عرض "أب لوفين" بقيمة 20 مليار دولار يهدد استحواذ "يونيتي" على "أيرون سورس"

الاندماج المقترح يقوم على صفقة تشمل كامل الأسهم

موظفون يعملون في مكتب شركة "يونيتي تكنولوجيز" في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة
موظفون يعملون في مكتب شركة "يونيتي تكنولوجيز" في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قدّمت شركة "أب لوفين" عرضاً بمبادرة ذاتية للاندماج مع نظيرتها "يونيتي سوفت وير" في صفقة تشمل كامل الأسهم بقيمة 20 مليار دولار، مما قد يسفر عن تغيير كامل في مخطط "يونيتي" للاستحواذ على شركة منافسة لها.

"أب لوفين " - التي تسوّق منصات البرامج لصالح مطوّري التطبيقات بهدف مساعدتهم في العثور على عملاء وتحقيق إيرادات - تطرح لمنصة الألعاب "يونيتي" بديلاً عن صفقتها المعلن عنها مؤخراً بقيمة 4.4 مليار دولار للاستحواذ على "أيرون سورس" (IronSource).

تعتمد الصفقة، التي تقدّمت بها الشركة يوم الثلاثاء الماضي، على نمط استحواذ يعطي لـ"يونيتي" حق إدارة الشركة الناتجة عن الاندماج.

قبلت "يونيتي" - التي يشكَل برنامجها النواة الأساسية لكثير من ألعاب الفيديو الأوسع انتشاراً - الشهر الماضي الاستحواذ على "أيرون سورس" المنافسة لـ"أب لوفين" لتعزيز تكنولوجيا الإعلانات لديها، التي عانت بسبب تعديلات طبّقتها شركة "أبل" على نظم تعقب البيانات. تشترط صفقة الاندماج المقترحة من قبل "أب لوفين" إلغاء اتفاق "يونيتي" مع "أيرون سورس"، بحسب بيان.

نتاج الاندماج

تحاول "أب لوفين"، التي هبطت أسهمها 62% هذا العام، الاستفادة من الطلب المتنامي على الألعاب ثلاثية الأبعاد، وهو تخصص "يونيتي" الرئيسي. وتقترح شركة "بالو ألتو"، ومقرها كاليفورنيا، أن يكون الرئيس التنفيذي لـ"يونيتي"، جون ريتشيتيلو، رئيساً للشركة الناتجة عن الاندماج، وأن يصبح آدم فوروغي، الرئيس التنفيذي لـ"أب لوفين"، رئيساً تنفيذياً للعمليات.

إنفوغراف.. 219 مليار دولار إيرادات متوقعة للألعاب حتى 2024

قال فروغي في البيان: "نؤمن بأنَّ اندماج (أب لوفين) و(يونيتي) سينتج عنه تكوين شركة رائدة لديها فرص هائلة للنمو".

تراجعت أسهم"أب لوفين" 16% يوم الثلاثاء في نيويورك بحلول الظهيرة. وهبط السهم لنحو 36 دولاراً، مع تقديمها عرضها الحالي، بينما صعدت أسهم "يونيتي" بنسبة 1.9%. وتراجعت "أيرون سورس" بنسبة 10%.

في مؤتمر عبر الهاتف عقب نشر "يونيتي" نتائج أعمالها يوم الثلاثاء، أقر ريتشيتيلو باستلام عرض "أب لوفين"، لكنَّه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

مشكلات السوق

قال مانديب سينغ المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس": "نظراً لصفقتها المقترحة مع (أيرون سورس)؛ لا نرجح قبول (يونيتي سوفت وير) بعرض يبدو عدائياً من (أب لوفين). وقد يساهم الاندماج بين (أب لوفين) و(يونيتي) في زيادة بيانات الطرف الأول لديهما في تعويض لأثر الرياح العكسية التي نتجت عن تعديلات (أبل) المتعلقة بحماية الخصوصية، ومع ذلك؛ يُرجح أن يحدث ازدواج كبير بين أنظمة "أيرون سورس" و"أب لوفين" في منصات تكنولوجيا الإعلانات، وقد تضطر الشركة الناتجة عن الاندماج لإجراء إعادة هيكلة ضخمة لخفض التكاليف".

برغم أنَّها مدعومة من شركتي "سيكويا" (Sequoia) و"سيلفر ليك بارتنرز" (Silver Lake Partners)؛ لم تكن "يونيتي" محصّنة ضد الأزمات الاقتصادية التي عرقلت قطاع التكنولوجيا بوجه عام، ومجال الألعاب على وجه الخصوص. ويشهد القطاع حالة من الركود الاقتصادي لما بعد الوباء مع عودة الناس إلى العمل من المكتب والأنشطة الأخرى، بينما توجد ندرة في الألعاب الجديدة الكبرى في السنة الحالية، والحصول على وحدات تشغيل جديدة من "بلاي ستيشن" و"اكس بوكس"مسألة صعبة جراء مشكلات سلاسل التوريد المتواصلة. وقد شهد العام الجاري أيضاً ظهور بعض أكبر الصفقات في مجال ألعاب الفيديو مع تكهنات باقتراب ظهور المزيد.

