الأسهم الأميركية تسجل أطول سلسلة مكاسب أسبوعية هذا العام

أحد المتداولين في بورصة نيويورك يوم الإثنين 27 يونيو 2022. سجل كل من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100" مع نهاية الأسبوع الثاني من أغسطس، أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية منذ نوفمبر 2021
أحد المتداولين في بورصة نيويورك يوم الإثنين 27 يونيو 2022. سجل كل من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100" مع نهاية الأسبوع الثاني من أغسطس، أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية منذ نوفمبر 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أنهت الأسهم الأميركية هذا الأسبوع على ارتفاع قد يشكّل أساساً صلباً للفترة المقبلة، حيث يُجري المتعاملون تقييماً لخطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة في ضوء تباطؤ التضخم، وما إذا كان سيقلل من حدة إجراءاته التي تعتبر الأكثر تشدداً منذ عقود، ويتجنب بالتالي الهبوط الحاد.

برغم وصف الكثيرين للانتعاش الأخير بأنَّه ارتفاع مؤقت في سوق هابطة، أو تغطية مراكز أو إنهاء حالة التحوط؛ إلا أنَّ مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تمكّن من تسجيل مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، محققاً أطول سلسلة مكاسب له منذ نوفمبر الماضي، فيما قادت شركات التكنولوجيا الكبرى مؤشر "ناسداك 100" إلى تجاوز عتبة السوق الصاعدة من ناحية التحليل الفني، ليحقق مكاسب بأكثر من 20% مقارنة مع أدنى مستوياته المسجلة في يونيو.

أسعار المنتجين في أميركا تنخفض لأول مرة منذ بداية كورونا

مع ارتفاع الأسهم، تلاشت مخاوف المستثمرين في "وول ستريت"، فقد انخفض مؤشر التقلب (VIX) الذي يقيس توقُّعات السوق للتقلبات خلال الثلاثين يوماً المقبلة إلى ما دون 20 نقطة، مواصلاً انخفاضه للأسبوع الثامن على التوالي، وهي أطول سلسلة انخفاض منذ عام 2019. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ14 يوماً لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"؛ فقد تجاوز قمة الـ70 نقطة، وهو ما يعتبره بعض المتداولين دلالة على ذروة الشراء في السوق.

تباطؤ التضخم في أميركا يدفع مؤشر S&P 500 لأعلى مستوى في 3 أشهر

من المتوقَّع أن تكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت موجة الصعود هذه مستدامة أو لا، في وقت يرى بعض المحللين أنَّه قد تكون هناك فرص للاستراحة مع اقتراب انتهاء موسم الإعلان عن النتائج المالية، وتباين التقارير الاقتصادية، فضلاً عن عدم رغبة العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأنَّه يبدو عليهم التشاؤم للغاية. وفي هذا السياق، يقول المحلل المالي مات مالي في شركة "ميلر تاباك" (Miller Tabak)، إنَّ الأسهم تشهد بالفعل ذروة الشراء على أساس قصير الأجل، وبالتالي؛ قد نشهد في الفترة المقبلة تراجعاً أو حركة جانبية.

سيولة قوية

في هذه الفترة، ما تزال التدفقات المالية قوية، إذ استقطبت صناديق الأسهم العالمية ما مجموعه 7.1 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 10 أغسطس، بحسب ما كتبه استراتيجيون بقيادة مايكل هارتنت في مذكرة بحثية نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global)، في حين شهدت صناديق السندات تدفقات داخلة بقيمة 11.7 مليار دولار، مقابل سحوبات بقيمة 4.3 مليار دولار.

قال مات بارتوليني، رئيس أبحاث الصناديق المتداولة للأميركتين في شركة "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز" (State Street Global Advisors): "لم ينتهِ الحفل بعد.. ما يزال أداء سوق العمل إيجابياً، وكذلك نمو الأرباح، ولذلك؛ إذا كان هناك ركود، فسيكون ركوداً طفيفاً إلى حد كبير".

من جهتها، قالت ليندسي بيل، كبيرة محللي الأسواق والمال في "أللي" (Ally)، إنَّ السوق تدخل حالياً ما يُعتبر "فترة غامضة". وكتبت في مذكرة: "تاريخياً، يشتهر شهرا سبتمبر وأكتوبر بالتقلب، وفي بعض الأحيان، تتسم هذه الفترة بانخفاضات حادة في سوق الأسهم. وبعد ارتفاع بأكثر من 10% منذ منتصف يونيو؛ فإنَّ الاتجاه الموسمي الهابط يعتبر سبباً وجيهاً لتهدئة التوقُّعات. شخصياً، أتوقَّع أن تستمر السوق في كونها عرضة لتأثيرات العناوين الرئيسية، إلى أن تتضح الأمور أكثر بشأن الاتجاه الذي سيسلكه التضخم مع اقترابنا من عام 2023".

ثقة المستهلك

أظهرت البيانات التي صدرت يوم الجمعة، ارتفاع ثقة المستهلك الأميركي إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، على خلفية التوقُّعات القوية بشأن الاقتصاد والتمويل الشخصي. أما توقُّعات التضخم فظلت متباينة، فقد عزز المستهلكون بشكل طفيف وجهات نظرهم طويلة الأجل للأسعار، مع تقليص توقُّعاتهم بشأن ارتفاع التكاليف في العام المقبل.

وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، آخر مسؤول يدعو إلى الاستمرار في زيادات أسعار الفائدة، مع اعترافه بأنَّ أرقام التضخم هذا الأسبوع كانت مشجعة. وقالت نظيرته في سان فرانسيسكو، ماري دالي، لتلفزيون "بلومبرغ"، إنَّ تباطؤ التضخم في يوليو المنصرم، يعد من الأخبار السارة، وربما يعني أنَّه من المناسب للبنك المركزي أن يبطئ زيادات أسعار الفائدة إلى 50 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في سبتمبر، إلا أنَّ المعركة ضد الارتفاع السريع للأسعار لم تنتهِ بعد.

كتب المحللون الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا" في مذكرة للعملاء: "من غير المرجح أن يدّعي بنك الاحتياطي الفيدرالي أنَّه انتصر في معركته ضد التضخم حتى نرى معدل التضخم يتراجع إلى المستوى المستهدف. لكنْ مع ذلك؛ فإنَّ البيانات الأخيرة تدعم وجهة نظرنا بأنَّ ذروة تشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبحت وراءنا".

فيما يلي، بعض التحركات الرئيسية في السوق:

الأسهم

ارتفع مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 1.7% عند الإغلاق.

أغلق مؤشر "ناسداك المركب" على ارتفاع بنسبة 2.1%.

ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 1.3%.

ارتفع مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 1.1%.

العملات

ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.2%.

هبط اليورو 0.6% إلى 1.0261 دولار.

انخفض الجنيه الإسترليني 0.6% إلى 1.2137 دولار.

انخفض الين الياباني 0.3% إلى 133.48 للدولار.

السندات

انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات خمس نقاط أساس إلى 2.84%.

ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 0.99%.

ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات خمس نقاط أساس إلى 2.11%.

السلع

انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.4% إلى 92.03 دولار للبرميل.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب 0.6% إلى 1,817.60 دولار للأونصة.