"فالير" تحول طائرات "إيرباص" من نقل الركاب إلى الشحن لمواكبة ازدهار الطلب

برج المراقبة الجديد في مطار "شاتورو"، فرنسا.
برج المراقبة الجديد في مطار "شاتورو"، فرنسا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

برز مطار فرنسي غير معروف نسبياً كمركز للتحويل السريع لطائرات الركاب من إنتاج "إيرباص" إلى طائرات شحن وسط زيادة في الطلب على الشحن الجوي بسبب جائحة كورونا.

بدأت شركة "فالير" (Vallair)، المتخصصة في صيانة الطائرات وتفكيكها العمل في مطار "شاتورو"، على بعد 250 كيلومتراً (155 ميلاً) جنوب باريس، على تعديل أول طائرة "إيه 300-330" باستخدام طريقة تستغرق شهراً فقط وتأتي بربع سعر التحويل الكامل من طائرة ركاب إلى طائرة شحن.

يتضمّن نهج شركة "فالير" التي تتخذ من لوكسمبورغ مقراً لها نزع المقاعد والتجهيزات من مقصورة الطائرة ذات الجسم العريض دون التركيب المكلف لفتحة شحن كبيرة، بدلاً من ذلك يتم الاعتماد على أبواب الركاب الموجودة. وبدلاً من تحميلها على المنصات أو الحاويات الاعتيادية، يتم تخزين الشحنات التي بحجم الطرود عبر حزام ناقل يتلاءم حجمه مع عنبر الشحن.

سجّل قطاع الشحن الجوي أعلى أحجام له على الإطلاق على مدار العامين الماضيين حتى مع انتشار الوباء في سوق الركاب، مدعوماً بطفرة في التسوق عبر الإنترنت واضطراب سلاسل التوريد التقليدية.

اقرأ المزيد: الشحن ينتشل "الخطوط القطرية" من الخسارة

هناك نقص في المعروض من طائرات شحن الجسم العريض التي يزيد سعرها عن 350 مليون دولار لأحدث الموديلات، في حين أن فترة انتظار طائرات "إس 330" المحوّلة بشكل كامل بتكلفة 20 مليون دولار، يمكن أن تصل إلى خمس سنوات، بما في ذلك أكثر من ستة أشهر من العمل الهندسي.

قال غريغوار ليبيغوت، الرئيس التنفيذي لشركة "فالير" في مقابلة خلال زيارة للموقع مؤخراً: "نحن نركب الموجة الحالية... الطلب قوي للغاية".

تبلغ حمولة طائرة "إيه 330" التي تمّ تحويلها بواسطة شركة "فالير" حوالي 60 طناً بثمن أقل من 5 ملايين دولار، بناءً على تقديرات شركة خدمات الطيران "أي بي إيه غروب ليمتد" (IBA Group Ltd).

علاوة على ذلك، فإن التعديلات قابلة للعكس، مما يسمح لشركات النقل بإعادة المقاعد في حالة تلاشي طفرة الشحن.

من المتوقع أن تحصل الشركة على موافقة من "وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي" قريباً ولن تتطلب سوى شهادة من النوع التكميلي، نظراً للبساطة النسبية لعملها.

طالع المزيد: "إياتا" يتوقع تعافي قطاع الطيران في عام 2023

المنافس الألماني

المنافسون في سوق التحويل الكامل هم "إي إف دبليو" (EFW)، التي تمتلك فيها "إيرباص" حصة. تستغرق الشركة التي تتخذ من دريسدن مقراً لها بألمانيا ما يصل إلى ثمانية أشهر لإعادة بناء "إيه 330" بباب يبلغ قياسه 13 قدماً في 10 أقدام وطابقين للشحن قادرين على استيعاب جميع أنواع الشحن.

كما تدخل شركة "صناعات الفضاء الإسرائيلية" (Israel Aerospace Industries)، التي قامت منذ فترة طويلة بتحويل طائرات "بوينغ"، إلى القطاع بعقد لتعديل 30 طائرة "إيه 330" لشركة تأجير الطائرات "أفولون" (Avolon) بين عامي 2025 و2028.

"بوينغ" تشكو الفروق الجيوسياسية بعد صفقة "إيرباص" والصين الضخمة

الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "فالير كابيتال"، خلال افتتاح حظيرة صيانة طائرات جديدة وبرج مراقبة، في مطار "شاتورو"، فرنسا، يوم الجمعة، 1 يوليو 2022. لم تستطع العديد من شركات الطيران رؤية مستقبل لطائراتهم الضخمة من طراز "إيرباص إيه 380" عندما أوقف انتشار الوباء حركة طيرانها في أوائل عام 2020، لكن مطار "شاتورو" الفرنسي، على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب باريس، يفتح حظيرة طائرات عملاقة مجهّزة للتعامل مع الطائرات ذات الطابقين وما يصل إلى خمسة أو ستة أجسام ضيقة.
الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "فالير كابيتال"، خلال افتتاح حظيرة صيانة طائرات جديدة وبرج مراقبة، في مطار "شاتورو"، فرنسا، يوم الجمعة، 1 يوليو 2022. لم تستطع العديد من شركات الطيران رؤية مستقبل لطائراتهم الضخمة من طراز "إيرباص إيه 380" عندما أوقف انتشار الوباء حركة طيرانها في أوائل عام 2020، لكن مطار "شاتورو" الفرنسي، على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب باريس، يفتح حظيرة طائرات عملاقة مجهّزة للتعامل مع الطائرات ذات الطابقين وما يصل إلى خمسة أو ستة أجسام ضيقة. المصدر: بلومبرغ

