت "نيوزغيلد" هي السائدة خلال انتخابات النقابات في صحف مثل "لوس أنجلوس تايمز". كما شنت إضرابات خلال العام الماضي في عدة وسائل إعلامية بما في ذلك "بزفيد"، و"ميامي هيرالد"، وخلال الجمعة السوداء، موقع "وايركاتر" التابع لشركة "نيويورك تايمز" الذي يقدم تقييم للمنتجات.

عمّال الدفاع في "بوينغ" يرفضون العقد ويخططون للإضراب في 1 أغسطس

حدد موظفو "رويترز" موعد إضرابهم يوم الخميس بالتزامن مع إعلان أرباح الربع الثاني للشركة، على أمل زيادة اهتمام الإدارة والعملاء. في حين أن إضرابات اليوم الواحد غالباً ما تؤثر على الصورة العامة للشركات أكثر من نشاطها، قالت النقابة إنها تتوقع أن يؤدي الإضراب إلى تعطيل عمل "رويترز" في جمع الأخبار من خلال إجبار الإدارة على الاعتماد على المراسلين في الخارج أو المحررين لتغطية أحداث اليوم.

خطة طوارئ

قالت "رويترز" في بيانها: "لدينا خطط طوارئ واسعة النطاق من شأنها أن تقلل من هذا الاضطراب في المدى القصير، ونحن على ثقة من أننا سنقدم أعلى جودة من الخدمة لجميع عملائنا".

في مايو، قالت الشركة الإعلامية في تقرير أرباحها للربع الأول إن المبيعات والإيرادات تجاوزت التوقعات، حيث ارتفع إجمالي إيرادات الشركة 6% عن العام السابق، إلى 1.67 مليار دولار. ووفقاً لتقريرها السنوي لعام 2021، يدفع أحد عملاء "رويترز" الرئيسيين مبلغاً إضافياً بشكل تلقائي بسبب زيادة التضخم.

فوفقاً للتقرير السنوي، ستدفع "مجموعة بورصات لندن"، التي اشترت خدمات بيانات من "رويترز" في عام 2019، للشركة الإعلامية ما لا يقل عن 339 مليون دولار سنوياً حتى عام 2048، و"العقد يتطلب تعديلات وفقاً للتغيرات في مؤشر أسعار المستهلكين".

الاتحاد التونسي للشغل يهدد بإضراب عام رفضاً لحزمة إصلاحات اقتصادية

في إعلان أرباح مايو، قال الرئيس التنفيذي لشركة "تومسون رويترز" ستيف هاسكر إن الشركة ستستثمر في أعمالها وموظفيها. لكن أعضاء النقابة، الذين انتهى عقدهم النقابي الأخير في أواخر عام 2020، قالوا إن الشركة لم ترد الجميل للموظفين الذين عززوا نجاحها.

أضاف ماكلولين: "معظم الشركات الإعلامية تمر بوقت عصيب، لكن الأمر لا ينطبق علينا"، مضيفاً أن موقف موظفي "رويترز" يتراوح "من الانزعاج إلى الغضب العارم".

إن زيادة الأجور بنسبة 1% ستشكل انخفاضاً بمقدار 8% في القوة الشرائية، وفقاً لهايدي شيرهولز، رئيسة "معهد السياسة الاقتصادية"، التي شغلت منصب كبير الاقتصاديين في وزارة العمل في عهد الرئيس باراك أوباما. وتشير بعض الأبحاث الاقتصادية إلى أن التضخم لن يتراجع في المستقبل القريب.

تقول شيرهولز: "ليس من المستغرب أن العمال غير راضين عن ذلك... من أجل تعويض التضخم بشكل كامل، ستكون هناك حاجة الآن إلى زيادة كبيرة".