لماذا ينتقل كبار المسؤولين في "فيسبوك" إلى لندن؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ينتقل جزء كبير من الفريق التنفيذي لشركة "ميتا بلاتفورمز" - التي يعرفها الجميع باسم "فيسبوك" - إلى لندن.

آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لتطبيق "إنستغرام"، كان آخر من انتقل من وادي السيليكون إلى مكتب على ضفاف نهر التيمز في لندن، لينضم بذلك إلى نيك كليغ، السياسي البريطاني السابق الذي يشغل الآن منصب رئيس الشؤون العالمية لدى "ميتا"، وكبير مسؤولي التسويق للشركة أليكس شولتز.

ذكر الثلاثة أن وراء هذه الخطوة أسباب شخصية، وفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. بكل الأحوال فإن النتيجة الطبيعية لذلك هي إيلاء شركة التكنولوجيا الإعلانية التي تبلغ قيمتها 470 مليار دولار مزيداً من الحب والاهتمام لأوروبا، ويجب على مستثمري "ميتا بلاتفورمز" أن يشعروا بالسعادة لذلك، بسبب ثلاثة مبررات عملية جيدة للغاية تبرر تعزيز الوجود الأوروبي للشركة.

أموال أكثر

أول هذه الأسباب هي أن "ميتا بلاتفورمز" يمكنها جني أموال أكثر في لندن. إذ حصدت الشركة الأميركية خلال العام الماضي بالمتوسط مبلغ 214 دولاراً مقابل كل مستخدم أميركي وكندي، معظم هذه الأموال تأتي من العلامات التجارية التي تدفع لعرض إعلاناتها لمستخدمي الموقع. في الوقت نفسه، حققت الشركة ربحاً زهيداً نسبياً يبلغ 69 دولاراً للفرد في أوروبا. وبالرغم من أن هذه القيمة ما تزال تفوق الأرباح البالغة 17 دولاراً التي تحققها الشركة من كل مستخدم في آسيا، و12 دولاراً لكل مستخدم في بقية العالم، إلا أن الفرص أكبر بكثير في أوروبا مقارنة بالأسواق الأخرى.

هذه الفرص ليس لها علاقة بحظر "فيسبوك" في الصين ولا بالمنافسة من منصات التواصل الاجتماعي المحلية والتطبيقات الفائقة.

فمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الاتحاد الأوروبي يُقدر بـ38 ألف دولار وفقاً للبنك الدولي، وهو يعادل ثلاثة أضعاف متوسط نصيب الفرد في شرق آسيا والمحيط الهادئ الذي يبلغ 13 ألف دولار. بعبارة أخرى، يمتلك كلاً من المستهلكين والعلامات التجارية في أوروبا أموالاً أكثر لإنفاقها. ولا شك أن "ميتا" بحاجة إلى جني المزيد من الأموال من مستخدميها في ظل ركود النمو الاقتصادي في أميركا. ويجب أن يساعدها وجود كبار المديرين محلياً في أوروبا بتحقيق هذا الهدف، مع مواصلة قدرتها على القيام بالتفكير الجماعي هناك، والذي يعرف به وادي السيليكون.

شكوى أوروبية جديدة بحق "أبل" لاحتكارها المدفوعات عبر "أيفون"

أقرب من المُنظمين

يأتي ذلك أيضاً في ظل زيادة الضغوطات التنظيمية في أوروبا، ولهذا كان منطقياً تواجد كبير أعضاء جماعة الضغط في الشركة كليغ قريباً من بروكسل، حيث يقدم المشرعون في الاتحاد الأوروبي مجموعة إجراءات تهدف إلى تقييد تجاوزات عمالقة التكنولوجيا. ولا شك أن وجود مدراء الشركة على بعد منطقة زمنية واحدة فقط من المُنظمين الأوربيين سيسهل تعامل كليغ مع مثل هؤلاء النقاد دون تقييد قدرته على التعامل مع نظرائهم في شارع بيلتواي في واشنطن، حيث إن رحلة الطيران من لندن إلى واشنطن تزيد بثلاث ساعات فقط عن الرحلة من وادي السيليكون في سان فرانسيسكو إلى واشنطن.

أقل تكلفة

أخيراً، فيما يتعلق بالتكاليف، فإن شركة "ميتا" خفضت خططها للتوظيف بعد إعلانها عن أول انخفاض ربع سنوي للمبيعات في تاريخها خلال يوليو. رغم ذلك، فإن الكفاءات هي أقل تكلفة بكثير في لندن، حيث يبلغ متوسط الأجر الأساسي لمهندس البرمجيات 53 ألفاً و392 جنيهاً إسترلينياً فقط (64 ألفاً و904 دولارات أمريكية)، ناهيك عن متطلبات التأشيرة الأكثر سهولة. في حين أن هذا المتوسط يبلغ 135 ألفاً و464 دولاراً في منطقة خليج سان فرانسيسكو، بحسب موقع البحث عن الوظائف "غلاسدور" (Glassdoor).

هذا الأمر قاد "ميتا" لافتتاح مكتبٍ جديدٍ في لندن يضم 4 آلاف موظف. وبينما يحاول موسيري، رئيس "إنستغرام"، منافسة انتشار "تيك توك"، التابع لشركة "بايت دانس" الصينية، فإن التوظيف في العاصمة البريطانية ليس بالفكرة السيئة للقيام بذلك.