شاركت "فالير" في تحويل طائرات "إيرباص إيه 321"، و"بوينغ" من طراز "737" ضيقة البدن لمدة عقد تقريباً في الولايات المتحدة والصين وسنغافورة. يقول ليبيغوت إن العملية الفرنسية ستكون الأولى من نوعها لطائرة "إيه 330" وتبلغ استطاعتها نحو 10 طائرات في السنة.

سينجز العمل في حظيرة طائرات عملاقة جديدة في مطار "شاتورو"، وهي قاعدة سابقة لحلف "الناتو" ذات مدرج واحد محاطة بأراضٍ زراعية، مصمّمة لتكون كبيرة بما يكفي لخدمة أو تخزين طائرة "إيه 380" العملاقة.

بدوره قال رئيس "أي بي إيه"، فيل سيمور، إنه في ظل أن سوق طائرات الركاب "(إيه 330) ضعيفة نسبياً" بسبب استبدال النموذج بالطائرات الأحدث وبطء تعافي السفر لمسافات طويلة من الوباء، فإن تحويل الطائرة يُعدّ "خياراً اقتصادياً جيداً".

اقرأ المزيد: "إيرباص" تستعيد قوّتها وتنطلق إلى مستويات تتجاوز ما قبل كورونا

الوقت والتكلفة

أضاف سيمور أن نهج "فالير" جذاب من حيث الوقت والتكلفة، وعلى الرغم من حذف باب كبير إلا أنه يستبعد حتماً نقل أشياء مثل السيارات والآلات الثقيلة. من جهتها قالت متحدثة باسم "إي إف دبليو" إن "طائرة الركاب السابقة التي باتت للشحن مؤقتاً" التي يطلق عليها (Preighter)، هي الأنسب للتسليم السريع للطرود، على الرغم من أن زمن التحميل في غياب المنصات النقالة يمكن أن يكون مشكلة.

الجزء الداخلي لطائرة "إيرباص إيه 330" أثناء تحويلها إلى طائرة شحن داخل حظيرة صيانة الطائرات الجديدة، في في مطار "شاتورو"، فرنسا. لم تستطع العديد من شركات الطيران رؤية مستقبل لطائراتهم الضخمة من طراز "إيرباص إيه 380" عندما أوقف انتشار الوباء حركة طيرانها في أوائل عام 2020، لكن مطار "شاتورو" الفرنسي، على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب باريس، يفتح حظيرة طائرات عملاقة مجهزة للتعامل مع الطائرات ذات الطابقين وما يصل إلى خمسة أو ستة أجسام ضيقة.
الجزء الداخلي لطائرة "إيرباص إيه 330" أثناء تحويلها إلى طائرة شحن داخل حظيرة صيانة الطائرات الجديدة، في في مطار "شاتورو"، فرنسا. لم تستطع العديد من شركات الطيران رؤية مستقبل لطائراتهم الضخمة من طراز "إيرباص إيه 380" عندما أوقف انتشار الوباء حركة طيرانها في أوائل عام 2020، لكن مطار "شاتورو" الفرنسي، على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب باريس، يفتح حظيرة طائرات عملاقة مجهزة للتعامل مع الطائرات ذات الطابقين وما يصل إلى خمسة أو ستة أجسام ضيقة. المصدر: بلومبرغ

قال باسكال فابر، العضو المنتدب في "أليكس بارتنرز" (AlixPartners) في باريس، إن القيود المفروضة على لوجستيات سلسلة التوريد التي شهدت تراكم الحاويات في الموانئ ستستمر في تحفيز نشاط الشحن الجوي العام المقبل وربما حتى عام 2024.

تضخّمت خطوط الحاويات من خلال أرباح الشحن القياسية التي تقوم بغزو الشحن الجوي كمصدر دخل إضافي وبديل أسرع من السفن. تقوم "سي إم إيه- سي جي إم" (CMA CGM) بإنشاء أسطول شحن خاص بها بالشراكة مع "الخطوط الجوية الفرنسية - كيه إل إم"، بينما تقود شركة "البحر الأبيض المتوسط للملاحة" عرضاً لشراء شركة النقل الإيطالي الوطنية الجديدة "إيطاليا ترانسبورتو أيريو" (Italia Trasporto Aereo) مع شركة "لوفتهانزا" الألمانية.