تراجع أسهم عمالقة تكنولوجيا مدعومين من "تينسنت" بعد محادثات بيع حصة في "ميتوان"

موظفو توصيل الطعام في شركة "ميتوان"(Meituan)  أثناء إحاطة صباحية في العاصمة الصينية بكين
موظفو توصيل الطعام في شركة "ميتوان"(Meituan) أثناء إحاطة صباحية في العاصمة الصينية بكين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أسهم أكبر الجهات التي تستثمر فيها "تينسنت هولدينغز" بعدما ذكرت "رويترز" أنَّ عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي تعتزم بيع كل حصتها البالغة 24 مليار دولار، أو عبر جزء كبير منها في عملاقة توصيل الطعام "ميتوان" لطمأنة بكين.

قالت "رويترز"، نقلاً عن مصادر مطلعة، إنَّ عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي تواصلت مع مستشارين ماليين في الأشهر الأخيرة بشأن طرق تنفيذ بيع حصة مقدارها 17%. وانخفضت أسهم "ميتوان" بأكثر من 9% في هونغ كونغ، في حين تراجعت شركة خدمة الفيديو "كويشو تكنولوجي" بأكثر من 4%، وانخفضت "بيليبيلي" في نيويورك بـ2.5%، و"بيندودو" للتجارة الإلكترونية بنحو 3%.

منذ أواخر عام 2020، حدّت بكين من تأثير قادة صناعة التكنولوجيا، بدءاً من "تينسنت" إلى "علي بابا غروب هولدينغ"، وتتمتع الشركتان بنفوذ هائل على اقتصاد الإنترنت الصيني من خلال الملكية الجزئية لمئات الشركات الناشئة والمساهمة العامة. وسيطرت "تينسنت" على 606 مليار يوان (89.2 مليار دولار) من استثمارات الشركات المدرجة حتى مارس.

مخاطر الحملة التنظيمية ضد عمالقة التكنولوجيا في الصين تعود من جديد

كشفت مُشغِّلة "وي تشات"(WeChat) العام الماضي عن خطط لبيع أسهمها في شركات استثمرت فيها من أمثال عملاقة التجارة الإلكترونية "جيه دي دوت كوم" و"سي" (Sea) في جنوب شرق آسيا. أثار ذلك تكهنات بأنَّها ستدرس قريباً بيع حصص في شركات أخرى مثل "ميتوان" و"بي دي دي" (PDD).

قال فاي-سيرن لينغ، العضو المنتدب في "يونيون بنكير بريفيه" (Union Bancaire Privee): "إنَّ التأثير الأساسي الحقيقي لعمليات سحب الاستثمارات تلك يكون ضئيلاً عادة بسبب الإبقاء على العلاقات التجارية، ولكن قد يحدث ضغط قصير المدة، ليس على سعر سهم (ميتوان) فقط، بل أيضاً على الجهات الأخرى التي تستثمر فيها (تينسنت) عبر صناعة التكنولوجيا في الصين والعالم".

معاناة الشركات

قد تكشف "تينسنت" عن أول انخفاض ربع سنوي لها على الإطلاق، اليوم الأربعاء، أثناء الإعلان عن الإيرادات.

يعاني عمالقة التواصل الاجتماعي والألعاب في الصين من التباطؤ المتزايد في ثاني اقتصاد بالعالم نتيجة لتدهور قطاع العقارات المنهار وعمليات الإغلاقات التعسفية الناتجة عن فيروس كورونا في مدن تبدأ من شنغهاي إلى شنزن. كما كشفت المنافسة الشرسة "علي بابا"، هذا الشهر، عن أول انخفاض فصلي لها على الإطلاق، لكنَّ النتائج جاءت أفضل مما كان يُتوقَّع.

شهد عمالقة الإنترنت في البلاد مرحلة أفضل في ظل حقبة جديدة من النمو المتوازن، حيث حوَّلت تركيزها إلى تحقيق الربحية بدلاً من التركيز على انتزاع الحصص السوقية بعدما قضت حملة بكين الشاملة على أكثر من تريليون دولار من قيمها السوقية المُجمَّعة في عام 2021.

أباطرة التكنولوجيا بالصين يتبرعون بالمليارات لتفادي مقصلة "الرقابة"

تواصل بكين إزعاجها لشركة "تينسنت" برغم استئناف الجهات التنظيمية إصدار الموافقات على الألعاب الجديدة في أبريل بعد توقف دام عدة شهور للحد من الإدمان عليها. ولم يفز المطوّر الرئيسي في الصين حتى الآن بإشارة الموافقة على لعبة واحدة هذا العام. وما تزال "تينسنت" تعتمد حالياً على ألعابها القديمة المدرِّة للأموال مثل "هونر أوف كينغز" (Honor of Kings) في تحفيز نمو أعمالها الأكثر ربحاً، بينما تحارب أحدث إصدارات الهواتف المحمولة مثل "غينشين إمباكت" (Genshin Impact) و"ديابلو إيمورتال" (Diablo Immortal).

ما الذي تقوله "بلومبرغ إنتليجنس"

قد يؤثر البيع المحتمل، المصحوب بهبوط في السعر، لحصة "تينسنت" البالغة 19% في "ميتوان"، وفقاً لما أوردت "رويترز" بتاريخ 16 أغسطس، في نطاق وأسعار خدمات الدفع والتسويق والخدمات السحابية التي ستقدمها "تينسنت" إلى "ميتوان" بعد عام 2023. ومن المرجح أن تبقى "ميتوان"، خلال الأشهر الستة عشر القادمة حتى حينها، قادرة على الاستفادة من هذه الخدمات بموجب عقد مع "تينسنت" من عام 2021-2023. ولا ينبغي أن يكون البيع المصحوب بهبوط في السعر مفاجئاً في ظل تحركات "تينسنت" السابقة التي شملت الاستثمار في حصص كيانات من أمثال "دي جيه دوت كوم" و"سي". المحللة كاثرين ليم

توتر المستثمرين

لم يتضح من تقرير "رويترز" الموعد التقريبي لبدء بيع أسهم "تينسنت" في الجهات التي استثمرت فيها، لكن سادت حالة من التوتر بين المستثمرين بعد عمليات بيع قضت على 26% من مؤشر "هانغ سنغ" للتكنولوجيا هذا العام.

من المتوقَّع أن تبيع "تينسنت" حصتها في "ميتوان" من خلال صفقات ضخمة تستغرق عادة يوماً أو يومين لإكمالها، وفقاً لـ"رويترز" نقلاً عن مصادر. ورفض ممثلو الشركة التعليق، ولم يرد المتحدثون باسم "ميتوان" فوراً على طلبات التعليق.

المخاوف التنظيمية تعود وتضرب أسهم الصين من جديد

قال ويلر تشين، المحلل في "فورسث بار آسيا" (Forsyth Barr Asia): "إذا كان التقرير صحيحاً؛ فإنَّ ضغوط البيع على (ميتوان) هائلة بسبب احتمالية تخارج (تينسنت) من جميع حيازاتها عبر صفقات ضخمة. قد تبيع الشركة المزيد من حصصها في جهات استثمرت فيها لكي تُخفِّف الضغط التنظيمي".