الجنيه الإسترليني يتخلى عن مكاسبه ويهبط تحت وطأة ضغوط الركود

"بنك إنجلترا": المملكة المتحدة على موعد مع ركود لأكثر من عام

مقر بنك إنجلترا قبل المؤتمر الصحفي لتقرير السياسة النقدية في مقر البنك في مدينة لندن، المملكة المتحدة، يوم الخميس 4 أغسطس 2022
مقر بنك إنجلترا قبل المؤتمر الصحفي لتقرير السياسة النقدية في مقر البنك في مدينة لندن، المملكة المتحدة، يوم الخميس 4 أغسطس 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخلى الجنيه الإسترليني عن مكاسبه التي كان قد حققها أمام الدولار الأميركي ليتراجع، وارتفعت السندات البريطانية بعد أن حذّر بنك إنجلترا من ركود طويل الأمد، وقال إنّ مسار سياسته النقدية لم يكن محدداً مسبقاً.

أدى ذلك إلى زوال بريق الإسترليني بالنسبة إلى المستثمرين نتيجة الزيادة المتوقعة على نطاق واسع لأسعار الفائدة بـ50 نقطة أساس. انخفضت العملة بنسبة 0.5% إلى 1.2084 دولار، بعد أن كانت قد كانت حققت مكاسب بنفس القدر قبل أن يرفع صانعو السياسة أسعار الفائدة إلى 1.75%. كما تراجع عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بما يصل إلى ثماني نقاط أساس، وانقلب جزء من منحنى العائد لفترة وجيزة ليعكس بذلك المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي.

بنك إنجلترا يرفع سعر الفائدة بأعلى وتيرة في 27 عاماً ويحذر من ركود طويل

بينما أقر بنك إنجلترا أكبر زيادة لأسعار الفائدة منذ ما يقرب من 30 عاماً، أشار البنك المركزي إلى أنه قد يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أقل في الأشهر المقبلة. وحذر أيضاً من أن المملكة المتحدة تتجه لأكثر من عام من الركود تحت وطأة التضخم المرتفع، مما دفع التجار إلى الاستثمار في السندات الذهبية بوصفها ملاذاً آمناً.

قالت جين فولي، المحللة الاستراتيجية للعملات في "رابوبنك" (Rabobank): "سيبقى الجنيه الإسترليني في موقف ضعيف أمام الدولار.. لقد أرادت أسواق العملات أن ترى توجيهات أكثر قوة في ما يتعلق برفع أسعار الفائدة".

يتوقع عديد من المحللين أن الجنيه الإسترليني سيكافح من أجل الصعود، لأنه من المرجح أن يُبقي ضعف اقتصاد المملكة المتحدة بنك إنجلترا على مسار أبطأ لرفع أسعار الفائدة مقارنة مع الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى.

مخاوف الركود تقود الإسترليني إلى أسوأ تدهور فصليّ منذ 2008

كان الجنيه الإسترليني قد شق طريقه بالفعل من أدنى مستوى له في عامين عند 1.1760 دولار، الذي سجله في منتصف يوليو، ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى ضعف العملة الخضراء، إلا أنه لا يزال يتراجع مقابل الدولار هذا العام، إذ تأثر التجار بعوامل التضخم المتفشي وعدم اليقين السياسي واضطرابات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.