استخدام ألعاب الفيديو في التمويل قد يكون أمراً جيداً

تعرّضت إعلانات منتجات "يونيتي" والقدرة على تحقيق الدخل لضغوطات بعدما عرقلت "أبل" تعقب الشركات لمشاهدات الإعلانات عبر الأجهزة المحمولة. في يوليو الماضي، قلّصت شركة "يونيتي" الإيرادات السنوية، وهبطت أسهمها بما يفوق 63% في السنة الحالية. علاوة على تقرير سيئ للأرباح؛ أعلنت "يونيتي" الشهر الماضي عن عزمها خفض موظفيها وعددهم 5900 حول العالم بنسبة 4%.

وتُقدّم "أيرون سورس"، التي تتنافس مع "أب لوفين"، تكنولوجيا الإعلانات وتمنح شركات تطوير الألعاب أدوات للعثور على العملاء، وجعل ألعابهم أكثر تشويقاً، وكسب المال بطريقة أسرع.

في يوليو الماضي، استعمل ريتشيتيلو ألفاظاً قاسية لانتقاد شركات تطوير الألعاب التي لم تبدأ بالتخطيط لألعابها مع أخذ تحقيق الدخل في الاعتبار، مما أحدث ردة فعل عنيفة أجبرته على الاعتذار.

صعود ريتشيتيلو

قاد ريتشيتيلو شركة "يونيتي" منذ أكتوبر 2014. وكان قبل ذلك مسؤولاً تنفيذياً لدى "إلكترونيك أرتس" (Electronic Arts)، إذ عمل بمنصب الرئيس التنفيذي في الفترة من 2007 إلى 2013، في حين أشرف على حقبة مضطربة وانتقالية لشركة نشر ألعاب الفيديو التي سجلت تراجعاً بالأسهم من 60 دولاراً مع نهاية 2007 لتصل إلى 11 دولاراً بحلول منتصف 2012. وفي ظل إدارة ريتشيتيلو؛ استحوذت "إلكترونيك أرتس" على شركة تطوير ألعاب الهواتف المحمولة "بوب كاب" (PopCap)، وعقدت صفقة لمدة 10 أعوام مع شركة "والت ديزني" للحصول على الحقوق الحصرية لألعاب المنصات "حرب النجوم"، ودشنت متجراً رقمياً للكمبيوتر الشخصي يسمى "أوريجين" الذي فشل في جذب اهتمام السوق بشكل كبير. وتنحى ريتشيتيلو في مارس 2013، عقب مدة زمنية وجيزة من ظهور النسخة الكارثية للعبة "سيم سيتي" المعاد إصدارها، والتي انتُقدت جراء الخلل والأعطال عبر الإنترنت.

"إلكترونيك آرتس" تدرس تغيير اسم لعبة فيديو كرة القدم الشهيرة "فيفا"

تعرض ريتشيتيلو، أحد مؤسسي صندوق الاستثمار المباشر "إليفيشن بارتنرز" (Elevation Partners)، ومعه بونو مغني فرقة "يو2" أيضاً لدعوى قضائية في 2019 مرفوعة من قبل نائبة رئيس "يونيتي" السابقة، التي اتهمته بالتحرش الجنسي، ووصفت ثقافة الشركة بأنَّها "ثقافة يغلب عليها الجنس بدرجة عالية". وقد أنكر ريتشيتيلو و"يونيتي" الاتهامات.

تبادل الأسهم

عرضت "أب لوفين" 58.85 دولار للسهم لمنصة تكنولوجيا الألعاب، ويتضمن هذا السعر علاوة بنسبة 18% على سعر إغلاق السهم يوم الإثنين. وبحسب شروط العرض؛ سيجري تبادل كل سهم من أسهم "يونيتي" العادية مقابل 1.152 سهم من أسهم "أب لوفين" من الفئة "أ" العادية صاحبة حق التصويت، و0.314 سهم من أسهم الفئة "ج" الجديدة التي لا تملك حق التصويت. وسوف يسيطر مساهمو "يونيتي" على 55% من الشركة المندمجة و49% من حقوق التصويت.

سيتيح العرض تحويل أسهم الفئة "ب" من "أب لوفين" -التي تمتلك شركة "كيه كيه أر" (KKR) جزءاً منها- إلى أسهم من الفئة "أ".

قال فوروغي في البيان إنَّ "دمج (أب لوفين) مع (يونيتي) سيحقق أرباحاً معدلة مقدرة قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بما يزيد على 3 مليارات دولار بحلول نهاية 2024. كما سيحقق المصلحة القصوى لحاملي الأسهم في كلتا الشركتين". وتستشير "أب لوفين" كلاً من "جيه بي مورغان تشيس أند كو" و"ويلسون سونسيني غودريتش وروزاتي" (Wilson Sonsini Goodrich & Rosati).