الهند قد تؤجل إغلاق محطات الفحم في ضربة جديدة للمناخ

كومة فحم بسوق الجملة للفحم في مومباي بالهند
كومة فحم بسوق الجملة للفحم في مومباي بالهند المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدرس حكومة الهند إبطاء وتيرة إغلاق محطات كهرباء قديمة تعمل بالفحم كما ستُضيف محطات جديدة أيضاً، في خطوة من شأنها استمرار الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري لعدة سنوات، وقد تعطل جهودها لتحقيق أهداف المناخ.

يدرس المسؤولون اقتراحاً بإغلاق محطات سعتها أقل من 5 غيغاوات بحلول نهاية العقد الجاري، مع معاناة الدولة من الطلب المتزايد على الكهرباء ونقص إمدادات الطاقة العالمية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وذلك مقارنة بالخطط الموضوعة في 2020، التي اقترحت إغلاق نحو 25 غيغاواط بحلول نفس التاريخ.

لم يرد المتحدثان الرسميان باسم وزارتي الطاقة والبيئة في الهند على البريد الإلكتروني والرسائل النصية التي تطلب التعليق.

مشروعات جديدة

تمتلك الهند حالياً سعة تناهز 204 غيغاواط من الكهرباء المولدة باستخدام الفحم، بينما تستهدف الخطط قيد المناقشة التوسع لإنتاج أكثر من 250 غيغاواط إجمالاً خلال العقد المقبل، وفقاً لاثنين من الأشخاص المطلعين، اللذين طلبا عدم ذكر أسمائهما لأن المناقشات خاصة. كما نفى الأشخاص المطلعون اتخاذ أي قرارات نهائية.

قال سونيل داهيا، المحلل في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف الداعم لتسريع تبني أنواع وقود أقل تلويثاً: "أي روبية تُستثمر في البنية التحتية الجديدة للفحم تُبعد الهند عن أهدافها للوصول إلى الانبعاثات الصفرية، كما ستُحمّل شبكة الكهرباء أعباء زائدة عن الحاجة، كما ستعرقل الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة".

اقرأ أيضاً: الحرب الروسية تزيد إدمان العالم للفحم

أشار داهيا إلى ضرورة استخدام المشروعات متقدمة المراحل قيد الإنشاء بسعة 30 غيغاواط لاستبدال المحطات القديمة غير الفعالة، وكذلك إعطاء الهند الأولوية للاستثمار في توسيع شبكتها ومشاريع إزالة الكربون.

طاقة نظيفة

وفقاً للمقترحات قيد المناقشة حالياً، تستمر محطات الفحم في الهند -التي تمثل حالياً نحو 70% من توليد الكهرباء- في التعامل مع ذروة الطلب على الطاقة ليلاً، حتى مع زيادة قدرة مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على تلبية الطلب في النهار، وفقاً للأشخاص المطلعين.

لا تتوقع ثالث أكبر دولة مُصدّرة للانبعاثات في العالم الوصول إلى صافي صفر انبعاثات حتى 2070، وتهدف فقط إلى استخدام الوقود النظيف في نصف قدرتها على توليد الكهرباء بحلول 2030، ما يسمح لها بمواصلة الاعتماد على الفحم لعقود أخرى. وأحبطت الهند إلى جانب الصين الجهود المبذولة لتحديد موعد للتخلص التدريجي من استخدام الفحم في توليد الكهرباء بمحادثات المناخ في غلاسكو العام الماضي.

اقرأ أيضاً: أسعار الغاز القياسية تدفع العالم لاستخدام وقود أكثر تلوثاً

تهدف حكومة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي إلى بناء 500 غيغاواط من الكهرباء التي يتم توليدها باستخدام الطاقة النظيفة بحلول 2030، وأن تصبح الهند في نهاية المطاف مركزاً عالمياً للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر، بينما يسعى الوزراء على المدى القصير لضمان استقرار إمدادات الطاقة للمستهلكين والصناعة.

مع استمرار ارتفاع أسعار الغاز على نحو حاد، والتأكد من الصعوبة البالغة لتنفيذ العديد من مشاريع الطاقة الكهرومائية، في الوقت الذي لاتزال مخططات الطاقة المتجددة في مراحلها الأولى، ترى الحكومة ضرورة توسيع الاعتماد على محطات توليد الكهرباء باستخدام الفحم في البلاد. كما يتزامن ذلك مع استجابة دول أخرى حول العالم لارتفاع الطلب والنقص الحاد في الغاز الطبيعي بحرق مزيد من الفحم.