ضعف الإسترليني يغري المستثمرين العرب بشراء عقارات لندن

ناطحات سحاب ومجموعة من المباني في أفق مدينة لندن، المملكة المتحدة
ناطحات سحاب ومجموعة من المباني في أفق مدينة لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أتاح تراجع الجنيه الإسترليني العديد من الفرص أمام المستثمرين من الشرق الأوسط الراغبين بالشراء والاستثمار في العقارات الواقعة في مدن المملكة المتحدة الرئيسية، مع وجود مؤشرات تؤكد على عودة المستثمرين العرب بقوة إلى لندن، وذلك وفقاً لتقرير أصدرته شركة "جيه إل إل" للاستشارات والاستثمارات العقارية اليوم.

قارن التقرير بين الأسعار الحالية في لندن وما كانت عليه في العام 2014، وأظهرت أنَّ المشترين الذين يتعاملون بالجنيه الإسترليني يدفعون حالياً أسعاراً أعلى بواقع 35% مما كانوا يدفعونها قبل 8 سنوات لشراء العقارات في لندن، بينما يدفع المشترون الذين يتعاملون بالدولار 3.8% أقل من أسعار عام 2014.

طالع المزيد: أسعار العقارات المعروضة في بريطانيا تنخفض بأسرع وتيرة منذ عامين

عودة الطلب

قال أليكس كار، مدير في فريق "نيو هومز" في سوق وسط لندن الرئيسية لدى "جيه إل إل": "لا شك أنَّ عودة الطلب الخارجي حالياً واضحة بشكل خاص بين المشترين من دول الخليج الذين يزورون لندن للمرة الأولى منذ عامين، والذين يرون الشراء في العاصمة بمثابة شراء رابح".

لقد كانت لندن دائماً ملاذاً آمناً للأثرياء من دول الخليج الذين يتطلّعون إلى تنويع أصولهم، لكونها إحدى أسواق العقارات الأكثر مرونة وشفافية في العالم.

في يونيو 2014، كانت تكلفة شراء منزل في لندن قيمته مليون جنيه إسترليني تبلغ نحو 1.7 مليون دولار، ولكن مع تراجع قيمة الجنيه الإسترليني بنهاية يونيو 2022؛ وصلت تكلفة شراء عقار قيمته مليون جنيه إسترليني إلى 1.2 مليون دولار.

اقرأ أيضاً: رهان قطر على عقارات لندن يدر عليها 900 مليون دولار

تتوقَّع "جيه إل إل" أن تكون سوق وسط لندن الرئيسية إحدى أقوى الأسواق أداءً على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما ترجح أن ترتفع أسعار المنازل في لندن بنسبة 25.8% بحلول عام 2026، مع توقُّعات بأن يبلغ النمو في سوق وسط لندن الرئيسية نسبة 22.7%، مما يؤكد أنَّ مدينة لندن هي الملاذ الآمن للاستثمار الأجنبي.

المشترون من السعودية

ويل ماكنتوش، رئيس قسم الوحدات السكنية والاستثمار لدى "جيه إل إل" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال: "نشهد زيادة كبيرة في الاهتمام من المشترين من السعودية مع حجز عدد من المستثمرين لجولات استكشافية للمشاريع والمباني ليس في وسط لندن فقط؛ وإنما في بقية مناطق العاصمة".

تتوقَّع "أكسفورد إيكونوميكس" أن ترتفع قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي من الآن حتى عام 2026، مما يعني أنَّ الفرصة سانحة الآن للمشترين الأجانب الراغبين من الاستفادة من التراجع الذي تشهده قيمة الجنيه الإسترليني حالياً.

توماس ميدليديتش، مدير المبيعات في كنسينغتون لدى "جيه إل إل"، قال: "شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في الاستفسارات والطلبات من المشترين المقيمين في الشرق الأوسط، بزيادة بلغت نحو 200% في الفترة بين مايو ويوليو 2022".

يُظهر تحليل أعداد المسافرين بمطار هيثرو ازدياد أعداد الزائرين القادمين من الشرق الأوسط وعودتها إلى مستويات ما قبل الجائحة، كما أظهرت البيانات زيادة عدد المسافرين من الشرق الأوسط بواقع 1% في مايو، و2% في يونيو مقارنة بمتوسط أعداد هؤلاء الزوار فيما قبل الجائحة (الفترة من 2015 حتى 2019).

شهدت مكاتب "نيو هومز" والوكالات المحلية التابعة لـ"جيه إل إل" طفرة؛ فقد رصدت فرق العمل تحرراً في الطلب المكبوت من المشترين القادمين من الشرق الأوسط والذين تعذّر عليهم السفر لفترة طويلة من الوقت، علماً أنَّ العديد منهم يملكون سيولة نقدية ويرغبون في تنويع أصولهم.