الغاز الأوروبي يقفز 20% مع تصاعد المخاوف من توقف "نورد ستريم"

العقد الفرنسي يسجل 810 يوروات.. والكهرباء في ألمانيا تصل إلى 678 يورو

صهريج تخزين في محطة ضاغط استقبال الغاز لخط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 1" في لوبمين، ألمانيا.
صهريج تخزين في محطة ضاغط استقبال الغاز لخط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 1" في لوبمين، ألمانيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية بعد أن عزز تحرك موسكو لإغلاق خط أنابيب غاز رئيسي المخاوف من توقف الإمدادات لفترة طويلة، مما يزيد الضغوط على ألمانيا التي عادت مرة أخرى لتخمين كمية الوقود الروسي التي يمكنها الاعتماد عليها هذا الشتاء.

ارتفعت العقود الآجلة المعيارية للغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى 20%، مما أدى أيضاً إلى صعود أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية جديدة. سيتوقف خط أنابيب "نورد ستريم" الرئيسي لمدة ثلاثة أيام لأعمال الصيانة بدءاً من يوم 31 أغسطس، مما يثير مرة أخرى مخاوف من أن الرابط لن يعود إلى الخدمة كما هو مخطط له بعد انتهاء الصيانة. كانت أوروبا في حالة قلق شديد بشأن الشحنات عبر "نورد ستريم" لأسابيع، حيث تم استئناف التدفقات بمستويات منخفضة جداً فقط بعد إغلاقه لأعمال الصيانة الشهر الماضي.

"غازبروم" توقف ضخ الغاز عبر "نورد ستريم" لأوروبا نهاية الشهر

شتاء حرج

حذّرت ألمانيا من أن موسكو قد تخفض الإمدادات بشكل أكبر، وكررت دعواتها للحفاظ على الطاقة. قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لقناة "زي دي إف" (ZDF) في مونتريال، خلال زيارة إلى كندا مع المستشار أولاف شولتس: "شتاء حرج للغاية أمامنا مباشرة". يجب أن نتوقع أن بوتين سيواصل خفض ضخ الغاز.

أثارت السلطات الأوروبية مراراً احتمالية توقف الإمدادات الروسية بالكامل في إطار رد الكرملين على العقوبات المفروضة بسبب حربه في أوكرانيا. تبحث ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز في أوروبا، عن بدائل ولكن من غير المرجح أن تتمكن من استبدال جميع الواردات الروسية. تعمل الدولة وغيرها في القارة على عكس سياسات الطاقة من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الفحم والتفكير في إعادة تشغيل المحطات النووية تجنباً للنقص.

ألمانيا قد تلجأ إلى المحطات النووية لسد فجوة الغاز الروسي

سوق ضيقة بالفعل

قالت "غازبروم" يوم الجمعة إن التوربين الوحيد العامل الذي يمكنه ضخ الغاز في "نورد ستريم" يحتاج لأعمال صيانة. وتجدر الإشارة إلى أن خط الأنابيب يعمل بـ 20% فقط من طاقته منذ أسابيع، ويصر الساسة الأوروبيون على أن القيود لها دوافع سياسية. وقالت شركة "غازبروم" الروسية إن أحجام الضخ ستعود إلى هذا المستوى بعد الإغلاق الأخير.

قال بيراج بورخاتاريا، المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس": "سواء كان السبب صحيحاً أم لا، فإن النتيجة تدفع سوق الغاز الأوروبية إلى المزيد من التضييق، والتي تُترك معتمدة على تقليص الطلب ما قد يضعها في حالة توازن". وألمح بورخاتاريا: "قد يتجاهل السوق تعليقات (غازبروم) ويبدأ في التفكير فيما إذا كان خط الأنابيب قد لا يعود إلى الخدمة، أو على الأقل قد يتأخر لأي سبب معين".

إنفوغراف.. انخفاض إمدادات الغاز الروسي عبر "نورد ستريم" بنسبة 79%

صعد عقد الغاز الهولندي للشهر المقبل، وهو المعيار الأوروبي، بنسبة 18% عند 289 يورو للميغاواط في الساعة عند الساعة 1:24 مساءً في أمستردام. مرتفعاً للأسبوع الخامس على التوالي يوم الجمعة، في أطول مسيرة صعودية هذا العام. وقفز سعر العقد المعادل في المملكة المتحدة بنسبة 22% يوم الاثنين.

ارتفع سعر الكهرباء في ألمانيا للعام المقبل، وهو معيار قياسي للقارة، بنسبة تصل إلى 21% ليسجل مستوى قياسي عند 678 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، بينما قفز العقد الفرنسي بنسبة 12% إلى 810 يوروات. كما بلغت العقود الآجلة للفحم مستويات غير مسبوقة. يتفاقم شح سوق الكهرباء على المدى القريب مع بلوغ كهرباء المفاعلات النووية في فرنسا أدنى مستوى منذ سنوات.

قال القادة الألمان، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن البلاد قد تكافح لاستبدال إمدادات الغاز المتضائلة من روسيا. تستهدف الحكومة خفض الاستهلاك بنسبة 20%. في حين أن البلاد هي واحدة من أكثر الدول تضرراً من تخفيضات موسكو خاصة أن اقتصادها (ألمانيا) على أعتاب الركود، فقد ترددت أصداء أزمة الطاقة في جميع أنحاء أوروبا.

غاز طبيعي