12 مليار يورو خسائر "يونيبر" الألمانية بسبب أزمة الطاقة

شعار شركة "يونيبر" الألمانية
شعار شركة "يونيبر" الألمانية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت شركة "يونيبر" (Uniper) عن خسارة تجاوزت قيمتها 12 مليار يورو (12.2 مليار دولار)، وسجلت بذلك واحدة من أكبر الخسائر في تاريخ الشركات الألمانية، كاشفة عن الأزمة غير المسبوقة التي تجتاح أسواق الطاقة في أوروبا.

إنَّ حجم الخسائر التي تعرضت لها شركة الطاقة - التي حصلت على خطة إنقاذ حكومية خلال الشهر الماضي - يكشف عن مدى خطورة الوضع، في حين يستعد الاتحاد الأوروبي لاستقبال فصل الشتاء.

قلّصت روسيا إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي وسط تصاعد التوترات بسبب غزوها لأوكرانيا، مما تسبّب في تأثيرات متتابعة في جميع أنحاء القارة، وأدى إلى اشتعال التضخم، كما يهدد بدفع بعض أكبر اقتصادات القارة إلى الركود.

قال الرئيس التنفيذي كلاوس ديتر ماوباخ في بيان نتائج الأعمال: "تلعب (يونيبر) منذ شهور دوراً حاسماً في استقرار إمدادات الغاز في ألمانيا - على حساب خسائر بالمليارات نتيجة الانخفاض الحاد في شحنات الغاز من روسيا". وأضاف في وقت لاحق في اتصال هاتفي مع المراسلين أنَّ وضع الإمدادات "بعيد كل البعد عن الانفراج.. وسيظل "صعباً للغاية" هذا الشتاء.

ذكرت الشركة أنَّ الخسارة - وفق "المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية" (IFRS) - تشمل 6.5 مليار يورو من نقص الغاز في المستقبل، وتعكس تدهوراً في قيمة الأصول بمبلغ 2.7 مليار يورو تتعلق بقرض "نورد ستريم 2"، والاسم التجاري لشركة "غلوبال كوموديتيز" (Global Commodities)، ووحدة "توليد الكهرباء الروسية" (Russian Power Generation) التابعة لها.

أجبر تقليص الإمدادات شركة "يونيبر" على شراء الغاز من السوق الفورية للوفاء بالعقود، مما دفعها إلى حافة الإفلاس. دفع ذلك الحكومة الألمانية لتقديم حزمة إنقاذ بقيمة 17 مليار يورو لمنع انهيار الشركة، الذي كان من الممكن أن يكون له "تأثير الدومينو" على نظام الطاقة في البلاد.

أسعار الكهرباء في ألمانيا تقفز 500% في عام

'عين العاصفة'

كتب جون موسك، المحلل في "آر بي سي أوروبا" (RBC Europe) في مذكرة: "ما تزال (يونيبر) في عين عاصفة أزمة الطاقة الأوروبية... تظل (يونيبر) شركة في وضع خطر بحيث لا يراهن عليها إلا من كان شجاعاً جداً".

سجلت شركة المرافق خسارة معدلة قبل الفوائد والضرائب قدرها 564 مليون يورو في النصف الأول بعد أرباح بلغت 580 مليون يورو في نفس الفترة من العام الماضي.

قفز صافي ديون الشركة إلى ملياري يورو من 324 مليون يورو وسط تدفق نقدي سلبي، صاحبته إجراءات لتحسين السيولة في أعمال الغاز ومخصصات انبعاثات الكربون.

قالت الشركة إنَّ التوقُّعات لهذا العام ما زالت غير قابلة للإصدار "في نطاق مناسب بسبب البيئة المتقلبة"، متوقِّعة "نتيجة سلبية كبيرة". وسجلت توقُّعاتها السابقة لهذا العام خسائر بلغت حوالي مليار إلى 1.3 مليار يورو. وتتوقَّع "يونيبر" تحسّن إيراداتها في عام 2023، كما تهدف إلى الخروج من دائرة الخسارة بداية من عام 2024.

تسارع ألمانيا - التي ما تزال تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الروسية على الرغم من الجهود المبذولة لتنويع المصادر - إلى تكوين مخزونات كافية لتجنّب التقنين الشديد بتخفيض استهلاك الغاز عندما يصبح الطقس بارداً.

حثّت الحكومة على خفض الاستهلاك، كما تسعى إلى إحياء محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، وتعيد تفكيرها في مسألة التخلص التدريجي من محطات الطاقة النووية المتبقية لديها. في هذا الأسبوع، فرضت ضريبة على استخدام الغاز أيضاً، مما ترك الأسر تستعد لارتفاع فواتير الطاقة وتفاقم أزمة غلاء المعيشة في جميع أنحاء أوروبا.

إنفوغراف: كيف يبدو مزيج الطاقة في ألمانيا؟

الإمدادات الروسية

دخلت موسكو وبرلين في مواجهة حول عودة أحد التوربينات الرئيسية لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، حيث علقت الآلة في ألمانيا بعد إصلاحها في كندا. خفّضت شركة "غازبروم" التدفقات عبر "نورد ستريم" إلى 20% فقط من الطاقة الاستيعابية، مما دفع الحكومة الألمانية للتعبير مراراً وتكراراً عن مخاوفها من إمكانية قطع الإمدادات بشكل تام.

سيتعيّن على "يونيبر" التعامل مع الخسارة الاقتصادية الكاملة لاستبدال الغاز الروسي حتى 30 سبتمبر، وهو موعد طرح الحكومة آلية للسماح لشركات الطاقة بنقل 90% من التكاليف إلى العملاء.

آمال ألمانيا بتجنب الركود تتراجع يوماً بعد يوم

تقف الحكومة الألمانية على أهبة الاستعداد لتقديم المزيد من الدعم للشركة، إذا تجاوزت خسائر تكلفة الاستبدال التي لا يمكن تعويضها من خلال الأرباح التشغيلية من الأعمال الأخرى 7 مليارات يورو، وفقاً لتقرير الشركة.

وفقاً لماوباخ؛ كانت أعمال "يونيبر" مع روسيا تتكبّد الخسائر على أساس يومي منذ 14 يونيو، وقد أشار إلى أنَّ الخسارة يمكن أن تتجاوز أحياناً 100 مليون يورو.

أضاف ماوباخ للصحفيين "لا نهاية تلوح في الأفق لهذا التطور... بالنسبة لشركات النفط والغاز الأجنبية النشطة عالمياً؛ فإنَّ مثل هذه الخسائر قد تكون محتملة...لكنْ من ناحية أخرى لا توجد في ألمانيا شركة طاقة واحدة لن تركع على ركبتيها بسبب هذه التطورات".

غاز طبيعي