أكبر مقرض غير مصرفي مكسيكي يوقف سداد السندات ويعيد هيكلة الديون

سيرجيو كاماتشو، الرئيس التنفيذي لشركة "يونيفين فاينانسيرا"، يتحدث في أثناء انعقاد القمة المالية المكسيكية السنوية الثالثة عشرة في مكسيكو سيتي، المكسيك، 21 فبراير 2018
سيرجيو كاماتشو، الرئيس التنفيذي لشركة "يونيفين فاينانسيرا"، يتحدث في أثناء انعقاد القمة المالية المكسيكية السنوية الثالثة عشرة في مكسيكو سيتي، المكسيك، 21 فبراير 2018 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلن أكبر مقرض غير مصرفي في المكسيك، "يونيفين فاينانسيرا" (Unifin Financiera)، عن أنه وقف مدفوعات السندات وسيُعيد هيكلة ديونه، ما هبط بالسندات والأسهم إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مع تلقى المستثمرين لأحدث ضربة طالت القطاع.

انخفضت سندات شركة "يونيفين" الدولارية المستحقة في 2029 بطريقة حادة ليجري تداولها عند نحو 10 سنتات من أكثر 40 سنتاً يوم الاثنين، حسب بيانات تسعير جمعتها "بلومبرع". هوَت الأسهم في المكسيك بنسبة هائلة وصلت إلى 89%.

يأتي الانهيار عقب ذكر الشركة في ملف إيداع سلّمته إلى البورصة المكسيكية في وقت متأخر يوم الاثنين أنها لن تسدد أي كوبونات إضافية بجانب مدفوعات أصول ديونها، فيما تتفاوض حول عملية "إعادة هيكلة استراتيجية" مع دائنيها. خفضت شركة "ستاندرد أند بورز ريتينغز" التصنيف الائتماني للشركة إلى "D" من "+B" عقب الإعلان، قائلة إنّ إجراء الشركة سينتج عنه "تعثر عامّ في السداد".

صدمة جديدة

لا يأتي قرار"يونيفين" سوى صدمة نوعاً ما للمستثمرين، الذين رأوا انهيارين آخرين من قِبل المقرضين المكسيكيين غير المصرفيين "ألفا هولدينغ" (Alpha Holding SA) و"كريديتو ريال" (Credito Real SAB) السنة الماضية. رغم ذلك، حصل مديرو الأموال والمحللون على تأكيد من القيادة العليا لـ"يونيفين" في أواخر الشهر الماضي بأن الشركة ستسعى لإيجاد مصادر تمويل بديلة.

طالع المزيد: بعد تعيين محافظة جديدة.. رئيس المكسيك يطالب البنك المركزي بتعزيز النمو

قال عمر زيولا، المحلل في شركة "أوبنهايمر أند كو": "لا يُعَدّ ذلك شيئاً ما لم تكن السيولة والوضع التمويلي للشركة أسوأ كثيراً مما أُريد أن يكون عليه الأمر من أسلوب الإدارة، وقد يكون النهج الأفضل هو توضيح الموقف كما هو بالفعل والبدء في التعاون مع الدائنين لإيجاد حل، وأتوقع حالياً اختفاء أي ثقة بأسلوب إدارة الشركة".

قال ممثل عن الشركة من خارج الإدارة العليا في رده على أسئلة من "بلومبرغ نيوز" إن "مصادر التمويل الإضافية أُلغيت جراء تدهور بيئة العمل على إثر الأنباء المعاكسة في القطاع".

حيرة القيمة

يحتار مديرو الأموال حالياً في التفكير في ما يتعلق بقيم استرجاع ديون الشركة، وهي ممارسة كانت منعدمة الفائدة عقب انهيار "كريديتو ريال" و"ألفا". تُسعر السندات من كلا قريني "يونيفين" بالقطاع ببنسات فوق الدولار.

قال إدغار كروز، وهو محلل استراتيجي في "بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا" في مكسيكو سيتي: "يصعب تماماً تحديد قيمة استرجاع للديون، ويظهر الأمر كما لو أن شركة للمنتجات المعدنية تُركت دون وجود آلات لتشكيل المعادن".

حصلت "يونيفين" على خط تمويل ائتماني قدره 500 مليون دولار مقوم بعملة البيزو من خلال مصرف "كريدي سويس" وأنهت اتفاقاً مع حاملي السندات لتمديد موعد استحقاق سنداتها بقيمة 200 مليون دولار في مايو 2022 إلى يونيو 2024. أكدت وكالتا "فيتش ريتينغز" و"ستاندرد أند بورز" أن نقاط الشركة في يونيو هي 3 و4 درجات أقل من الدرجة الاستثمارية، على التوالي، مع تحديد نظرة مستقبلية سلبية.

خفض الإقراض

قال الرئيس التنفيذي لشركة "يونيفين"، سيرجيو كاماتشو كارمونا، في آخر مؤتمر للأرباح عبر الهاتف في 22 يوليو الماضي، إنّ مواصلة خفض إصدار القروض لإرضاء المستثمرين سيسفر حتماً عن "خفض الأنشطة إلى مستوى الصفر".

أعلنت الشركة عن نمو محفظتها 14% في الربع الثاني بالمقارنة بالسنة السابقة، وهي نسبة أقل كثيراً من الشركات الأخرى في هذا القطاع، حسب زيولا من شركة "أوبنهايمر". قالت "يونيفين" في ذلك التوقيت إنها تعتزم إصدار سندات طويلة الأجل بقيمة 4 مليارات بيزو (ما يعادل 197 مليون دولار) في الربع الثالث من السنة الجارية، بضمان البنوك الحكومية. قال زيولا إنّ المقرض يفكر أيضاً بإمكانية بيع أصول جرى مصادرتها.

"سيتي غروب" يتفاوض لشراء وحدة "دويتشه بنك" في المكسيك

قال ممثل "يونيفين" إن "المؤسسات المالية شرعت في المطالبة بتصفية بعض خطوط الائتمان المتجددة والشرط بأن يكون إصدار السند المحلي جاهزاً مع نهاية الشهر واستغلال الأموال لسداد تلك الالتزامات، وتُركت الشركة في موقف معقد تماماً مستقبلاً، إذ كانت تقايض الديون بالديون".