اقتراب حصاد المحاصيل الأميركية مع وصول احتياطات الغذاء العالمية لمستويات حرجة

ترقب إنتاج الولايات المتحدة الزراعي ومدى قدرته على تعويض نقص الإمدادات بسبب الحرب والطقس

مزارع يحصد القمح في كلفر، كانساس، الولايات المتحدة
مزارع يحصد القمح في كلفر، كانساس، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يقترب المزارعون من نبراسكا إلى أوهايو من الفصل الأخير لأحد أكثر مواسم الزراعة اضطراباً على الإطلاق، إذ يترقب العالم بقلق فيما إذا كانت محاصيل الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة الأميركية ستأتي وفيرة بما يكفي لتعويض الإمدادات التي تقلّصت بسبب الحرب وأحوال الطقس.

تسعى جولة القطاع على المحاصيل، التي تحظى بمتابعة دقيقة، إلى الاستكشاف هذا الأسبوع، بينما يتجه عشرات المزارعين بالإضافة إلى مشتري الحبوب والمحللين إلى الحقول لإلقاء نظرة أولية على حالة النباتات المستخدمة في إنتاج علف الماشية والأغذية والوقود، وسوف تدرس مجموعة الاستطلاع تحديداً تأثير الحرارة الحارقة وقلة الأمطار التي ضربت مناطق رئيسية من ولايات الحزام الزراعي خلال الأشهر القليلة الماضية.

إنَّ حجم المحاصيل في الولايات المتحدة - أكبر منتج للذرة وثاني أكبر دولة بزراعة فول الصويا - يحدد الأسعار لأشهر مقبلة، إلى حين معرفة المزيد عن صادرات مركز التجارة في البحر الأسود، الذي مزقته الحرب، والتوقُّعات بشأن المحاصيل في أميركا الجنوبية التي ستبدأ الزراعة قريباً.

تقرير أمريكي يتوقع استمرار هبوط صادرات الحبوب من أوكرانيا

تسبب الطقس المضطرب بأنحاء الولايات المتحدة كافة في صعوبة التنبؤ بالمحصول حتى الآن، بينما تشير التوقُّعات إلى تحقيق محاصيل جيدة، لكنَّها ليست عالية حسب توقُّعات وزارة الزراعة الأميركية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تتزايد فيه أهمية حجم المحصول في ظل انخفاض المخزون.

طقس مضطرب

مع تضرر أوروبا من موجات ارتفاع الحرارة واحتمال تأخر الزراعة في الأرجنتين بسبب الجفاف؛ تُحدد أحجام محاصيل أميركا الشمالية الإمدادات العالمية حتى العام المقبل، بينما يواجه المزارعون ضغوطاً هائلة في عام يشهد تضخماً جامحاً، وتقلبات عالية، ونقصاً في الغذاء.

قال كيفين ماكنيو، كبير الاقتصاديين في "فارمرز بيزنس نيتوورك" للتكنولوجيا الزراعية: "كان هناك ارتفاع كبير في درجات الحرارة وحالات الطقس العنيفة خلال موسم الزراعة الحالي، ولا أعتقد أنَّ احتمال الانخفاض في إنتاجية المحصول لم يعد قائماً".

كما في العام الماضي، يعاني حزام الزراعة الأميركي من مناطق الجفاف الشديد غرب نهر المسيسيبي، بالإضافة إلى تضرر الجانب الشرقي أيضاً، حيث إنَّ الولايات الأكثر إنتاجاً مثل آيوا وإلينوي، إن لم يكن على نطاق واسع أو أكثر حدة.

"أريزونا" مركز زراعة الخس الأميركي تستعد لأزمة مياه بسبب الجفاف

تُعد أمطار الربيع الغزيرة أحد العوامل التي زادت الأمور تعقيداً، والتي أخًرت الزراعة في الغرب الأوسط، مما يعرّض المحاصيل القادمة للخطر.

تأجيل الزراعة

ويبقى الأمر الثابت الوحيد في ظل توقُّعات السوق المختلفة أنَّ هناك تبايناً وشكوكاً بشأن الإنتاج.

تأتي جولة "برو فارمر" (Pro Farmer)، التي تستمر أربعة أيام حتى يوم الخميس لاستكشاف محاصيل الغرب الأوسط عقب تقديرات وزارة الزراعة الأميركية الجديدة بشأن متوسط ​​إنتاج الذرة.

مزارعون أمريكيون يتجهون لمضاعفة زراعة عبّاد الشمس لمواجهة نقص الإمدادات

قام بعض المزارعين بتأجيل زراعة عدد من الأفدنة هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة، بالإضافة إلى الفيضانات التي ضربت بعض المناطق التي دفعت بعض المزارعين إلى التحول لمحاصيل أخرى مثل فول الصويا، أو ترك الحقول فارغة والمطالبة بتعويض تأميني، بينما تتوقَّع وزارة الزراعة الأميركية أن يكون محصول فول الصويا هذا العام، الذي يحصل عادةً على ربُع الأسمدة فقط مقارنة بالذرة، الأكبر على الإطلاق.

لكنَّ تأخر الزراعة يعني أنَّ الذرة وفول الصويا أكثر عرضة لظواهر الطقس بنهاية الموسم، بما في ذلك الصقيع، الذي من المحتمل أن يُضعف الإنتاج.

تقديرات متباينة

قالت جاكلين هولاند، المحللة في "فارم فيوتشرز": "نستمع لتقارير متباينة بشكل كبير من المزارعين، مما يزيد صعوبة حساب تقديرات الإنتاج". تتعرض محاصيل فول الصويا على وجه التحديد لمخاطر أكبر، حيث ما تزال المحاصيل التي تستخدم في صنع مجموعة واسعة من الأطعمة وكذلك الوقود الحيوي الصديق للمناخ في مرحلة مبكرة وحرجة من الزراعة.

قال هولاند: "مع تأجيل الزراعة هذا الربيع؛ ما يزال هناك متسع من الوقت للحصول على بعض محاصيل فول الصويا - أو فقدها – خلال الأسبوعين المقبلين".

أحوال الطقس الاستثنائية تهدد هدوء أسعار الغذاء

أدى الجفاف الشديد في الجزء الغربي من حزام زراعة الذرة إلى ارتفاع الأسعار محلياً بما يزيد عن العقود الآجلة في شيكاغو، التي انخفضت بنحو 20% في الأشهر الثلاثة الماضية مع تمكّن أوكرانيا من التصدير عن طريق البحر الأسود، عقب شهور من الحظر بسبب هجوم روسيا على المورد الرئيسي للحبوب والزيوت النباتية في العالم.

وبشكل عام، يستبعد بين باكنر، محلل الحبوب في شركة "أغري سورس" (AgResource Co) أن يكون إنتاج الذرة وفول الصويا على المستوى الوطني بالحجم الذي تتوقَّعه الولايات المتحدة، إذ قال باكنر إنَّ احتمالات غلة المحاصيل ما تزال "متباينة وغير دقيقة".

السلع الزراعية