"وول مارت" تُلغي 200 وظيفة في ظل ضغوط ارتفاع التكاليف والتضخم

لافتات خارج متجر وول مارت في ألباني، نيويورك، الولايات المتحدة
لافتات خارج متجر وول مارت في ألباني، نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قررت شركة "وول مارت" (Walmart) إلغاء 200 وظيفة في ظل كفاحها مع ارتفاع التكاليف والمخزونات المتضخمة وضعف الطلب على البضائع.

في هذا الصدد، قال أشخاص مطّلعون طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب خصوصية المعلومات، إنَّ إلغاء الوظائف يشمل موظفين في خدمات التوصيل للعملاء والترويج. كما قال أحد الأشخاص إنَّ "وول مارت" ستُضيف عدداً لم يتم تحديده من الوظائف في مجالات مثل التجارة الإلكترونية، والصحة والتعافي، والمبيعات الإعلانية، وسلسلة التوريد.

تعليقاً على الموضوع، قالت الشركة في رسالة عبر البريد الإلكتروني في 3 أغسطس: "نحن نُحدِّث هيكلنا، ونُطوّر أدواراً محدّدة لزيادة الوضوح في العمل وجعل الشركة في وضع أفضل لمستقبل قوي؛ وفي الوقت نفسه نحن نستثمر بشكل أكبر في المجالات الرئيسية ونُنشئ أدواراً وظيفية جديدة لدعم العدد المتزايد من الخدمات لعملائنا ومورّدينا ومجتمع الأعمال".

أغنى عائلة بالعالم تخسر 13 مليار دولار يوم الثلاثاء مع تراجع أسهم "ولمارت"

انخفاض الأرباح

يُشار إلى أنَّ عملاق البيع بالتجزئة يخفّض التكاليف بعد أسبوع من خفض توقُّعات أرباحه السنوية للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أشهر. إذ يتراجع المستهلكون الأميركيون عن شراء الملابس والسلع المُعمرة في ظل ارتفاع التضخم الذي يرفع تكلفة الغذاء والمواد الأساسية، مما دفع "وول مارت" إلى خفض أسعار بضائعه حتى مع استمرار ارتفاع مبيعات البقالة، التي تُعدّ أقل ربحية بالنسبة لشركة تجارة التجزئة.

تكلفة العمالة الأميركية تواصل الصعود وتعزز مخاوف التضخم

تراجعتْ أسهم الشركة بأقل من 1% في تعاملات موسّعة في نيويورك، وانخفضت "وول مارت" بنسبة 9.8% حتى الآن هذا العام، في حين انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لشركات السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 2.9%.

أكبر جهة توظيف أميركية

يعمل لدى "وول مارت" أكثر من 100 ألف عامل إداري ومهني في الولايات المتحدة، وفقاً لملفات فيدرالية، وتمتلك الشركة التي تمثل أكبر جهة توظيف من القطاع الخاص في البلاد، قوة عاملة أميركية إجمالية تبلغ 1.6 مليون شخص. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت موضوع تقليص الوظائف في الشركة سابقاً.

تقول جينيفر بارتاشوس، محلِّلة التجزئة في "بلومبرغ إنتليجنس"، إنَّ تقليص القوى العاملة في الشركة لا يعد خطوة غير عادية بالنسبة لشركة "وول مارت". حيث ألغت الشركة التي يقع مقرّها في بنتونفيل، أركنساس، المئات من وظائف الشركة في الوقت نفسه تقريباً من عام 2020. وأضافت بارتاشوس: "في حين أنَّ تخفيض الوظائف يعد قراراً صعباً دائماً؛ إلا أن نمو "وول مارت" كشركة تُركِّز على التكنولوجيا ساعدها على الأرجح في زيادة الكفاءة والإنتاجية في عملياتها".

زيادة المخزون

كذلك ارتفعتْ المخزونات لدى الشركة خلال الربع الأول من السنة المالية، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم التوافق بين طلب العميل وبضائعها، ومن المقرر أن تُعلِن "وول مارت" أرباح الربع الثاني في 16 أغسطس الحالي.

شركات التكنولوجيا العملاقة تقود موجة قاسية لتسريح العمالة في 2022

وبالإضافة إلى زيادة الإنفاق على البقالة بسبب أعلى معدل تضخم في الولايات المتحدة منذ أربعة عقود؛ فإنَّ المستهلكين الذين كانوا عالقين في منازلهم خلال الجائحة يفضّلون استخدام بعض أموالهم في خدمات مثل السفر والمطاعم. كما يتراجع بعضهم أيضاً عن عمليات الطلب إلى المنازل مع زيادة خروجهم من المنازل.

موجة تقليص العمالة

مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة؛ قلّصتْ الشركات الأخرى أيضاً قوتها العاملة أو أوقفت خططها للتوظيف. إذ تستعد شركة "فورد موتور" لإلغاء ما يصل إلى 8 آلاف وظيفة، بحسب ما أفادت "بلومبرغ نيوز" الشهر الماضي، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الخطة. وقالت شركة "ميتا بلاتفورمز" الشركة الأم لـ"فيسبوك" إنَّها خفّضت خططها لتوظيف المهندسين بنسبة 30% على الأقل هذا العام. كما قالت شركة "غوغل"، التابعة لشركة "ألفابت"، للموظفين الشهر الماضي إنَّها ستتراجع عن عمليات التوظيف لبقية العام.

من المُقرِّر أن تُصدر وزارة العمل الأميركية تقرير الوظائف لشهر يوليو في الخامس من أغسطس. ومن المحتمل أن تكون الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة قد زادت بمقدار 250 ألف وظيفة الشهر الماضي، بناءً على التقديرات التي جمعتها "بلومبرغ".